أخبار عربية وعالمية

تسببت بمقتل وإصابة 400.. كتيبة روسية تتعرض لمفاجأة مدمرة

تعرضت كتيبة روسية للتدمير أثناء محاولتها عبور نهر في شمال شرقي أوكرانيا الأسبوع الماضي في واحدة من أكثر الاشتباكات دموية في الحرب، وأوضحت التقديرات استنادا إلى أدلة متاحة للجمهور عن مقتل أوإصابة أكثر من 400 جندي روسي.

وهو الموضوع الذي كان حديث الساعة في روسيا، وعلى ما يبدو أن الكارثة التي حلت بالكتيبة اخترقت فقاعة المعلومات التي يسيطر عليها الكرملين بإحكام وفقا لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية.

ولعل أكثر ما يلفت النظر هو أن الفشل الروسي في ساحة المعركة كان له صدى لدى مجموعة من المدونين الحربيين الموالين لروسيا وبعضهم مرتبط بقوات على خط المواجهة والذين نشروا بشكل موثوق على شبكة التواصل الاجتماعي تليغرام Telegram مزاعم عن النجاح الروسي والجبن الأوكراني.

الشكوك المتزايدة

وكتب معهد دراسات الحرب وهو هيئة بحثية مقرها واشنطن في عطلة نهاية الأسبوع: “إن التعليق الذي كتبه هؤلاء المدونون المقروء على نطاق واسع قد يغذي الشكوك المتزايدة في روسيا حول آفاق روسيا في هذه الحرب وكفاءة القادة العسكريين الروس”.

وفي 11 مايو، أشارت التقارير إلى أن القيادة الروسية أرسلت حوالي 550 جنديًا من لواء البندقية الآلية 74 التابع للجيش الروسي لعبور نهر دونيتس في بيلوهوريفكا، في منطقة لوهانسك الشرقية، في محاولة لتطويق القوات الأوكرانية بالقرب من روبيجن. لكن صور الأقمار الصناعية كشفت أن المدفعية الأوكرانية دمرت العديد من الجسور العائمة الروسية وألحقت الخراب في منطقة تمركز القوات والمعدات الروسية حول النهر.

وأشار معهد دراسة الحرب، نقلاً عن تحليلات تستند إلى الصور المتاحة للجمهور، إلى أنه ربما كان هناك ما يصل إلى 485 جنديًا روسيًا قتلوا أو جرحوا وتم تدمير أكثر من 80 قطعة من المعدات.

ومع انتشار أنباء الخسائر عند معبر النهر في بيلوهوريفكا، لم يتراجع بعض المدونين الروس على ما يبدو عن انتقادهم لما قالوا إنه قيادة غير كفؤة.

وقال يوري بودولياكا مدون حرب لديه 2.1 مليون متابع على تليغرام، في مقطع فيديو نُشر يوم الجمعة، “لقد التزمت الصمت لفترة طويلة” في إشارة إلى تجنبه انتقاد الجيش الروسي حتى الآن.

وتابع لكن القشة الأخيرة التي طغت على صبري كانت الأحداث التي وقعت حول بيلوهوريفكا، حيث تم حرق مجموعة تكتيكية واحدة على الأقل، ربما اثنتان بسبب غباء القيادة الروسية”.

وسخر السيد بودولياكا من موقف الكرملين من أن الحرب تسير “وفقًا للخطة”. وأخبر مشاهديه في مقطع فيديو مدته خمس دقائق، في الواقع، أن الجيش الروسي كان يفتقر إلى الطائرات بدون طيار العاملة، ومعدات الرؤية الليلية وغيرها من المعدات “الحاسمة في المعركة”.

وتابع “نعم، أفهم أنه من المستحيل ألا تكون هناك مشاكل في الحرب”. “ولكن عندما تستمر المشكلات نفسها لمدة ثلاثة أشهر، ولا يبدو أن شيئًا يتغير، فأنا شخصيًا وفي الواقع ملايين من مواطني الاتحاد الروسي يبدأون في طرح أسئلة على قادة العملية العسكرية هؤلاء”.

وكتب مدون مشهور آخر واسمه ستارش إيدي على تلغرام Telegram، أن حقيقة ترك القادة الكثير من قوتهم مكشوفة ترقى إلى: “ليس حماقة بل تعد تخريبًا متعمدا”.

ونشر المدون فلادلين تاتارسكي أن هجوم روسيا الشرقي كان يتحرك ببطء ليس فقط بسبب نقص طائرات الاستطلاع بدون طيار، ولكن أيضًا بسبب “هؤلاء الجنرالات” وتكتيكاتهم.

ودرس المحللون العسكريون الغربيون الصور ويقولون إن محاولة العبور أظهرت افتقارًا مذهلاً للحس التكتيكي. وتكهنوا بأن القادة الروس، في محاولة يائسة لإحراز تقدم، سارعوا بالعملية. كما أشار البعض إلى أنه كان انعكاسًا للاضطرابات في صفوف الروس.

وإذا ثبتت صحة التقديرات الخاصة بمقتل أو إصابة مئات الجنود فستكون واحدة من أكثر الاشتباكات دموية في الحرب.

وكان هناك أكثر من 500 بحار على متن السفينة الروسية موسكفا في البحر الأسود عندما تعرضت لهجوم أوكراني في أبريل. وأصر الكرملين في البداية على أنه تم إنقاذ جميع البحارة، وقال لاحقًا إن أحدهم قد قُتل. ولكن حتى مع مطالبة عائلات البحارة المفقودين بإجابات علنية، التزم الكرملين إلى حد كبير الصمت الرسمي بشأن مصير الطاقم، كجزء من حملة أكبر لقمع الأخبار السيئة.

المصدر: العربية.نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى