رياضة محلية

مدربون لـ «الأنباء»: المراحل السنية ضحية «كورونا» وقلة الاهتمام والتنفيع

  • الخالدي: النتائج مخجلة ومؤسفة.. وعلينا الاستفادة من تجربة كرة اليد المصرية
  • فاروق: غياب القاعدة وقصر فترة الإعداد وراء الفوارق الكبيرة في النتائج والمستوى
  • عبداللطيف: كرة القدم لم تعد أولوية.. وغياب القدوة وإلغاء «البدنية» ضاعفا المشكلة
  • حلمي: الإجراءات الصحية أعاقت تطور «الطائرة» في عديد الأندية.. والقادم أفضل

أجرى التحقيق – هادي العنزي

عاد النشاط الرياضي بداية الموسم الحالي في جميع الألعاب الرياضية، سواء ألعاب الكرة الجماعية والأكثر شعبية (القدم، والسلة، واليد، الطائرة)، أو الفردية بأنواعها المتعددة، وقد شهد الموسم الرياضي الذي يقترب من نهايته، أوضاعا صعبة وغير مألوفة في مختلف المراحل السنية في الألعاب الجماعية تحديدا، على الجانبين الفني والبدني، حيث طالعتنا الأخبار بنتائج مرعبة، تتطلب معها الوقوف على الأسباب والمسببات، فلم نسمع من قبل عن خسارة فريق أشبال بفارق 11 هدفا في كرة القدم، إن لم يكن استثناء، ولا خسارة فريق ناشئين بفارق 70 نقطة في كرة السلة، والأمر لا يختلف كثيرا في لعبتي كرة اليد وكرة الطائرة، الأمر الذي يتطلب معه البحث والنقاش مع المختصين من أصحاب الرأي الفني من المدربين لمعرفة الأسباب والمسببات، وكيفية تلافي موسم بائس للنسيان، وعدم تكرار أخطائه على المستويين الإداري والفني، حفاظا على المخزون الإستراتيجي لمنتخباتنا الوطنية، ولاستعادة المنافسة بين الأندية، وبما يقدم عناصر على قدر عال من المهارة والكفاءة الفنية والبدنية لجميع المنتخبات.

«الأنباء» التقت عددا من مدربي المراحل السنية في كرة القدم، وكرة السلة، وكرة اليد، وكرة الطائرة، للوقوف على الحالة الاستثنائية، وكيفية الخروج منها بأسرع وقت وأقل الأضرار.

في البداية، ذكر مدرب فريق تحت 13 سنة لكرة اليد بنادي القادسية غانم الخالدي أن المراحل السنية بناديه تأثرت بشكل كبير في فترة عدم مشاركة النادي لعدة مواسم متتالية، وتبعها التوقف القسري بسبب جائحة كورونا، وعليه كان الضرر مضاعفا، مضيفا: ولكن على الرغم من ذلك فإن فرق النادي في مختلف مراحلها السنية لم تخسر بفارق كبير الموسم الحالي، فيما شهدنا نتائج مخجلة ومؤسفة وتبعث على الأسى لحال اللاعبين الصغار، وقد انتهت إحدى المباريات بفوز أشبال القادسية بفارق 29 هدفا، على الرغم من كوننا لا ننافس على اللقب، وهذا أمر لم يكن ليحصل في تسعينيات القرن الماضي مثلا.

التجربة المصرية.. درس مجاني

بدوره، أرجع المدرب الوطني غانم الخالدي التراجع الكبير في المستوى الفني للاعبي المراحل السنية في عدد من الأندية إلى عدم اهتمام مجالس إدارات الأندية باللاعبين الصغار، سواء عبر تعيين المقربين منهم مدربين، أو الذين تربطهم معهم مصالح انتخابية مشتركة، بغض النظر عن المؤهلات الفنية التي يمتلكها المدرب، مضيفا: «علينا الاستفادة من التجربة المصرية الناجحة للخروج من الموقف المأساوي لصغار كرة اليد، ومن أبرز بنودها، الربط بين نتائج الفرق الأولى بفرق تحت 19 سنة، فوزا وخسارة، وإلزامهم بمشاركة أكثر من لاعب يجيد اللعب باليد اليسرى، وتحفيز الفرق بالنقاط حال مشاركة لاعبين ذوي أطوال قياسية، والتسجيل من خارج منطقة 9 أمتار يحتسب بهدفين، لافتا إلى أن تطبيق مثل هذه اللوائح يصب في مصلحة كرة اليد الكويتية على المدى البعيد».

18 شهر بلا منافسات

من جانبه، أكد مدرب فريق تحت 19 سنة لكرة السلة بنادي الكويت أيمن فاروق أن تفاوت المستوى في الفرق المشاركة في الدوري يرجع لعدم وجود أي نوع من المنافسات المحلية لما يزيد على 18 شهرا متتاليا بسبب وباء كورونا، مضيفا:«هناك عدد من الأندية لديها قاعدة جيدة من اللاعبين قبل التوقف، وما إن عاد النشاط استفادت من تلك القاعدة العريضة، وتمكنت من المنافسة على المراكز الأولى، خاصة في مرحلتي تحت 13 و15 سنة، بعكس الأندية الأخرى التي لم تكن لديها قاعدة جيدة، كما أنه لم يكن هناك وقت كاف للإعداد الفني بين عودة النشاط الرياضي، وانطلاق المنافسات في مختلف المراحل السنية، مما أظهر فوارق كبيرة في النتائج بين الأندية المشاركة».

وأشار فاروق إلى تراجع ملحوظ في مشاركة الأندية بدوري تحت 13 سنة الموسم الحالي، مبينا انه عادة ما تشارك جميع الأندية في هذه المرحلة المهمة، بينما شهد الموسم الحالي مشاركة 8 أندية فقط، وهو أمر غير معتاد، ولعله يرجع إلى عدم توافر العدد الكافي من اللاعبين الصغار، فضلا عن عدم جاهزيتهم الفنية، بالإضافة إلى قلة المدربين، حيث لاحظت وجود مدربين اثنين فقط لجميع المراحل السنية لأكثر من ناد، وهذا الأمر له مردود سلبي كبير على الفرق ونتائجها كذلك، آملا المزيد من الاهتمام في المراحل السنية لكرة السلة.

دوري الشباب.. المستويات متقاربة

هذا، وقال مدرب تحت 20 سنة لكرة القدم بنادي السالمية جراح عبداللطيف إن دوري الشباب لم يشهد نتائج كبيرة الموسم الحالي، نظرا لتقارب المستوى الفني، وتوافر المهارات الأساسية لجميع اللاعبين، بسبب تدرجهم عبر المراحل السنية المختلفة، وعليه كان التركيز قبل انطلاق الموسم على الجانب البدني والتكتيكي، مبينا أن كرة القدم لم تعد أولوية لدى الناشئة، لتوافر بدائل عدة أمامهم، بالإضافة إلى غياب النموذج الرياضي الذي يتخذه اللاعبون الصغار قدوة في مسيرتهم الكروية، كما أن إلغاء حصة التربية البدنية في المدارس ضاعف من المشكلة المتمثلة بغياب المواهب الكروية.

ولفت إلى أن اهتمام أولياء أمور اللاعبين يعد بمنزلة حجر الزاوية في تطور اللاعبين أو ثبات مستواهم الفني، حيث هناك علاقة طردية بين الاهتمام وتقدم المستوى، فكلما ارتفع معدل الأول تراجع مؤشر الثاني، والعكس صحيح.

هبوط اضطراري لـ «الطائرة»

من جهته، أشار مدرب الناشئين لكرة الطائرة بنادي التضامن أحمد حلمي إلى أن العديد من الأندية تقدم اهتماما كبيرا في كرة الطائرة وخاصة في المراحل السنية، ولكن جميعها على الأغلب تأثرت سلبا بفترة التوقف الطويلة بسبب وباء كورونا، مضيفا:«يرجع التفاوت الكبير في نتائج الناشئين في كرة الطائرة إلى التعاطي مع فترة التوقف الطويلة خلال الجائحة، فهناك أندية كانت تقيم تدريبات يومية لفرقها «اونلاين»، كما أن هناك أولياء أمور حرصوا على تقدم مستوى أبنائهم عبر التواصل مع مدربين متخصصين لإعطائهم حصصا فنية متخصصة».

وأشار حلمي إلى أن قطاع الناشئين في عديد الأندية بدأ بالتعافي خلال الموسم الحالي، ولكن ظهور النتائج الإيجابية يحتاج إلى وقت لا يقل عن 4 أعوام من العمل الجاد والمستمر، وهذا الأمر ينسحب على أغلب الأندية، وليست الأندية التي تنافس على المراكز الأولى فقط.

المصدر: شبكة الأنباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى