مقالات الكتاب

يوم التمريض العالمي .. ولفتة لمهنة التمريض

أ. شيخه عيسى المذن

بقلم أ. شيخه عيسى المذن

معهد التمريض

يحتفل العالم بيوم التمريض العالمي في 12 مايو من كل عام ، و لقرب هذه المناسبة القيمة لدى ممرضي العالم بدر إلى ذهني 12 مايو 2020 ، ذلك العام الذي حرم ممرضي العالم من التمتع ب “السنة العالمية للتمريض و القبالة ” .

  ففي عام 2019 اتخذت هيئة الصحة العالمية و مجلس التمريض الدولي شعار عام 2020 ليكون ” السنة العالمية للتمريض و القبالة ” . وشاء القدر أن يحتفل ممرضو العالم في وحدات العناية المركزة والمحاجر السخية وفي مقدمة الصفوف الأمامية على جميع جبهات مقاومة فيرس كرونا 19 بصبر وشجاعة وإصرار. و كأن القدر يقول لهم لا أرضى أن يكون احتفالكم بسنتكم هذه بالكلمات والشعارات و الدروع والميداليات، بل أردت لكم سنة أقدر و أكبر من ذلك، سنة مردودها الثواب و الأجر الكبير من رب العالمين.. كان البلاء جلل و ثوابكم عند ربكم عظيم … يالها من سنة احتفالية … حقا كانت ” السنة العالمية للتمريض و القبالة” .

  ذلك الحدث يجب أن لا يمر علينا مرور الكرام ، فالتجربة عشناها كما عاشها العالم و نتائجها واضحة المعالم لجميع منظمات و دول العالم أعلنت بتقارير ودراسات دولية و إقليمية أوجز لكم بعضا منها :

ـ دراسة صادرة عن مجلس التمريض الدولي بتاريخ 13/1/2021 أفادت بأنه لا يقل عن 2200 ممرض وممرضة حول العالم توفوا بفيرس كرونا، ذلك أدى إلى صدمة بين العاملين في مجال التمريض، وأكدت أن استمرار الإصابات بين الممرضين تسبب بمعاناة نفسية ومعنوية إضافة إلى أعمالهم المرهقة.

ـ دراسة استقصائية أخرى لمجلس التمريض الدولي أجرىت على 130 جمعية تمريض وطنية إلى جانب دراسات أخرى أجرتها اتحادات تمريض محلية واقليمية أكدت أن تأثير جائحة كرونا 19 لها عواقب سلبية على المدى البعيد على الممرضين وأنظمة الرعاية الصحية في العالم . ولفتت الدراسة أن الجائحة تهدد بالضرر بمهنة التمريض لأجيال قادمة ما لم تتخذ الحكومات إجراءات الآن لمعالجة تأثير الجائحة والتنبؤات قبل حدوثها.

ـ في الوقت ذاته يشير المجلس إلى أن العالم يعاني بالفعل من نقص حوالي ستة ملايين ممرض و ممرضة ، إضافة إلى أنه من المتوقع أن يبلغ أربعة ملايين آخرين سن التقاعد في السنوات العشر المقبلة ، ذلك سيوجد مهنة التمريض في خطر على مستوى العالم . و عليه فقد حذر الرئيس التنفيذي لمجلس التمريض الدولي السيد / هوارد كاتون حذر من تأثير الجائحة سلبا على حجم القوى العاملة في التمريض و التي تتجه بالفعل نحو عجز حوالي عشرة ملايين من الممرضين نساء ورجال أمر متوقع . ذلك، حتى لو استقال ما بين 10 ـ 15% فقط من العاملين الحاليين، فقد يكون لدينا عجز محتمل قدره 14 مليون ممرض وممرضة بحلول عام 2030.

  من جهة أخرى صرح مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق البحر المتوسط الدكتور / أجمد بن سالم المنظري أنه إذا لم نعزز القوى العاملة في مجال التمريض والقبالة فلن تستطيع أنظمة الرعاية الصحية تقديم رعاية فعالة ذات جودة. و دعى الدول الأعضاء إلى تكثيف الجهود المبذولة لمعالجة النقص المقلق الذي يضعف كفائة الخدمات الصحية و جودتها في الإقليم .

  ذلك على مستوى الوضع الدولي ، فماذا عن المؤشرات و التحديات المحلية ؟ سأجتهد بتحديد بعض منها من وحهة نظري الخاصة :

1 ـ تعداد السكان حوالي 4 مليون نسمة ( كويتي و غير كويتي ) . ومناطق سكنية في حالة توسع مستمريصاحبها توسع طردي في الخدمات الصحية.

2 ـ مجموع أعداد أفراد الهيئة التمريضية بوزارة الصحة حوالي 22000 ممرض وممرضة ، نسبة الكويتيين ذكورا و إناثا ومن معهد التمريض وكلية التمريض حوالي 5% من المجموع .هذا يظهر أن الإعتماد الفعلي على العمالة الوافدة .

3 ـ نقص مؤسسات تخريج الممرضين ، لدينا معهد تمريض واحد و كلية تمريض واحدة يخرجوا ممرضين من مستويات مختلفة و بأعداد لا تناسب حجم الإحتياج .

4 ـ استمرار جائحة كرونا و ما سيلحقها من أوبئة علمهم عند رب العالمين ، ولكن التنبؤات تشير إلى أن الفايرس يتجدد و فترة بقائه بشكل وباء وارد .

    من معطيات الوضع العالمي و المحلي توصلت إلى حقيقتين :

الحقيقة الأولى أن العالم في حلة نقص شديد من الممرضين ، و المتوقع أن العجز في تزايد قد يصل إلى 14 مليون ممرض و ممرضه في عام 2030 . السؤال ماذا سيكون عليه الوضع لو أن الدول التي يستقطب منها الممرضين توقفت عن التصريح للممرضين بالعمل خارج بلادهم ، أو أن الممرضين الوافدين أنفسهم قرروا العودة لبلادهم للمشاركة في إنقاذ الحالة الحرجة في بلادهم ؟

الحقيقة الثانية أن اهتمام سوق العمل و مؤسسات التعليم المحليين على المستويين الحكومي و الخاص غير متوازن و حاجة الدولة من الممرضين .

 وعليه أطرح مقترحاتي علها تصل إلي المعنيين بالأمروالمسارعة باتخاذ الحلول المناسبة لمواجهة هذه المعضلة :

1 ـ مسارعة سوق العمل ممثلة بوزارة الصحة بمطالبة مؤسسات تعليم التمريض بمضاعفة القبول و تخريج  ممرضين محليين أكفاء على جميع المستويات و التخصصات .

2 ـ تكثيف برامج التمريض و قبول أعداد أكبر بمعهد التمريض و كلية التمريض و إعادة فتح برنامج بكالريوس التمريض بجامعة الكويت .

3 ـ مطالبة القطاع الخاص بجامعاته الخاصة بالتوجه لفتح برامج تمريض وتخريج ممرضين على مستويي الدبلوم والبكالريوس وتخريج ممرضين أكفاء ، فلدينا مقيمين ولدوا و درسوا و عاشوا في المجتمع الكويتي ، وهم الأقرب لعاداتنا و تقاليدنا ، بنفس الوقت هم يتمنوا الإنخراط بمهنة التمريض لضمان فرصة العمل و ضمان المستقبل .

أتمنى وأدعو الله عز وجل التجاوب العاجل من المعنيين بالأمر وعلى رأسهم مجلس الوزراء الموقر ووزارة الصحة الموقرة للتحرك الفعلي للنهوض بهذه المهنة الأساسية في الجسم الصحي، وتفادي ما يمكن حدوثه من عجز في الخدمات التمريضية. وفقنا الله للعمل الصالح لخدمة وطننا العزيز.

بواسطة
أ. شيخه عيسى المذن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى