نتائج غير مسبوقة.. كشف أدلة جديدة على أسباب السرطان

حللت دراسة ضخمة جينومات الخلايا السرطانية لأكثر من 12000 مريض، وحددت 58 توقيعا طفريا جديدا تقدم أدلة على الأسباب للسرطان.

وتقدم النتائج البارزة للباحثين في جامعة كامبريدج، مجموعة كاملة من الموارد الجديدة لتوجيه الدراسات المستقبلية حول علاجات السرطان المتخصصة، بحسب ما نشره موقع New Atlas نقلًا عن دورية Science.

كما يمكن أن تؤوي الخلايا السرطانية الآلاف من الطفرات المختلفة وغير العادية، لكن القليل منها فقط معروف بأن تطوره يؤدي إلى حدوث ورم.

بصمات الأصابع

وتعد دراسة رائدة، أُجريت عام 2020، هي الأولى التي بدأت في فهرسة التوقيعات الطفرية بجدية، لكن توسع البحث الجديد بشكل كبير في تلك النتائج السابقة، وأمكن تقديم صورة أكثر اكتمالا للطفرات، التي تسبب غالبية السرطانات البشرية.

من جانبها، أوضحت سيرينا نيك زينال، باحث مشارك في الدراسة الجديدة، أن “سبب أهمية التعرف على التوقيعات الطفرية هو أنها تشبه بصمات الأصابع في مسرح الجريمة، أي أنها تساعد في تحديد المرضى المصابين بالسرطان”، موضحة أن “بعض التوقيعات الطفرية لها آثار إكلينيكية أو علاجية، حيث يمكنها تسليط الضوء على التشوهات التي يمكن أن يتم استهدافها بأدوية معينة أو ربما تشير إلى احتمال وجود ما يشبه ” كعب أخيل “في السرطانات الفردية”.

نمط الحياة وعوامل البيئة

هذا وتسمح فهرسة “بصمات الأصابع” الطفرية للباحثين بالتعرف على نمط حياة معين أو عوامل بيئية يمكن أن تسبب السرطان، على سبيل المثال، توصلت دراسات سابقة إلى أن طفرة مميزة في الأورام الميلانينية يمكن ربطها بالتعرض للأشعة فوق البنفسجية، لذلك أصبح في حكم المؤكد أن التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية يعد سببًا قويًا للإصابة بسرطان الجلد.

مسببات مجهولة للسرطان

كما أكدت الدراسة الجديدة 51 توقيعًا طفريًا تم تسجيلها في دراسات سابقة واكتشفت 58 توقيعًا طفريًا جديدًا تمامًا ومن غير المعروف الأسباب الكامنة وراء حدوث غالبية التوقيعات الطفرية الجديدة، ويرجح الباحثون أن هذا يشير إلى أن هناك الكثير من العوامل التي يمكن أن تسبب السرطان لم يتم اكتشافها بعد.

إنجاز أكاديمي

كما أعرب الباحثون عن ثقتهم بأن نتائج الدراستين اكتشفت معظم التوقيعات الطفرية، التي تدفع إلى تطوير السرطانات الشائعة، في حين من المعتقد أن ما لا يزال مجهولاً يفسر أشكالاً نادرة من السرطان تغطي أقل من واحد في المئة من الأورام.

في هذه المرحلة، يعد البحث إنجازًا أكاديميًا أكثر من كونه عمليًا. ولكن تسمح المعلومات الجديدة على المضي قدمًا بما يمكن أن يساعد في إعلام الاكتشافات البحثية القيمة للغاية مثل التفاهمات الجديدة للعوامل البيئية، التي تسبب السرطان.

مكتبة التوقيعات الطفرية

ومن المتوقع أن تساعد مكتبة التوقيعات الطفرية الباحثين أيضًا على فهم الآليات التي تقود تطور أورام معينة، وأن تساعد معرفة كيفية تطور هذه السرطانات الباحثين على اختبار طرق الاستهداف العلاجي لتلك المسارات وبالتالي التوصل إلى علاجات جديدة أكثر تخصيصًا للسرطان.

قال مات براون، من جينومكس إنجلترا: إن “التوقيعات الطفرية هي مثال على استخدام الإمكانات الكاملة لتسلسل الجينوم الكامل WGS”، معربًا عن أمله “في استخدام القرائن الطفرية، التي شوهدت في الدراسة، وتطبيقها مرة أخرى في مجتمع المرضى، بهدف نهائي هو تحسين التشخيص وإدارة مرضى السرطان”.

المصدر: العربية.نت

Exit mobile version