التربية والتعليم

دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في نشر الثقافة البيئية

حماية البيئة هي جانب مهم من جوانب ديننا الاسلامي الحنيف، حيث اهتم الاسلام بالبيئة اهتماما كبيرا، وكان له السبق في وضع القواعد والتشريعات التي تضمن سلامتها واستقرارها وجمالها، وتحافظ على مواردها المختلفة، حيث حثنا على حماية بيئتنا في وقت اصبحت فيه حماية البيئة من أكبر مشكلات العصر.

والجدير بالذكر ان الفرد لن يعرف كيف يحمي بيئته او يحافظ عليها، ان لم تكن لديه ثقافة دينية صحيحة، فمن الممكن ان يضر بالبيئة سواء بقصد او بغير قصد، وقد يعود السبب في ذلك الى تأثير مؤسسات التنمية الاجتماعية التي تقوم بنقل وترسيخ الثقافة البيئية لدى الافراد، والتي تؤثر بشكل مباشر على علاقة الانسان بالبيئة ومن حوله.

يأتي على رأس هذه المؤسسات (الاسرة) فهي المؤثر الاول والذي لها الدور الاكبر في تشكيل شخصية الفرد منذ الطفولة، فإذا كانت الاسرة لا تعي بأهمية وضرورة الحفاظ على البيئة، فإن السلوك سوف ينتقل الى الابناء في العائلة، لينشأ على المدى الطويل جيل غير واع بضرورة الحفاظ على البيئة، فيجب تشجيع الآباء على تعليم اطفالهم الممارسات اليومية التي يمكن لهم من خلالها حماية البيئة، مثل إلقاء القمامة في اماكنها المخصصة، وإغلاق صنبور المياه اثناء غسل اسنانهم وأيديهم، وإغلاق الإنارة غير المستخدمة، ومشاركتهم المعلومات المهمة في مجال البيئة ليصبح الاطفال اكثر اطلاعا وعلى دراية بالقضايا البيئية من حولهم.

ثم يأتي دور (المدرسة) فهي ليست مؤسسة للتعليم فحسب، هي مؤسسة قائمة على خدمة المجتمع، ويجب ان تكون للمدرسة صلة وثيقة بالقضايا البيئية وان تنقل الثقافة البيئية لطلابها، وتساعد على تكوين الوعي البيئي للأفراد، وان تلتفت الى المشكلات البيئية وتضمها ضمن انشطتها المدرسية.

ونؤكد كذلك على دور (المسجد) في نشر الثقافة البيئية، فلا يقتصر على كونه جامعا لأداء الصلوات فحسب، بل للتثقيف والتهذيب والتعارف والتحاب، وصنع الفرد المسلم البناء في خلقه وسلوكه وعمله وعلاقته بربه وبنفسه وبمجتمعه المحيط، من خلال النصح والتوجيه والارشاد، لذا فإنه من واجب الائمة والخطباء الحرص على ذكر الموضوعات الخاصة بالبيئة والمحافظة عليها وعدم الاضرار بها، وحث الناس على هذا الامر، وتذكيرهم بالآيات والاحاديث التي نصت على ذلك.

من زاوية اخرى، فإن «وسائل الاعلام» المختلفة – المرئية والمسموعة والمقروءة – لها دور كبير في نشر الثقافة البيئية وتنمية الوعي البيئي، حيث تساعد على تعديل سلوك الافراد، نظرا لمقدرتها على مخاطبة مختلف شرائح المجتمع، كون معظم الناس يقضون ساعات طويلة لمشاهدة التلفزيون او الاستماع الى الراديو وقراءة الصحف والمجلات او تصفح مواقع التواصل الاجتماعي مثل تويتر وأنستغرام وغيرها.

والإعلام البيئي هو الاعلام الذي يسلط الضوء على المشاكل البيئية وينقلها الى الجمهور من خلال هذه الوسائل، ولكي يحقق ذلك لابد من التنسيق بين مختلف وسائل الاعلام للعمل في اتجاه واحد ضمن خطة اعلامية متكاملة لنشر الثقافة البيئية في المجتمع.

إعداد الباحثة: نورة صالح الخضر

كلية الدراسات العليا – جامعة الكويت

ماجستير المناهج وطرق التدريس

اشراف أ.د.عبدالله الهاشم

المصدر: شبكة الأنباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى