أثبتت الصيغة التجريبية للهيدروجيل، التي تم حقنها في أقراص العمود الفقري، أنها آمنة وفعّالة في تخفيف آلام أسفل الظهر المزمنة الناجمة عن مرض القرص التنكسي DDD أو الانزلاق الغضروفي القطني، وفقًا لبحث جديد سيتم تقديمه في الاجتماع العلمي السنوي لجمعية الأشعة التداخلية، في بوسطن.
وبحسب ما نشره موقع “نيوروساينس نيوز” Neuroscience News، تم استخدام الهلاميات المائية لعدد من السنوات لعلاج داء الفقرات التنكسي، لكن الدراسة الحالية هي أول اختبار لهلام هايدرافيل بالذات لدى البشر، والذي أدى بعد ستة أشهر من استخدامه إلى تقليل آلام أسفل الظهر بشكل ملحوظ لدى جميع المشاركين في الدراسة. انخفض متوسط مستوى الألم، المُبلغ عنه ذاتيًا، من 7.1 إلى 2.0 على مقياس من صفر إلى 10، كما شعر المشاركون بتحسن كبير في الأداء البدني بعدما كانت الآلام تمنع المرضى من القدرة على أداء الأنشطة العادية.
علاج واعد
وقال الباحث الرئيسي في الدراسة دوغلاس بيل، رئيس قسم العلاج التحفظي في خدمات الأشعة السريرية بأوكلاهوما: “إذا تم تأكيد هذه النتائج في مزيد من البحث، فربما يكون هذا الإجراء علاجًا واعدًا للغاية لآلام أسفل الظهر المزمنة”، مشيرًا إلى أن “الجل سهل الاستخدام، ولا يتطلب جراحة مفتوحة، ولا يعاني المريض عند الحقن.”
يُذكر أن هلام هيدرافيل المستخدم في هذه الدراسة، هو جيل ثاني من هيدروجيل تم تطوير في عام 2020، وحصل على تصنيف بأنه أداة مُبتكرة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA، والذي يسمح بإجراء مراجعة سريعة عندما تشير الأدلة المبكرة إلى أن منتجًا تجريبيًا ربما يوفر علاجًا أكثر فعالية من خيارات العلاج الحالية لإنقاذ المرضى من حالة خطيرة.
وقام فريق الباحثين بتسجيل 20 مريضًا، تتراوح أعمارهم بين 22 إلى 69 عامًا، يعانون من آلام أسفل الظهر المزمنة. ووصف كل منهم ألمه بأنه أربعة أو أعلى على مقياس مكون من 10 نقاط. لم يسبق أن حصل أي منهم على أكثر من راحة خفيفة إلى الرعاية المحافظة، والتي تشمل الراحة والمسكنات والعلاج الطبيعي ودعامات الظهر.
تصوير فلوروسكوبي
وتم تخدير المرضى عند الحقن، كما تم تسخين الهلام ليصبح سائلًا كثيفًا. استرشد الباحثون بالتصوير الفلوروسكوبي، واستخدموا إبرة قياس 17 لحقن الجل مباشرة في الأقراص المصابة، حيث جرى توزيع الهلام في الشقوق والتمزقات كي يلتصق بمركز الفقرة والطبقة الخارجية.
وقال دكتور بيل إنه “لا يوجد حقًا علاجات جيدة لمرض القرص التنكسي، أو الانزلاق الغضروفي القطني، بصرف النظر عن الرعاية المحافظة”، مشيرًا إلى أنه “إحصائيًا لا يعد التدخل الجراحي أكثر فعالية من الرعاية المحافظة بل ويمكن أن تزيد الأمور سوءًا؛ حيث أن استئصال العصب مناسب لعدد قليل فقط من المرضى؛ في حين أن إدخال الهلاميات المائية، الموجودة حاليًا والمعتاد استخدامها، من خلال شق كمادة صلبة ناعمة، يمكن أن تخرج من مكانها إذا لم يكن الجراح ماهرًا في وضعها”.
وأضاف دكتور بيل قائلًا إن “الجل المبتكر القابل للحقن، لا يتطلب إحداث شقًا في الفقرات، ويؤدي إلى زيادة الفقرة بأكملها واستعادة سلامتها الهيكلية، وهو ما لم يمكن متاحًا من قبل”.
المصدر: العربية.نت