![](https://marsadkw.com/wp-content/uploads/2021/05/marsad512.png)
قال باحثان في التراث الكويتي إن مظاهر وأجواء عيد الأضحى المبارك في ماضي الكويت كانت بسيطة وتلقائية وتزدان بشعيرة الأضاحي وترقب الأهالي عودة الحجاج من الديار المقدسة بعد أداء مناسك الحج.
وأوضح الباحثان في تصريحين متفرقين لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم السبت أن المظاهر والأجواء الشعبية في العيد كان لها طابع خاص ومتميز إذ كان أهل الكويت يتجهزون لهذه المناسبة قبل قدومها بفترة وتقام حفلات العرضة في كل نهار كما يؤدي الرجال العرضة بالبنادق والسيوف وينشدون القصائد الحماسية.
وبهذا الشأن ذكر الدكتور يعقوب الغنيم ل(كونا) أن مظاهر العيد كانت بسيطة وجميلة وعفوية يفوح منها عبق الأصالة والتراث وكان يسمى الأضحى في تلك الأيام بعيد اللحم وكانت للعيد قديما مراسم يعرفها أهل البلاد ولاتزال حتى يومنا هذا إذ يقوم الكبار والصغار باكرا لأداء صلاة العيد مهللين مكبرين وقد لبسوا أفخر ملابسهم وتجملوا بما عندهم من زينة وبعد الصلاة تذبح الأضاحي.
وأوضح الغنيم أن الفريج (الحي) كان يضم من 15 إلى 20 بيتا يضحي منهم 4 أو 5 بيوت نظرا إلى صعوبة الأحوال المعيشية حينها وغالبا ما كانت الأضاحي تربى منزليا وكانت ربات البيوت يقمن بقلي كبد الخروف وتجهيز طبق شهير يسمى (حمسة الكبدة والكلاوي) ليقدم وقت الضحى مع الخبز.
ولفت إلى أنه خلال أيام العيد تفتح ديوانيات ميسوري الحال أبوابها لاستقبال الجيران والأصدقاء على غداء العيد والذي كان يتكون من العيش واللحم.
وأشار الغنيم إلى أن المؤرخ الشيخ عبدالعزيز الرشيد تحدث عن مراسم العيد سنة 1926 بقوله ان اهالي الكويت يذهبون في اليوم الأول بعد الصلاة إلى قصر سمو الأمير لتهنئته وأفراد أسرة آل صباح الكرام الذين يستقبلون المهنئين بهذه المناسبة لافتا إلى أن هذه العادة لا تزال موجودة الى الآن.
وبين أن الكويتيين كانوا يتبادلون زيارات التهنئة حيث يقوم أهالي جبلة (حي قبلة) بزيارة اخوانهم أهالي حي شرق وأهل الوسط كذلك هو الحال في قرى القصور وقرية الجهراء في مظهر يدل على تلاحم ورقي ومحبة أهل الكويت بعضهم لبعض وكان يتم خلال هذه الزيارات تقديم مشروبات الضيافة كالقهوة والشاي وماء الورد والعود.
وأضاف الغنيم أنه بعد صلاة العيد يتجمع الأطفال بكثرة خارج المسجد وأصواتهم تتعالى فيسمعهم من في الداخل وكانوا يتباهون بملابسهم الجديدة ومظاهر الفرح تعلو وجوههم مشيرا إلى أن إفطار العيد كان يتكون من أصناف عدة من المأكولات الشعبية مثل الكعك والباجيلا (الفول المطبوخ) والنخي (الحمص المسلوق) وخبز الرقاق وبعض الحلويات الشعبية كالدرابيل.
وقال إن الكويتيين كانوا يهتمون بشكل كبير بتحضير الطعام خلال فترة العيد فمنهم من يخصصه لعائلته وأقاربه ومنهم من يفتح أبوابه للفقراء وهذه عادة جميلة تدل على أخلاق وشهامة وكرم أهل الكويت.
وعن عودة الحجاج اوضح الغنيم انه غالبا ماكان تقام مأدبة عشاء للحجاج كافة في بيت صاحب الحملة احتفاء بسلامة العودة وغالبا ما يكون من العيش واللحم.
وذكر أن من أشهر صوغة الحجاج أي الهدايا التي كان يحضرونها معهم (القلادة والتراجي – الحل) وكانت من الخرز للبنات والطواقي الزري للاولاد كما كان هناك نوع من حب القرع الذي كان يتميز بألوان مختلفة وكان يوزع على الكبار كصوغة اضافة للتمر المجفف ونوع من التمر السكري وسجادة صلاة ومسواك.
من جانبه قال الباحث في التراث الشعبي صالح المسباح ل(كونا) إن العادات الاجتماعية والمظاهر الشعبية في عيد الأضحى المبارك كانت في ماضي الكويت تتركز حول الاضاحي وعودة الحجاج من الديار المقدسة وكانت تشمل المناسبة أيضا العديد من المظاهر منها التجمع على غداء العيد واحتفالات العرضة ولبس الملابس الجديدة و(الدوارف) اي المراجيح والألعاب وغيرها.
المصدر: صحيفة النافذة