
شكّلت صورة عارضي دار Prada وهم يخرجون من نفق طويل أحمر إلى الشاطئ رمزاً لأسبوع ميلانو للأناقة الرجالية الذي انتهت فعالياته مؤخراً. وقد اختصرت هذه الصورة رغبات وأمنيات دور الموضة في الخروج من الأجواء الضاغطة التي فرضها الوباء على العالم، فهل العودة إلى الحياة الطبيعيّة ما زالت بعيدة المنال؟
بدت ميلانو كما لو أنها خالية من سكّانها خلال فعاليات أسبوع الأزياء الرجاليّة، وذلك نتيجة حرارة الطقس التي دفعت بهم للتوجه إلى مناطق أكثر انتعاشاً. أما الشارين العالميين فلم يحضروا كعادتهم نتيجة القيود الموضوعة على السفر، فما زالت دورة صناعة الموضة بطيئة جداً نتيجة تأثير الوباء الذي ترافق مع برنامج عروض بقي افتراضياً في القسم الأكبر منه. فوحدها دور Etro، وDolce&Gabbana، وGiorgio Armani قدّمت عروضاً مباشرة بهذه المناسبة.
من عرض إيترو
وقد أعلنت غرفة الموضة الإيطاليّة أنه من الواضح أن أسبوع الموضة هذا كان انتقالياً، وهو شكّل انطلاقةً جديدة بعد أن سجّلت الموضة الإيطاليّة تراجعاً بنسبة 24% في رقم أعمالها خلال العام2020. ومن المنتظر أن تُسجّل تقدماً بهذا المجال خلال العام الجاري بنسبة 17%.
وحدها صالات العرض شهدت نشاطاً بارزاً خلال فعاليات هذا الأسبوع، خاصةً أنه من المتوقع أن تُسجّل على الأقل 70% من الطلبيّات بشكل فوري مقابل نسبة تراوحت بين 10 و20% خلال العام الماضي. الأمل في عودة الحياة إلى طبيعتها رافق العروض المصوّرة التي لم تتعد مدة كل منها الـ5 دقائق، وقد ظهر عبر الحركة المستمرّة للعارضين الذين بدو كما لو أنهم يتجهون بحثاً عن الهواء النقي هاربين من الأماكن المغلقة.
من عرض برادا.
تجلّت هذه النزعة إلى الحريّة عبر نفق ظهر في عرض Prada، ومتاهة في عرض Zegna، ومسرح متحرّك في عرض Diesel، ومصعد للشحن في عرض David Catalan. أما في عرض Jeda فبدا العارضون كما لو أنهم خارجون من علب داكنة إلى رحاب الغابة، وفي عرض Magliano ظهرت الأزياء كأنها تتطاير وتلتفّ حول الجسم بفعل التعرّض لريح قويّة.
العنصر المائي وتحديداً البحر المتوسط ظهر في بعض العروض ليضيف لمسات مشرقة ومنعشة على مجموعات الأزياء خاصةً عندما يغوص العارضون بثيابهم في الماء كما في عروض Prada وMSGM فيما يكتفون بغطّ الأرجل فقط في نافورة ماء بعرض Zegna.
من عرض دولتشي أند غابانا
أجواء العطلة في الطبيعة خيّمت على العديد من العروض وتجلّت في التدرجات اللونيّة الباستيليّة التي تلوّنت بها الأزياء وطبعات “التاي داي” التي أظهرت التصاميم كما لو أنها ملفوحة بأشعة الشمس. وقد اتجهت الدور العالميّة في العديد من تصاميمها إلى إطلالات أحاديّة اللون كما قامت بتنسيق ألوان الأحذية والجوارب مع الأزياء.
“أزياء الشارع” Streetstyle إندمجت مع الأزياء الرسميّة في نوع جديد من التصاميم جمع بين الراحة والعفويّة من جهة والأناقة والكلاسيكيّة من جهة أخرى. وقد لفتنا التجدّد في معالجة الأحجام والقصّات لإضفاء لمسات من الحيوية على الإطلالات، بحيث تمّ ارتداء القمصان مفتوحة فيما تحوّلت السترات إلى قمصان والسراويل القصيرة إلى عنصر أساسي في خزانة الرجل العصري.
من المنتظر أن تصل هذه التصاميم إلى الأسواق في الصيف المقبل في وقت يكون فيه سوق الموضة استعاد نشاطه، ولذلك سعى المصممون إلى التركيز على القطع التجاريّة التي تميّزت بنوعيتها الجيدة وعدم ارتباطها بزمن محدد. وهو الإتجاه الجديد الذي تسلكه الموضة على الصعيد العالمي.
المصدر: العربية.نت