التربية والتعليم

تربويون لـ «الأنباء»: النظام التعليمي سيواجه مشكلة خطيرة حال الاستمرار بنظام المجموعتين في الفصل الثاني

  • هناك صعوبة كبيرة في تعويض الفاقد التعليمي ويجب أن يعالج بشكل علمي سليم
  • الطلبة لم يستفيدوا من المجموعتين نظراً لحذف أجزاء كبيرة من المناهج الدراسية
  • الهدف من العملية التعليمية ليس اجتياز الاختبار فقط ولكن تأهيل الطلبة بمختلف الأصعدة
  • من أسباب تدني التعليم عدم ملاءمة المناهج للفترة الحالية واختلافها عن اهتمامات الطلبة
  • الخطط الدراسية لم يتم تغييرها أو تقليصها مع عدد الأيام وكأننا في ظروف عادية مستقرة
  • نظام المجموعات بات مرهقاً وكثرة أداء الطلبة للامتحانات أصبحت سلاحاً ذا حدين

عبدالعزيز الفضلي

أكد عدد من التربويين والمختصين ان الطلبة لم يستفيدوا من الفصل الدراسي الأول بشكل كامل، نظرا لحذف بعض الأجزاء في كل المواد الدراسية، مشيرين الى انه اذا استمر الفصل الثاني على نفس النمط فسيواجه النظام التعليمي في الكويت مشكلة خطيرة.

وقالوا في تصريحات لـ «الأنباء»، انه مع قرب انتهاء الفصل الاول والذي كان استثنائيا وبنظام المجموعتين الذي يطبق لأول مرة في مدارس «التربية» بسبب «كورونا» فان الضغط النفسي على الطلبة والمعلمين سيتضاعف نتيجة قصر فترة الدراسة، لافتين الى وجود صعوبة في تعويض الفاقد التعليمي ومعالجته بالشكل السليم الذي يجعل الطالب قادرا على استيعاب المنهج المقرر، لاسيما أن الهدف من العملية التعليمية ليس اجتياز الطالب للاختبار فقط، فالاختبارات سلاح ذو حدين، مؤكدين ان من أسباب تدني جودة العملية التعليمية عدم ملاءمة المناهج لهذه الفترة الحرجة وعدم توافقها مع اهتمامات واحتياجات الطلبة.

وشددوا على ضرورة مراعاة الطلبة في الاختبارات وكذلك الفاقد التعليمي الكبير الواضح والذي لم تتم معالجته وما نراه من محاولات حلول ترقيعية فقط، مشيرين الى انه اذا جاءت الاختبارات صعبة او تعجيزية سوف نشاهد نسب رسوب لم تحدث في التاريخ التربوي من قبل، وفيما يلي التفاصيل:

في البداية، قالت الاستشاري النفسي والتربوي د.زينب الصفار انه مع قرب انتهاء الفصل الأول زاد الضغط الذي يواجهه المعلمون في انهاء المناهج من جهة، وكذلك الضغط النفسي على الطلبة وأولياء الأمور من جهة أخرى، وذلك نتيجة لقصر الفصل الدراسي الأول والذي شمل 12 أسبوعا فقط داوم فيه الطلبة حسب تقسيم المجموعات الذي وضعته الوزارة، والذي قسم طلبة الصف الدراسي الواحد إلى مجموعتين بالتناوب، فنجد أن الطلبة لم يستفيدوا من هذا الفصل بشكل كامل، لوجود كثير من الأجزاء المحذوفة بكل المواد.

وأضافت الصفار: من وجهة نظري إذا استمر الفصل الدراسي الثاني على نفس هذا النمط فسيواجه النظام التعليمي في الكويت مشكلة خطيرة تحتاج الى تدخلات من المسؤولين عن قطاع التعليم والتربويين لإيجاد أدوات فعالة لقياس نسبة الفاقد التعليمي لدى المتعلمين، والعمل على الحد منها، مع الأخذ في الاعتبار أن للفاقد التعلمي أسبابا مختلفة، وأضرارا وانعكاسات كثيرة على مستوى الفرد والمجتمع، موضحة ان الاجزاء التي تم حذفها من الصعب تعويضها، وبالتالي في نهاية العام سيصبح لدينا فاقد تعليمي كبير في المناهج.

وذكرت انه من جانب آخر نجد أن بعض المواد وخاصة العلمية لم يتم حذف إلا أجزاء بسيطة جدا على الرغم من قصر الفصل الدراسي الأول، مما سبب عبئا وضغطا كبيرا على المعلمين، والطلبة هم الضحية، لافتة الى ان من سمات الفاقد التعليمي أنه يتراكم ويتفاقم بسرعة، ويختلف من متعلم إلى آخر، ومن مرحلة الى أخرى، وتتضح المشكلة بشكل أكبر لدى طلبة الصفوف الأساسية الأولى، وطلبة الفئات المهمشة، وبالتالي عدد غير قليل من الطلبة غير مؤهل للاختبارات النهائية، ولكنهم في النهاية مجبرون على ذلك.

هدف العملية التعليمية

من جانبه، قال رئيس قسم مادة الرياضيات د.محمد الخميس: حينما لا تكون هناك رؤية واضحة سواء للهيئة التعليمية أو لأولياء الأمور أو الطلاب فمما لا شك فيه ستكون هناك صعوبة في تعويض الفاقد التعليمي ومعالجته بالشكل السليم الذي يجعل الطالب قادرا على استيعاب المنهج المقرر وتوظيفه، مشيرا الى أن الهدف من العملية التعليمية ليس اجتياز الطالب للاختبار، ولكن توظيف ما تم تعليمه للطلاب لمساعدتهم على النمو الشامل المتكامل روحيا وخلقيا وفكريا واجتماعيا في ضوء امكاناتهم وطبيعة المجتمع الكويتي وفلسفته وآماله.

وبين الخميس ان خطورة الفاقد التعلمي تستدعي التفكير بعناية لإيجاد أدوات فعالة لقياس نسبته لدى المتعلمين، وكيفية الحد منها، مع الأخذ في الاعتبار أن للفاقد التعلمي أسبابا مختلفة، لافتا الى ان من أسباب تدني جودة العملية التعليمية عدم ملاءمة المناهج التعليمية لهذه الفترة الحرجة وعدم توافقها مع اهتمامات واحتياجات الطلبة، وضعف فعالية أساليب التعليم، أو تدني مهارات المعلمين واتجاهاتهم السلبية نحو التعليم والمتعلمين وغياب البيئة التعليمية الآمنة والمحفزة وإهمال الفجوات التعليمية، اضافة الى ضعف ملاءمة البدائل التعليمية مثل التعليم عن بعد وإهمال ظروف الطالب واحتياجاته.

وتابع: لا بد من نهج تعليمي متطور لمواصلة التحسينات في تعليم القراءة والكتابة، وتوسيع نطاقها، وتحقيق جميع نتائج التعليم الأخرى، ويجب أن يشتمل هذا النهج على مكونات عديدة، أهمها أن يكون هناك متعلمون مستعدون ومتحمسون ومعلمون مؤثرون وأكفاء ولا بد من فصول دراسية مجهزة للتعلم المتطور، ولا ننسى أن تكون مدارس آمنة وشاملة، وهذا كله مع نظام تعليمي جيد الإدارة، وحتى لا تكون مخرجات التعلم عبارة عن مجاملات في تقاييم الطلاب علينا مواصلة البحث والمضي نحو العمل بما في ذلك الاستخدام الذكي للتكنولوجيات الجديدة في بناء المهارات الأساسية.

سلاح ذو حدين

بدورها، أكدت المستشارة التربوية سهام السهيل أن العودة للدراسة حضوريا في بيئة آمنة كان تحديا كبيرا لوزارة التربية في ظل الظروف الراهنة، ولكن بفضل الله ثم بسواعد أهل الميدان وتوجيهات المسؤولين نستطيع أن نقيم الفصل الدراسي الأول بأننا نجحنا في اجتيازه وخاصة بالمحافظة على صحة أبنائنا الطلبة، وكنا نأمل أن يتم اطلاع الميدان التربوي وأولياء الأمور على تقرير التقييم الشهري الذي وعدت به الوزارة عند بدء العام الدراسي.

وأضافت السهيل: أما بالنسبة لتأهيل الطلبة لدخول اختبارات الفصل الدراسي الأول مع وجود الفاقد التعليمي فنجد أن الأمر قد كان واضحا في بداية العام ولكن بعد الاستمرار والاعتياد بدأ الأثر يقل تدريجيا وذلك لحرص أولياء الأمور على حث أبنائهم الطلبة على المذاكرة والمتابعة الجدية وتحسين مستواهم الدراسي، لافتة الى ان ذلك يأتي سواء من خلال متابعتهم مع المعلمين في المدرسة أو الاستعانة ببعض المدرسين الخصوصيين وهي ظاهرة موجودة منذ سنوات ولا علاقة لها بالجائحة.

وزادت: لا ننكر أن الهيئات التعليمية في مدارسنا لم تقصر من خلال بذل كافة جهودهم وتسخير إمكانياتهم لشرح المناهج، حيث ان نظام المجموعات يعتبر مرهقا وزيادة عبء على المعلمين وأولياء الأمور، كما أنه لا يعطي الاستمرارية التامة بالدوام المدرسي للطالب، مما جعله يشعر بكثافة الاختبارات، فمن الطبيعي أن الطالب خلال هذا الفصل كان دوامه الفعلي نحو 30 يوما ولديه 7 إلى 9 مواد دراسية، والجميع شعر بأن الطالب كان يؤدي الاختبارات طوال الفصل الدراسي وهذا الشيء كان مزعجا جدا لأولياء الأمور ومرهقا للطالب، فللأسف ما تم إلغاؤه من المناهج الدراسية لم يكن مناسبا مع أيام الدوام الفعلي للطلبة، مما جعل بعض المعلمين يضطرون الى دمج بعض الدروس دون الاخلال بالأهداف الموضوعة لتلك الدروس، وكثرة الاختبارات جعلها أداة ذات حدين فهي مرهقة للطالب وأولياء الأمور وبالوقت نفسه جعلت الطالب في دراسة مستمرة وهي فرصة للطالب بأنه سيكتفي بالمراجعة للاختبارات النهائية، وحتى لا نجحد دور المعلمين في رفع مستوى الطلبة وتأهيلهم للاختبارات فهناك عدد كبير من معلمينا استفادوا من تجربة التعليم عن بعد وتوظيفها لمصلحة الطلبة أثناء الدوام الحضوري، وذلك بتقديم دروس التقوية والمراجعات الخاصة بالاختبارات، مشيرة الى ان هذا الأمر يثلج الصدر بأنه قد أصبحت لدينا نقلة نوعية في التعليم باستخدام المنصات والأدوات التعليمية.

رسوب كبير

من جهته، أوضح رئيس قسم مادة التربية الاسلامية في المرحلة الثانوية عايض السبيعي انه مع قرب انتهاء هذا الفصل الدراسي الاستثنائي لا بد ان نقف قليلا على بعض الأمور، من أهمها الإيجابية وهي رجوع الطلاب للمدارس وعودة الحياة للمجتمع بشكل عام، مشيرا الى ان الأمر المستغرب هو ان الخطط الدراسية لم يتم تغييرها أو تقليصها مع عدد الأيام الدراسية وكأننا في فصل دارسي عادي وظروف مستقرة.

وقال السبيعي من خلال ما شاهدته فإن عدد الحصص قليل والدروس كثيرة وتسببت في ضغط المعلمين للمنهج، وهذا سيكون له أثر سلبي في الاختبارات القادمة، مطالبا بمراعاة الطلاب في الاختبارات والفاقد التعليمي الكبير والذي لم تتم معالجته، وإذا جاءت الاختبارات صعبة او تعجيزية فسنشاهد نسب رسوب لم تحدث في التاريخ التربوي منذ سنوات، واذا كان الفصل الدراسي الثاني سيستمر بنظام المجموعتين فيجب النظر في كمية الدروس والتركيز على الأهم ثم المهم.

تمنوا أن يتم تخصيص 3 فصول دراسية لهذا العام

وليا أمر: الطلبة هم الضحية ومستواهم العلمي متدنٍ

أكد مشعل محمد وهو ولي امر ان ما تم تقديمه من دروس في الفصل الأول كان «سلق بيض» دون تركيز او استيعاب من الطلبة، مشيرا الى ان نظام الدوام «يوم وترك» مريح بالنسبة لنا كأولياء امور، ولكن الصحيح ايضا ان الطلبة هم الضحية وسيكون مستواهم العلمي متدنيا ولا بد من ايجاد حل سريع لهذه المشكلة.

وأضاف محمد ان طلبة الصفوف الابتدائية الاولى لم يتلقوا تعليمهم بشكل كامل ومنهم من لا يعرف الاحرف الهجائية، متمنيا ان تتحسن الامور في الفصل الثاني.

بدوره، قال ماجد فهد وهو ولي امر: كان من الافضل لوزارة التربية ان تخصص 3 فصول دراسية لهذا العام بدلا من الفصلين، لافتا الى ان الفصل الاول يكون مراجعة وتقوية للطلبة حتى يكونوا مهيئين للدراسة وأيضا للاختبارات التي ستنطلق خلال ايام لكن ما نراه الآن من محاولات لمعالجة الفاقد التعليمي حلول ترقيعية.

المصدر: شبكة الأنباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى