«المدفعجي» البلوشي جلّاد حراس المرمى

مبارك الخالدي

تجود الرياضة الكويتية بالكثير من النجوم الذين صالوا وجالوا في الملاعب، وتألقوا سواء في أنديتهم أو مع المنتخبات الوطنية، وحققوا العديد الإنجازات التي لن تسقط من ذاكرة التاريخ، ومن هؤلاء نجم النادي العربي والمنتخب الوطني السابق عبدالله البلوشي، وهو من أشهر لاعبي خط الوسط، حيث اشتهر بهدوئه التام وأخلاقه العالية، إذ لم يذكر التاريخ حصوله على بطاقات ملونة، كما عرف بقوته الجسمانية وتسديداته الصاروخية التي يخشاها كل حراس المرمى المعاصرين له.

ومثل البلوشي فريقه العربي منذ 1979 وهو ابن الـ ١٩ ربيعا حتى إعلانه الاعتزال في 1989، وسجل أهدافا حاسمة لن ينساها التاريخ مع فريقه الأخضر او المنتخب الوطني.

والبلوشي من مواليد 1960 وبدأ مشواره الكروي في السكة وفي منطقة شرق تحديدا، وحقق النجم الخلوق أول بطولة رسمية وهي دوري تحت 17 سنة في موسم 75-76 وكان ضمن فريق يضم زملاءه النجوم أحمد خلف وسامي الحشاش وعايد سليمان وفي هذا الموسم وجد نفسه احتياطيا ضمن الفريق الأول وتم اختياره مع منتخب المدارس الذي كان له دور في صقل النجوم في تلك الفترة، ليشق طريقه نحو منتخب الشباب ضمن 50 لاعبا توجهوا إلى البرازيل في معسكر إعدادي لخوض تصفيات كأس آسيا في بنغلاديش، حيث تألق بتسجيله الأهداف بقذائف صاروخية لينال بعدها إعجاب المدرب كارلوس ألبرتو الذي استدعاه للانضمام الى صفوف المنتخب الأول، ولكن للأسف الشديد أصيب في تلك الفترة بتمزق عضلي شديد ليغيب عن قائمة الأزرق في نهائيات كأس آسيا، لكنه شارك مع الأزرق في نهائيات كأس العالم 1982 وسجل هدفا تاريخيا في مرمى منتخب فرنسا.

وللبلوشي أهداف كثيرة لكن من أشهرها على الإطلاق الهدف الصاروخي في مرمى القادسية موسم 1980 ومن مسافة أكثر من 30 ياردة من خارج منطقة الـ 18، حيث لم ير حارس القادسية الكرة إلا وهي تسكن شباكه، وكذلك هدفه من كرة ثابتة من منتصف الملعب في مرمى منتخب نيوزيلاندا في تصفيات أولمبياد لوس أنجيليس، حيث وصف عملاق الميكروفون خالد الحربان الهدف بلسعة كهرباء، كما له العديد من الأهداف بذات الطريقة في مرمى العملاق أحمد الطرابلسي وغيره من حراس المنتخبات الخليجية والعربية.

وكانت للبلوشي علاقة مميزة مع كل من اشرف على تدريبه سواء في النادي او المنتخب لكن العلاقة مع صانع بطولات الأخضر في الثمانينيات الاسكتلندي ديف مكاي كانت كبيرة، وفي إحدى مباريات الدوري، حيث كانت الأجواء مشحونة وكان الأخضر متصدرا والجميع يترقب دخول اللاعبين لكن البلوشي لم يكن من بينهم وهنا ثارت حفيظة الجماهير خصوصا انه لا يعاني من إصابة، وبعدها تسرب الخبر بأن مكاي وهو مدرب صارم وضع البلوشي احتياطيا لتأخره عن الحضور لظرف طارئ ودون إخطار مسبق علما أنها لم تكن من عاداته. واضطر مكاي إلى إشراك البلوشي في الشوط الثاني بعد ضغط من الجماهير.

المصدر: شبكة الأنباء

Exit mobile version