رياضة محلية

«الأزرق».. خطوات على الماء!

هادي العنزي

رحلة طويلة.. على «الأزرق» اجتيازها للدخول إلى النادي المئوي بحسب تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم، فهناك منتخبات كثيرة ضمن ذلك النادي، لا تملك نصف الإمكانات المتاحة لاتحاد الكرة (على ضعفها)، لكنها بالتخطيط المدروس، وبالاستفادة القصوى من المتاح، تمكنت من تحييد نقاط ضعفها، والعمل على تحقيق أقصى استفادة ممكنة من المتوافر لديها.

محيطنا العربي يقول ان منتخب الكويت ليس في مكانه المناسب، وعندما تنظر إلى أعلى قليلا في التصنيف الدولي تجد لبنان بالمركز 100، وقبله فلسطين 93، وهناك المنتخب السوري في المركز الـ 90 عالميا، والبحرين والأردن في المركزين 84 و85 تواليا، ومنتخب سلطنة عمان الـ 75 عالميا، وبنظرة عابرة تجد أن المتوافر لتلك المنتخبات لا يفوق إمكاناتنا، سواء البنيوية على مستوى المنشآت، أو الإدارية، لكن هناك آلية ثابتة ومنهجية عمل مستقرة ومستمرة، قد لا تكون مثالية في الفكر والتنفيذ، لكن الاستمرار بحد ذاته من شأنه أن يسهم في تلافي السلبيات، واستبدال النهج بأفضل منه، والطريقة بأخرى أحدث وأكثر نفعا، ديمومة العمل وحدها تصنع الفارق دائما، ومن يظن لحظة أن العراقيل «الطبيعية أو المصطنعة» لا توجد إلا في طريقه فذلك يعيش في عالم لا يرى فيه غيره!

أما الدخول في تصنيف أفضل 50 منتخبا عالميا، فذلك يحتاج إلى بيئة وعقلية مغايرة عما هو متوافر لدينا، والتجارب من حولنا كثيرة، والأشقاء متواجدون بكثرة ضمن منتخبات النخبة الخمسون في العالم، فهناك تونس 30 على العالم، ومصر 39، والجزائر 40، والسعودية 49، وما علينا إلا أخذ نظرة فاحصة لكل حالة على حدة «إذا» ما أردنا الاقتداء بطريقهم، و«إذا» تلك الكلمة الاسم ليست معضلة، فهي تأتي بثلاثة مواقع بحسب النحاة العرب، «شرطية»، و«ظرفية بمعنى حين»، و«فجائية» أحيانا.. ولكم حرية الاختيار!

ملاقاة تايلند (134) وطاجيكستان (108) خطوتان في طريق طويل، ظاهرهما التحضير لمنافسات التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026 في المكسيك وأميركا وكندا، والكأس الآسيوية 2027 في السعودية، وباطنهما العودة بـ «الأزرق» إلى النادي المئوي، وتلك ليست مهمة المدرب البرتغالي روي بينتو وحده، ولم تكن حتى تكون، فهي مهمة جماعية، ومن شأن عدم استكمال الطريق، ومتابعة التطوير المصحوب بالتقييم الفني والإداري وفقا للمراحل الزمنية، فإن هاتين المباراتين وما يليهما، لن يكون سوى «خطوات على الماء» سرعان ما يتلاشى أثرها بمجرد إعلان سيد الملعب عن انتهاء المباراة.

المصدر: شبكة الأنباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى