التربية والتعليم

السمع.. وأهميته

الإنسان يستقي معلوماته ويعمل على تنميتها وتنمية قيمه من خلال حواسه المختلفة، فمن خلالها يتعرف الإنسان على طبيعة البيئة المحيطة به وما بها من قيم اجتماعية وأخلاقية ودينية، وبل ويقوم بدراسة هذه الطبيعة والعوامل المؤثرة فيها ليكون قادرا على التفاعل معها، وقد جاءت العديد من الدراسات لتبين أهمية وقيمة السمع باعتباره مصدرا من مصادر المعرفة والمعلومات لدى الإنسان ومصدرا لتنمية قيمه الاجتماعية والأخلاقية والدينية، فالكثير من الأخبار والعلوم تتم دراستها، من خلال الاعتماد على فن الاستماع، فالاستماع يسهم في زيادة الخبرات المعرفية والعلمية بالعالم المحيط بنا، وبناء على هذه الخبرات يتم التكيف بين الإنسان وهذا العالم المحيط به.

جدير بالذكر أن للسمع أهمية على المستوى الثقافي والعلمي والاجتماعي، فهي تشكل مصدرا لتنمية القدرات الثقافية والعلمية والعمل على تحقيق التواصل الاجتماعي الجيد في المجتمع، وليس من شك في أن إدراك الإنسان لعالمه يعتمد على المعلومات التي يستقبلها عبر الحواس المختلفة خاصة السمع والبصر وأن حدوث أي خلل في واحدة أو أكثر من هذه الحواس ينجم عنه صعوبات في اكتساب القيم والمعلومات والمعرفة من المؤسسات التي تضعها الدولة لتكون مصدرا للمعلومات بالنسبة للفرد والمجتمع، فحاسة السمع هي التي تجعل الإنسان قادرا على تعلم اللغة وهي تشكل حجر الزاوية بالنسبة لتطور السلوك الاجتماعي والقيمي والمعرفي والعلمي له.

ومهارة الاستماع تعد من المهارات المعقدة، إذ يعطي فيها الشخص المستمع المتحدث كل اهتماماته، ويركز انتباهه إلى حديثه، ويحاول تفسير أصواته، وايماءاته، وكل وحركاته وسكناته، والاستماع هو عملية فسيولوجية تولد مع الإنسان وتعتمد على سلامة العضو المخصص لها وهو الأذن في حين يكون الإنصات والاستماع مهارتين مكتسبتين.

ويمكن القول: إن الاستماع الجيد يزيد من قدرة الفرد على التواصل الاجتماعي والقيمي والمعرفي والعلمي مع العالم المحيط به، ولذلك ترى الكثير من الدراسات أهمية تعلم فن الاستماع والإنصات لما لهما من أهمية في تحقيق التواصل الجيد والقدرة الجيدة على استقاء المعرفة، كما يجب معالجة المشكلات التي تواجه الشخص المستمع والتي تشكل معوقات لمهارة الاستماع لديه، فمن خلال معالجة هذه المعوقات يمكن للفرد أن يكون مستمعا جيدا، ويمكن أن يحقق الاستماع أهمية كبيرة في الحصول على المعرفة وزيادة الخبرات بمصادر المعلومات التي يتم استقاؤها من خلال عملية السمع.

وعلى ذلك، فإن تنمية مهارة الاستماع تزيد من قدرة الفرد الإبداعية، وتجعله مبتكرا وقادرا على الإبداع، فالمستمع الجيد له قدرة على التحصيل الجيد، ويستطيع من خلال هذا التحصيل أن ينمي مواهبه وقدراته المعرفية والتعليمية ويكون قادرا على الابتكار والإبداع في مجال تعلمه وتخصصه، كما يجب على المؤسسات المختلفة في المجتمع أن تزيد من قدرة الفرع على زيادة قدراته المعرفية وقيمه الاجتماعية والأخلاقية والدينية من خلال ما تبثه من معرفة وعلوم وقيم عبر وسائلها الإعلامية المختلفة.

الطالب: شامان زيد الدوسري – كلية الحقوق

المصدر: شبكة الأنباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى