إعداد وتحليل: عبدالعزيز جاسم
حدث ما كان متوقعا في الجولة الرابعة من منافسات القسم الثالث في دوري زين الممتاز «الـ 6 الكبار» للمتصدر الكويت الذي تعثر مرة أخرى بتعادله مع القادسية 1-1، ليرحل مع هذا التعادل المدرب البحريني علي عاشور ويحل بدلا منه مدرب الأصفر السابق الصربي بوريس بونياك، لعله ينتشل الفريق من نزيف النقاط وسوء النتائج، وعلى النقيض تماما لم يرفض فريقا كاظمة الوصيف والعربي الثالث الهدية بعد ما تمكن الأول من تحقيق فوز صعب وثمين على السالمية بهدف دون رد، والثاني تغلب بأريحية على الفحيحيل 3-1 لتشتعل المنافسة على اللقب وقد نشاهد متصدرا جديدا في الجولات المقبلة.
الأبيض.. لا يعرف الفوز
من يشاهد مباريات الكويت في الآونة الأخيرة يلاحظ تماما أنها بمنزلة سيناريو مكرر يحدث في كل مباراة وآخرها مع القادسية، فالفريق يدخل أجواء المواجهة بصورة مميزة ويضغط على المنافس ويتمكن من التقدم، لكن بعد ذلك يتراجع بشكل كبير في جميع خطوطه ويترك الملعب لمنافسه ويعتمد على الهجمات المرتدة التي عادة لا يتمكن من استغلالها بالشكل المطلوب ويستقبل الأهداف كما حدث أمام الأصفر ولا يستطيع العودة بالمباراة رغم تواجد عدد من اللاعبين المميزين في صفوفه سواء المحليين أو المحترفين وكذلك الشباب، لذلك يجب على المدرب الجديد الصربي بوريس بونياك والفريق ككل تصحيح الأوضاع سريعا قبل أن يجدوا أنفسهم قد فقدوا الصدارة لاسيما بعد ضياع 7 نقاط من أصل 9 في آخر 3 مباريات.
البرتقالي.. حقق المطلوب
على الرغم من أن كاظمة لم يظهر بمستوى مميز أمام السالمية بعكس ما ظهر عليه في الجولات الماضية، إلا أنه حقق الأهم والمطلوب في هذه الجولة بالحصول على الـ 3 نقاط وباتت مهمة انتزاع الصدارة من الكويت بيده في حال تحقيق الفوز عليه في الجولة المقبلة، ولم يستغل البرتقالي حالة النقص العددي للمنافس وتراجع بشكل كبير أمام مرماه حتى أن لاعبيه فقدوا التركيز في الهجمات المرتدة السهلة والتي كانت في متناوله، لكن يحسب له تركيز خط الدفاع وعدم تأثره بهجمات السماوي خصوصا في الكرات العرضية ولكن على الفريق تحسين أدائه بشكل أفضل مع اشتداد المنافسة.
الأخضر.. ثقة كبيرة
من الواضح أن العربي يسير بثقة كبيرة نحو صدارة الدوري خصوصا أن الأداء العالي بدأ يعود للفريق ككل في جميع الخطوط وظهر ذلك بصورة كبيرة أمام الفحيحيل الذي قدم مباريات مميزة في الجولتين الماضيتين تعادل من خلالهما مع الكويت وفاز على السالمية، ويحسب للأخضر ضغطه الدائم على مرمى المنافس وتنويعه في اللعب سواء من الكرات الثابتة أو الاختراق من العمق والأطراف ما صعب من مهمة المنافس كثيرا في إيقاف خطورة لاعبيه مع مرور الوقت ليتمكن من تسجيل هدف، ولم يتوقف عند ذلك، بل سجل هدفين آخرين ليريح بعدها عددا من لاعبيه بسبب ضغط المباريات.
الأصفر.. شكل ثاني
ما قدمه القادسية من مستوى مميز في الشوط الثاني أمام الكويت يثبت أن الفريق لديه قدرات هجومية ودفاعية تمكنه من احتلال مركز أفضل من الرابع، فالفريق أظهر روحا قتالية عالية وكان قريبا جدا من تحقيق الانتصار ولم يتأثر بتقدم المنافس بل كان منظما في الشوط الأول لكن دون أداء هجومي مقنع، ولكن بين شوطي المباراة وبعد دخول لاعب وسط ثالث وهو طلال الأنصاري تغير حاله وظهرت شراسته الهجومية وتمكن من تسجيل هدف التعادل وأضاع أكثر من هدف سواء من خلال التسديد أو الكرات العرضية التي لم يوفق اللاعبون في إنهائها بشكل مثالي، ولكن في المجمل العام، هناك فارق كبير بين أداء الأصفر في هذه الجولة وأدائه وخسارته أمام كاظمة في الجولة الماضية.
الفحيحيل.. لم يصمد
لم يتمكن الفحيحيل من الصمود أمام العربي وكان واضحا منذ بداية المباراة أنه سيستقبل هدفا بسبب اعتماد المدرب فراس الخطيب على فتح اللعب أمام فريق لديه القدرة في اختراق أي دفاع خصوصا من الأطراف بتواجد الخطيرين محمد الصولة والسنوسي الهادي، وبالفعل مع مرور الوقت استقبل 3 أهداف حاول بعدها العودة إلى المباراة لكنه لم يتمكن من ذلك، لذا في بعض المباريات عليك تغيير طريقة وأسلوب اللعب بحسب إمكانات المنافس حتى إن كانت لديك ثقة كبيرة بالمجموعة التي تمتلكها من اللاعبين.
السماوي.. غير بعد الطرد!
ما حدث مع السالمية ومدربه محمد المشعان أمر غريب في عالم كرة القدم، فالفريق لم يظهر بصورة جيدة أمام كاظمة وسلم أمور المباراة للمنافس فكان من الطبيعي استقباله للهدف نظرا لحالة الفوضى التي كان يعيشها السماوي، ولكن بعد طرد مدافعه سعود المجمد في بداية الشوط الثاني تغير حال الفريق للأفضل وسيطر على المباراة بشكل كامل وأتيحت له العديد من الفرص، وكأن السالمية يلعب بـ 12 لاعبا، وهو أمر يدل على أن الفريق يمتلك إمكانات جيدة ولاعبين مميزين، لكن يبدو أن فقدان الأمل وعدم وجود دافع جعلهم يظهرون بهذا الشكل في معظم المباريات وتحديدا في الشوط الأول.
المصدر: شبكة الأنباء