مقالتي عن المرحوم رضا معرفي، كأخ وصديق ولاعب وإداري.. فكما ودعنا الجمعة عملاق فن الطرب الوطني والعاطفي المرحوم «بوخالد» عبد الكريم عبد القادر، ودعنا السبت عملاقا آخر بالرياضة هو المرحوم رضا معرفي.
«بومحمد» كان أخا عزيزا وزميلا، مثل معنا «الأزرق» وحققنا معا بطولة الخليج الرابعة، كما تشاركنا في معسكرات خارجية واختلطنا ببعض وتقربنا كثيرا من بعضنا البعض وزادت قوة العلاقة بيننا.
وأذكر في سنة 1979عندما قررت السفر إلى أميركا للدراسة طلب مني المرحوم شراء جهاز تلفوني الذي كان وقتها يتبع وزارة المواصلات، وكنت قبل كم شهر اشتريته، وذلك لأنك لا تتحصل عليه بسهولة، ووافقت على بيعه له بمبلغ أقل بكثير من ثمن شرائي للجهاز، وبنفس الوقت لم اطلب منه المبلغ لثقتي به كصديق وأخ تجمعنا علاقة قوية، وبعد فترة رجعت من رحلتي وبنفس اليوم اتصل فيني، وقال: «لا تطلع من البيت أنا جايك ضروري»، واتفاجئ جايني بظرف، وقال: «هذا حقك، حق جهازك اللي عطيتني إياه طول هذه الفترة، تراني ما نسيت بس كنت انتظرك ترجع من السفر».
عموما، كنا نرتبط ببعض بقوة القلوب وحبها لبعض وحتى الخلافات في الفترات الأخيرة من السنوات كانت خلافات حول توجهات رياضية لا تتدخل فيها علاقاتنا الشخصية حتى لو كان فيها بعض التمادي في التعبير عن الرأي، ولكن يبقي الود والاحترام بيننا موجود، ولم تتشقق أو تتردى القلوب والنفوس بيننا.
وأيضا لا ننسى ان المرحوم منذ الصغر بدأ حياته بنادي القادسية وترعرع فيه مع زملاء تدرجوا مع بعض ووصلوا للفريق الأول وحققوا بطولات لناديهم، وكان مركزه ظهير يسار لا يشق له غبار يؤدي دوره بكل أمانة ولا ترهبه المباريات المهمة الحساسة.
رضا معرفي صاحب الضحكة الفريدة والأجواء المرحة.. أكيد سيفتقدك الكثير من أصدقائك لجلساتك وسوالفك ولقفشاتك المرحة، لكن هذا قضاء الله سبحانه وتعالي ولا اعتراض عليه.. الله يصبر أهلك وذويك ويعينهم على فراقك، والحمد لله. و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
المصدر: شبكة الأنباء