مع بدء الحياة البرلمانية في الكويت وتجربتها الديمقراطية وتعمق ثقافتها الانتخابية برز دور مهم لأشخاص يعملون إلى جانب المرشح في حملته يطلق عليهم «المفاتيح الانتخابية»، ويعنون بدعم المرشح ومساعدته في الوصول إلى القاعدة الانتخابية المستهدفة وكسب عدد كبير منهم.
لكن القيام بدور «المفتاح الانتخابي» يتطلب تمتعه بمكانة اجتماعية وسياسية وأدوات مؤثرة داخل نطاق المجاميع الانتخابية المستهدفة، خصوصاً أن دورهم أصبح سمة مميزة للانتخابات الكويتية لما لهم من تأثير قوي على جذب المؤيدين واستقطاب الكتلة الوازنة «الحرجة» أي الذين لم يحسموا أمرهم بعد في اختيار مرشحيهم.
ولعل أهمية دور المفتاح الانتخابي تأتي معطوفة على ما لدى المرشح من طرق تواصل وتأثير يلجأ إليها مع قاعدته الانتخابية وكسب دائرة واسعة من المؤيدين، وما لديه من مهارات وأدوات لتلمس هموم أبناء الدائرة وطرح برنامج انتخابي جيد يحاكي متطلبات القاعدة الانتخابية وتطلعاتهم تكون فرصه للفوز.
وتقليدياً وتاريخياً انحصر دور «المفاتيح الانتخابية» ضمن المحيط العائلي والدائرة الأوسع، لكن التطور التكنولوجي وثقافة المجتمع انعكس على هذا الدور، فأصبحنا نشاهد لجوء بعض المرشحين أخيراً إلى مشاهير السوشيال ميديا مما أعاد نوعاً ما تعريف دور المفاتيح الانتخابية.
وبين أهمية الدور السياسي للمفاتيح الانتخابية في العملية الانتخابية ثمة تساؤل عما إذا كان ذلك ظاهرة قائمة بحد ذاتها جديرة بالدراسة والتحليل أم أنها لا تعدو كونها أداة مرحلية مرتبطة بمهمة تؤدى لا أكثر ضمن منظومة أوسع.
في هذا السياق قال الباحث في علم الاجتماع السياسي الدكتور محمد منيف العجمي، إن للمفاتيح الانتخابية دوراً كبيراً ومؤثراً في العملية الانتخابية وهو لا يقتصر على الرجال فحسب بل هناك نساء لهن دور بارز في هذا الشأن، ويعتمد عليه المرشح لاختصار الوقت والمسافة للوصول لأكبر عدد من أبناء الدائرة.
وأضاف العجمي أن هناك مفاتيح موسمية ترتبط بالمرشح عائلياً أو ماشابه وهناك مفاتيح أخرى تعمل للمرشح انطلاقاً من قناعتها السياسية، موضحاً أن المفتاح الانتخابي يجب أن تكون لديه سمات شخصية مميزة وقدرة على الإقناع والتأثير بهدف ترسيخ صورة جيدة للمرشح وشخص يستطيع تحقيق تطلعات الناخبين، لافتاً إلى أن نجاح المفتاح الانتخابي يعتمد أيضا على طبيعة القاعدة الانتخابية المستهدفة.
وذكر أن التطور التكنولوجي انعكس على الدور التقليدي للمفتاح الانتخابي، فأصبحنا نشاهد لاعباً جديداً ومنافساً في هذا الشأن من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال لجوء المرشحين لمشاهير السوشيال ميديا وأصحاب المنصات الافتراضية للقيام بدور المفتاح الانتخابي.
وأضاف انه مهما بلغت قدرة أصحاب تلك المنصات الافتراضية فسيظل المفتاح الانتخابي التقليدي الأكثر قدرة على قلب الموازين الانتخابية فطبيعة المجاميع الانتخابية في المجتمع الكويتي تتأثر أكثر بالاتصال المباشر بين المرشح والناخب.
المصدر: صحيفة النافذة