أخبار الصحة

«جدري القرود» يعيد شبح «كورونا».. هل يدعو للقلق؟

  • فترة حضانة الفيروس في الجسم تمتد من 10 إلى 14 يوماً والإصابات تتفاوت في شدتها والكثير منها لا تظهر عليها الأعراض

عبدالكريم العبدالله

كشف اختصاصي الأمراض الفيروسية د.محمد أبل عن أن الإصابة السابقة بالجدري smallpox والتطعيم السابق ضده قد يعطيان حماية ضد الإصابة بجدري القرود monkeypox على الأغلب بنسبة قد تصل إلى 85%، وقد تمتد هذه الحماية مدى الحياة.

وذكر د.أبل، في تصريح لـ «الأنباء»، انه قد تتشابه في شكل الطفح الجلدي، ولكن فيروسات الجدري smallpox وجدري القرود monkeypox (عائلة الجدري) تختلف عن الجدري المائي أو العنقز chickenpox (عائلة هيرپيز)، وتطعيم الجدري المائي «لا يحمي» ضد الجدري وجدري القرود، كذلك الإصابة السابقة بالعنقز لا تحمي من الإصابة بجدري القرود. وأفاد بأن فيروس جدري القرود Monkeypox virus هو فيروس قديم ومعروف (تم اكتشافه عام 1958) يتبع عائلة فيروسات الجدري Poxviridae، والتي منها ينحدر فايروس Smallpox (أحد أخطر الفيروسات التي كانت منتشرة في السابق، والتي تم القضاء على انتشارها عن طريق تطعيم الجدري المعروف عام 1979).

واضاف ان مرض جدري القرود Monkeypox هو مرض حيواني المنشأ zoonosis ينتقل بشكل رئيسي من القرود، السناجب، كلاب البراري، القوارض والجرذان، كما أن هناك سلالتان أساسيتان للفيروس: الاولى سلالة غرب أفريقيا الظاهرة على الساحة حاليا (الأقل خطورة)، أما الثانية سلالة أفريقيا الوسطى (حوض الكونغو) «الأكثر خطورة). واوضح أن فترة حضانة الفيروس في الجسم: قد تمتد من 10 إلى 14 يوما، كما أن الإصابات تتفاوت في شدتها، والكثير من الإصابات لا تظهر عليها الأعراض، وتتشافى ذاتيا من دون أي علاج، وقد تحدث هناك حالات خطيرة تحدث معها مضاعفات.

أما الأعراض في المرحلة التي تسبق ظهور الطفح الجلدي هي حرارة وآلام في الجسم والعضلات، إرهاق وإعياء، تضخم في العدد اللمفاوية المختلفة، صداع. وبالنسبة للطفح الجلدي، قال د.أبل: الطفح الجلدي قد يظهر بعد عدة أيام من ظهور الأعراض ويشبه إلى حد ما طفح الجدري smallpox، ولكن بشكل أخف حدة، وقد يترك آثارا بعد التشافي، علما ان نمط انتشار الطفح هو centrifugal يبدأ في الرأس، ثم جذع الجسم، ثم الأطراف وباقي الجسم، وتشخيصه سريري، فحص PCR، فحوصات الأجسام المضادة serology، فحص المستضد antigen test.

هذا، ودقّ مسؤولو «الصحة العالمية» ناقوس الخطر بشأن ارتفاع عدد الإصابات بجدري القرود في أوروبا ومناطق أخرى في العالم، رغم أن مسؤولا صحيا أميركيا أكد أن «المخاطر على عامة الناس منخفضة في الوقت الحالي»، خاصة أن الڤيروس لا ينتقل بسهولة مثل ڤيروس كورونا الذي تسبب في الجائحة. ويعتقد الخبراء أن التفشي الحالي ينتشر من خلال الاحتكاك المباشر بجلد شخص مصاب بطفح جلدي نشط. وأكد د.مارتن هيرش من مستشفى ماساتشوستس العام «ينتشر كوفيد عن طريق الجهاز التنفسي وهو شديد العدوى. لا يبدو أن هذا هو الحال مع جدري القرود»، إذ يعد مرضا معديا خفيفا عادة. وانتشاره من خلال الاحتكاك المباشر يعني أنه يمكن احتواؤه بسهولة من خلال تدابير مثل العزل الذاتي والنظافة. لكن مصدر القلق وفقا لمنظمة الصحة العالمية أن حالات التفشي تم تسجيلها حتى الآن غير نمطية لأنها تحدث في دول لا ينتشر فيها الڤيروس عادة، ويسعى العلماء إلى معرفة ما إذا كان أي شيء يخص الڤيروس قد تغير. وارتفع عدد الإصابات المسجلة إلى أكثر من 100 إصابة مؤكدة أو مشتبه بها ومعظمها في أوروبا. وبعد بريطانيا وإسبانيا والبرتغال ودول غربية أخرى، ارتفعت الإصابات في المانيا وهولندا أمس بعد يوم واحد على ظهور أول إصابة فيهما، بينما أعلنت سويسرا أمس أنها رصدت أول حالة.

المصدر: شبكة الأنباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى