أخبار الصحة

«مكافحة السرطان» يدشّن العلاج الإشعاعي لـ «الجسم كاملاً»

  • حسن لـ «الأنباء»: قفزة نوعية في مجال علاج الأمراض السرطانية والعلاج عبر زراعة نخاع العظم بالكويت
  • بوشهري لـ «الأنباء»: تطبيق هذه التقنية جاء بعد التأكد من أنها مطابقة للتوصيات العلمية ومعايير الجودة والسلامة
  • الشمري لـ «الأنباء»: العلاج الإشعاعي للجسم بالكامل يقلل من احتمالات الانتكاسة بعد زراعة النخاع من متبرع مطابق

عبدالكريم العبدالله

أعلن رئيس قسم العلاج الإشعاعي والأورام في مركز الكويت لمكافحة السرطان د.ياسر حسن عن تحقيق إنجاز طبي مهم، وهو استحداث تقنية العلاج الإشعاعي للجسم كاملا Total Body Irradiation، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن القسم نجح في أول إجراء علاجي باستخدام هذه التقنية مع نتائج مبشرة ولله الحمد.

قفزة نوعية

وذكر د.حسن، في تصريح لـ «الأنباء»، أن هذه التقنية الجديدة تعد قفزة نوعية في مجال علاج الأمراض السرطانية والعلاج بزراعة نخاع العظم في الكويت، حيث ستسهم في تحسين جودة الرعاية الصحية للمرضى وزيادة فرص نجاح العلاج، متوقعا في الوقت ذاته أن يستفيد العديد من المرضى من هذه التقنية المستحدثة في المستقبل، حيث إنها تعتبر علاجا فعالا وتعطي نتائج مرضية أفضل من تلك الناتجة عن استخدام العلاج التقليدي باستخدام العلاج الكيماوي المكثف وحده.

نتائج ممتازة

وأشار إلى أن هذه التقنية الجديدة حققت نتائج ممتازة ومرضية في الحالة الأولى التي استفادت من هذه التقنية وهي لشاب يبلغ من العمر 24 عاما يعاني من ورم سرطاني في الدم.

وأوضح د.حسن أن هذه التقنية تتيح للمرضى خيارا علاجيا جديدا فيما يخص علاج الأورام السرطانية للدم والغدد اللمفاوية (الليمفوما واللوكيميا) واللذان يحتاجان إلى زراعة نخاع العظم كجزء أساسي من الخطة العلاجية، لافتا إلى أن هذه الخطوة أتت بعد التنظيم المستمر بين الأقسام والفرق الطبية المسؤولة والعديد من التحضيرات التي ساهمت في نجاح استحداث هذه التقنية، مشيدا في الوقت ذاته بجميع الطواقم الطبية المتخصصة التي مكنت من تحقيق هذا الإنجاز، ومنها بشكل أساسي أطباء العلاج الإشعاعي والأورام في القسم والقائمين على علاج هذه الحالات، مثل فريق فيزياء العلاج الإشعاعي الذين يقومون بتخطيط وقياس جرعات الخطة العلاجية، وفنيي العلاج الإشعاعي في القسم.

الخطة التطويرية

وشدد د.حسن على أن هذه الخطوة تعد من ضمن الخطة التطويرية الشاملة لقطاعات وزارة الصحة، وخدمات مركز الكويت لمكافحة السرطان، من خلال علاج الحالات على أحدث جهاز إشعاعي في المركز والذي تم تركيبه وتدشينه في سبتمبر الماضي من سنة 2022 مع الإضافات اللازمة من الأجهزة المرافقة كطاولة الروبوت وجهاز التصوير الخاص، ليكون التصميم متكاملا دقيقا وبكفاءة عالية بحيث يتيح تقديم مثل هذه التقنية العلاجية الجديدة في المركز.

التوصيات العلمية

بدوره، أكد رئيس وحدة العلاج الإشعاعي المسؤولة عن تقديم هذه التقنية د.أحمد بوشهري على أهمية مواكبة أحدث الطرق العلاجية في علاج السرطان، مشيرا أنه قبل البدء بتطبيق هذه التقنية تم التأكد من أنها مطابقة للتوصيات العلمية، حيث خاضت لمعايير الجودة والسلامة، مثمنا جهود جميع الأقسام والأشخاص الذين ساهموا في نجاح هذه التقنية وتطبيقها بسلاسة، وأيضا لثقة المرضى وتعاونهم حيث انهم السبب والدافع لمثل هذه الأعمال. ولفت إلى أن القسم مستمر بالسعي لتطوير جميع خدمات العلاج الإشعاعي للحرص على توفير جميع العلاجات في الكويت بدلا من الاعتماد الكلي على العلاج في الخارج.

من جانبه، أوضح استشاري أورام الدم ورئيس وحدة زراعة النخاع في مركز الكويت لمكافحة السرطان د.سالم الشمري أن برنامج الزراعة في دولة الكويت بدأ عام 2000، حيث تمت زراعة لأكثر من 600 حالة إلى الآن، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هذه هي المرة الأولى في الكويت التي يتم فيها استخدام الإشعاع الكلي لمرضى زراعة النخاع، وذلك ضمن برنامج زراعة النخاع للكبار لمريض يعاني من السرطان اللمفاوي المنتكس.

واعتبر د.الشمري هذه الطريقة من أهم الطرق لعلاج المرضى ممن يعانون من هذا النوع من سرطان الدم، حيث انها تقلل بشكل كبير من انتكاسة المرض بعد زراعة النخاع من متبرع مطابق.

وتوجه د.الشمري بالشكر لقسم العلاج الإشعاعي والأورام تحت إشراف د.ياسر حسن ود.أحمد بوشهري لجهودهم الحثيثة في هذا المجال، والتي لها أهمية استراتيجية لتنويع طرق العلاج وتوفير بديل للعلاج الكيماوي في مثل تلك الحالات.

فوائد التقنية الجديدة: تحسين جودة الحياة وزيادة فرص الشفاء وتقليل الأعراض الجانبية

ينطوي تقديم العلاج الإشعاعي للجسم كاملا كجزء من علاج زراعة نخاع العظم على عدد من الفوائد، مقارنة بالعلاج الكيماوي المكثف فقط، تتمثل في:

1 ـ تدمير أي خلايا سرطانية متبقية، حيث إن العلاج الإشعاعي يستهدف تدمير الخلايا السرطانية المتبقية بعد إجراء عملية زراعة نخاع العظم، وهذا يسهم في تقليل فرص عودة السرطان وتكونه مجددا.

2 ـ زيادة فرص نجاح العلاج من حيث التعامل مع السرطان من خلال مزيج من العلاج الإشعاعي والعلاج الكيماوي، والذي يزيد من فرص نجاح العلاج بشكل عام، إذ يعمل كل نوع من العلاجات على استهداف السرطان من زوايا مختلفة.

3 ـ تحسين جودة الحياة بفضل تقليل الاحتمالات المرتبطة بعودة السرطان، ويمكن للمرضى من الاستمتاع بجودة حياة أفضل بعد العلاج عن طريق تقليل الضغط والتوتر النفسي المرتبطين بالأعراض الجانبية للعلاج، والخوف من رجوع المرض.

4 ـ تقليل الأعراض الجانبية، حيث إن العلاج الإشعاعي يمكن أن يكون أكثر استهدافا للخلايا السرطانية بشكل عام مقارنة بالعلاج الكيماوي الذي يؤثر أيضا على الخلايا السليمة، وهذا يمكن أن يقلل من حدة الأعراض الجانبية المصاحبة للعلاج.

5 ـ زيادة فرص الشفاء عبر الجمع بين العلاج الإشعاعي والعلاج الكيماوي والذي يزيد من فرص الشفاء ويعزز من نتائج العلاج بشكل عام.

المصدر: شبكة الأنباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى