يعد «السكري» من الأمراض المزمنة غير السارية ويحدث عندما يعجز الجسم عن إنتاج كمية كافية من الانسولين أو عندما لا يستطيع الاستفادة منه بفاعلية ويمكن الوقاية منه باتباع نظام غذائي صحي ونشاط بدني مواز.
وقال مدير معهد دسمان للسكري أحد مراكز مؤسسة الكويت للتقدم العلمي د.قيس الدويري لـ«كونا» أمس بمناسبة اليوم العالمي للسكري ان أبحاث المعهد تركز على سياق المرض في الكويت وتطوراته، لافتا إلى أن المعهد طور نهجا بحثيا تكامليا يجمع بين مختلف التخصصات لفك رموز التفاعلات المعقدة التي ينجم عنها المرض.
وأكد الدويري أن المعهد هو الوحيد في الشرق الأوسط الذي يقدم برنامج «دافني» المعتمد الذي يمكن مرضى السكري «النوع الأول» من تعديل جرعات الانسولين لتتوافق مع كمية الطعام. وأفاد بأن المعهد نجح العام الماضي بنسبة 50% في تقليص أدوية المراجعين من خلال البرنامج الذي تم تحت إشراف ومتابعة فريق طبي مختص في المعهد.
وقال ان سجل التأثير التعليمي المرصود لمستويات السكر التراكمي سجل انخفاضا لدى الأشخاص المصابين بالنوع الأول من السكري في العام نفسه بنسبة 60% فيما انخفضت مستويات السكر التراكمي لدى مرضى السكر من النوع نفسه بقراءات بلغت أقل من 8%.
من جانبه، أكد استشاري الغدد الصماء د. زيدان المزيدي لـ«كونا» ارتفاع نسب الإصابة بمرض السكري بين الأطفال حيث يتم تشخيص 41 حالة لكل 100 ألف من السكان سنويا من الأطفال دون الـ14 عاما.
وقال المزيدي ان داء السكري من النوع الأول لدى الأطفال او ما يطلق عليه سكري اليافعين أو السكري المعتمد على الانسولين حالة مرضية يتوقف فيها جسم الطفل عن إنتاجه، الأمر الذي يتطلب استبدال الانسولين المفقود عبر الحقن أو مضخة خاصة. وأشار الى أن الكويت من الدول ذات النسبة العالية من حيث انتشار «سكري الأطفال» من النوع الأول، لافتا إلى ان السبب الدقيق وراء الإصابة غير معروف الا أن العوامل الوراثية والبيئية تلعب دورا في ذلك.
وأوضح أنه لا يوجد حتى الآن علاج شاف لكن يمكن التحكم بالمرض عبر أساليب متقدمة تعمل على تعويض الانسولين لما يسهم في تحسين جودة الحياة والتحكم بنسبة السكر في الدم.
وأوضح أن الأطفال المصابين بالنوع الأول معرضون لاضطرابات مناعية ذاتية أخرى مثل أمراض الغدة الدرقية ما يتطلب متابعة دورية عبر عمل الاختبارات اللازمة.
من جانبه، لفت استشاري الباطنية والغدد الصماء والسكري في مستشفى الصباح د. عادل رضا إلى «سكري الحمل» الذي يتم تشخيصه خلال فترة الحمل والتي يزيد فيها مستوى السكر في الدم عن المستوى الطبيعي، مشيرا إلى أن الوزن الزائد وقلة النشاط البدني قبل الحمل أحد العوامل التي تزيد من خطر الإصابة به.
وأشار رضا إلى زيادة احتمالات حدوث مضاعفات أثناء الحمل وعند الولادة لدى النساء المصابات بسكري الحمل والتي قد تؤدي إلى احتمال الإصابة بداء السكري النوع الثاني في المستقبل الأمر الذي يتطلب متابعة وتقييما مستمرا بعد الولادة مع أطباء المتخصصين.
وأضاف ان البرنامج الوقائي عامل «مهم» ويتضمن ممارسة حياة صحية عبر المحافظة على الوزن في مستويات مقبولة مع تفعيل العادات السليمة من خلال ممارسة الرياضة بانتظام والابتعاد عن الأطعمة السريعة.
المصدر: شبكة الأنباء