
إعداد وتحليل: عبدالعزيز جاسم
aziz995@
أحداث كثيرة شهدتها الجولة الـ 11 من دوري زين الممتاز أبرزها إشهار 8 بطاقات حمراء وهو رقم قياسي حتى الآن، وكذلك تهور بعض اللاعبين وتهجمهم على الحكام رغم قراراتهم السليمة، وعلى مستوى النتائج استعاد الكويت الصدارة بفارق الأهداف عن العربي بعد فوزه الكبير والمستحق على كاظمة بسداسية دون رد تؤكد حجم معاناة الفريق البرتقالي، ورفض العربي التوقف رغم مشاركته بـ 10 لاعبين لمدة تزيد على 60 دقيقة أمام الشباب ليخطف الفوز في الوقت القاتل بهدف دون رد، بينما حقق القادسية فوزا ثمينا على الجهراء 2-1 رغم لعبه شوطا كاملا بـ9 لاعبين ليثبت أنه منافس قوي على اللقب، فيما أوقف النصر والسالمية بعضهما بالتعادل 1-1، وتمكن الفحيحيل من خطف الانتصار في اللحظات الأخيرة 1-0 وهو منقوص لاعب.
الأبيض.. السهل «الممتع»
أنسب وصف لأداء الكويت في هذه الجولة أمام كاظمة هو «السهل الممتع»، فهو لم يترك مجالا لمنافسه أو فرصة لالتقاط الأنفاس من الدقيقة الأولى حتى الأخيرة، فلم يكل أو يمل في مهاجمة مرمى كاظمة حتى وصل لـ 6 أهداف وكاد يصل لنتيجة تاريخية لولا إضاعة العديد من الفرص، الأمر الذي يدل على أن الأبيض بدأ باستعادة مستواه مع المدرب نبيل معلول الذي يعرف كيف يختار تشكيلته في كل مباراة وهو أمر يعطيه أفضلية فنية وتكتيكية على باقي الفرق، كما أنها تظهر إمكانات لاعبيه بشكل مميز.
الأخضر.. ما يطيح
واصل العربي عروضه القوية في هذه الجولة أيضا بعد أن حقق فوزا مستحقا على حساب الشباب رغم حالة الطرد لمدافعه حمد القلاف في الشوط الأول ليثبت أن الفريق يسير في الاتجاه الصحيح نحو المنافسة على اللقب، ورغم حالة الطرد لم نشعر كثيرا بالنقص العددي فكان يحاصر منافسه في منطقته وشن العديد من الهجمات ليأتي الفوز حتى وإن كان متأخرا، كما ظهر خط دفاعه بصورة قوية وحافظ على نظافة شباكه للمباراة الرابعة تواليا وهو أمر يحسب للمدرب داركو نيستروفيتش الذي أثبت أن التنظيم الدفاعي والبناء من الخلف هو سر التفوق.
الأصفر.. برافو أبطال
رغم أخطاء لاعبيه وتعرض لاعبين للطرد، إلا أن القادسية أظهر شخصية البطل التي بداخله في مواجهة الجهراء، فبعد أن كانت المباراة تسير نحو فوز سهل ومريح بعد تقدم الأصفر بهدف مبكر تعرض لضربة موجعة بطرد عزيز نصاري ثم دانييل جيبولا مع انطلاق الشوط الثاني ورغم ذلك صمد كثيرا بتسعة لاعبين وهو أمر صعب في عالم كرة القدم، ليستقبل هدفا وهو أمر طبيعي، لكن غير الطبيعي أن الأصفر عاد للمباراة وهو بـ 9 لاعبين فهاجم وسجل هدف الانتصار ليثبت للجميع أنه لا مستحيل في الكرة إن وافقها روح وتركيز وتكتيك.
العنابي.. تراجع بـ «الثاني»
على غير المعتاد، لم تكمل كتيبة مدرب النصر ظاهر العدواني مستواها المميز على مدار شوطي المباراة فبعد شوط أول جيد سجل من خلاله هدف التقدم حافظ عليه بطريقة لعب متوازنة، تراجع بشكل كبير في الشوط الثاني واستقبل هدف التعادل وكاد يخسر نقاط المباراة، ولكن الأغرب من ذلك عصبية لاعبي العنابي غير المبررة والتي كادت تتسبب في خسارة لا ذنب فيها للجهاز الفني الذي يحسب له الاحتفاظ بتماسك اللاعبين بعد الطرد الأول لهانسل زاباتا بينما كان الطرد الثاني لسلمان بورمية لمدة دقيقة لم تؤثر كثيرا على ثبات الفريق دفاعيا.
السماوي.. عاد ولم يفز
بعد أن ظهر السالمية بشكل عادي في الشوط الأول استقبل خلاله هدفا ظن الجميع أن الأمور ستسير إلى أسوأ من ذلك وأن خسارة جديدة ستنال منهم وتضعهم في موقف صعب، إلا أن الفريق عاد بقوة في الشوط الثاني وبشكل مغاير وسجل هدفا وكان الطرف الأفضل أمام النصر واقترب كثيرا من العودة لطريق الانتصارات، إلا أن هذا الأمر لم يحدث، لكن في النهاية كسب نقطة قد تنعشه مرة أخرى معنويا ويحقق المطلوب في الجولات الثلاث المقبلة قبل التوقف.
البرتقالي.. فريق كارثي
لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يظهر كاظمة، هذا الفريق العريق وصاحب الإنجازات الكبيرة والذي أنجب العديد من اللاعبين المميزين الذين ساهموا بإنجازات مع المنتخب، بهذا الشكل المتراجع والسيئ والكارثي ويخسر بالستة من الكويت وكأنه فريق آخر لا نعرفه، والأغرب من ذلك بعد كل تلك الهزائم الكبيرة والمتتالية أننا لم نجد أي رد فعل حقيقي إزاء هذا الوضع الفني المتهالك، فالمستوى والأداء منذ أكثر من مباراة وليس في مباراة الأبيض فقط يدل على أن هناك خللا واضحا يجب علاجه سريعا إداريا وفنيا، إضافة إلى أن اللاعبين يجب أن يظهروا روحهم القتالية حتى وإن كان المستوى الفني ضعيفا لأن الفانيلة البرتقالية تعتبر غالية عند الجميع وليس في كاظمة وحده.
الفحيحيل.. لا يستسلم
على الرغم من أن الأداء الفني للفحيحيل لم يكن بمستوى مبارياته السابقة سواء من ناحية مستوى الفرص أو التنظيم، إلا أن الفريق تمكن من الحصول على النقاط الثلاث، ويحسب للمدرب فراس الخطيب عدم استقباله أي هدف من خلال التنظيم الدفاعي قبل طرد لاعبه ماجد العنزي أو بعده، بل تمكن من الوصول لأبعد من ذلك لأنه بكل اختصار لعب من أجل الانتصار ليظفر بذلك أيضا بهدف قاتل يدل على أن الفحيحيل يسير في الطريق الصحيح لضمان البقاء ضمن الـ 6 الكبار للمرة الثانية تواليا متجاوزا عقبة البداية المتعثرة مع انطلاق الموسم.
الشباب.. أضاع الفرصة
لا يختلف اثنان على أن العربي فريق قوي ومتمكن وخير دليل الجولات الماضية لكن الشباب في هذه الجولة أضاع الفرصة بيده لأن الأخضر لعب فترة طويلة بعشرة لاعبين، وكان من المفترض من أبناء الأحمدي ومدربهم المونتنيغري سلافو أن يهاجم ولا يدافع بهذا الشكل الغريب ويعتمد على الكرات المرتدة حتى أنه قبل النهاية وضحت تماما رغبته في تحقيق نقطة التعادل فقط ليعاقبه المنافس بهدف في اللحظات الأخيرة لتثبت كرة القدم كعادتها أنها تعطي وتكافئ من يعطيها.
خيطان.. متى يعود؟
من جولة إلى أخرى وخيطان في تراجع مستمر على مستوى النتائج وبات قريبا جدا من إعلان مشاركته مع الفرق التي ستتنافس على تجنب الهبوط لأن جميع الأمور في الفريق لا تبشر بخير من الناحيتين الدفاعية والهجومية وآخرها هذه الجولة التي سنحت له الفرصة فيها لتحقيق انتصار بعد أن لعب لمدة تجاوزت الـ 15 دقيقة وهو مكتمل الصفوف، بينما عانى المنافس من نقص لاعب إلا أنه فشل في ذلك بل تعرض للخسارة قبل نهاية المباراة ما يضع المدرب الجديد الروماني فلورين ماتروك تحت الضغط في قادم المباريات.
الجهراء.. تغير بعد الطردين!
أفضل وصف للجهراء بعد خسارته من القادسية هو أنه فريق لا يعرف الانتصار ويحتاج إلى غربلة كاملة وإلا فإن أبواب الدرجة الأولى ستكون مفتوحة، وخسارته من الأصفر بعد حالتي الطرد للمنافس تثبت ذلك، فعندما لا تستطيع الحصول حتى على نقطة واحدة أمام فريق يعاني من طرد لاعبين يجب أن تكون هناك قرارات تطول اللاعبين والجهاز الفني بقيادة المدرب الوطني عبدالله الشلاحي بسبب الفوضى الكبيرة وعدم التركيز والتسرع غير المبرر والتبديلات التي أثرت سلبا على أداء الفريق، ما يدل على أن المدرب لم يعرف إمكانات لاعبيه ولا مستواهم لذا تعتبر الخسارة هي الأقسى حتى إن كان المنافس كبيرا وبحجم القادسية لأنك بكل بساطة قبل حالتي الطرد كنت الطرف الأفضل ما يعني أن الأمر الطبيعي جدا هو الحصول على نقطة على أقل تقدير.
المصدر: شبكة الأنباء