متخصصان لـ «الأنباء»: على الطلبة الدراسة بذكاء والبعد عن المثالية

  • حسن لـ «الأنباء»: إستراتيجيات عدة لا بد من اتباعها لتقليل نسبة التوتر والقلق من الاختبارات
  • الجناع لـ «الأنباء»: على الأهل الحرص على توفير مناخ مناسب للدراسة بعيداً عن الضغوط النفسية

أجرت التحقيق – آلاء خليفة

طلاب المرحلة الثانوية يؤدون حاليا اختباراتهم الفصلية ويختلفون من طالب إلى آخر من الناحية النفسية في اجتياز الاختبارات، فالبعض يهاب الاختبار والبعض الآخر يمتنع عن الأكل ولا ينام لفترات كافية، بل إن بعضهم يصابون بأمراض خلال فترة الاختبار وهي ما تسمى بالأمراض النفس جسمية، فيشعرون بالصداع وآلام في المعدة وأوجاع في الجسم، هذا بالنسبة للطلاب، أما بالنسبة لأولياء الأمور فالبعض منهم كذلك يضغط على أبنائهم في الدراسة والمطالبة بالدرجات النهائية في جميع المواد الدراسية وهذا الأمر خطأ بالتأكيد لأن هناك فروقا فردية بين كل طالب وآخر.

«الأنباء» توجهت للمتخصصين في علم النفس والاجتماع لتقديم نصائحهم لطلاب الثانوية العامة ولأولياء الأمور لاجتياز تلك المرحلة بنجاح:

في البداية، قال أستاذ القياس والتقويم بقسم علم النفس التربوي بجامعة الكويت د.ناصر نجف حسن، انه مع انطلاق فترة الاختبارات النهائية، يتبادر إلى الذهن مفهوم القلق من الاختبار، والذي وفقا للدراسات، يظهر وجود علاقة عكسية بينه وبين المعدل التراكمي، حيث إن الطلاب الذين لديهم قلق عال من الاختبار معدلاتهم أقل من غيرهم.

وقال حسن بشكل عام إن الشعور بالقلق بنسبة قليلة قبل الاختبار هو شعور طبيعي، حتى لو تكرر في أكثر من اختبار، فمعه يزيد الانتباه العقلي والتركيز لأداء المهام بشكل أفضل، ولكن عند حد ومستوى معين من القلق.

وأفاد حسن بأن الشعور بالقلق في مستوياته المنخفضة يعد طبيعيا قبل أي اختبار ولا يدعو للخوف حتى وإن تكرر، فكون الطالب مقبلا على شيء لتحديد مستقبله ومصيره، هو أمر يدعو بطبيعة الحال للقلق الذي تحتاج القليل منه في هذه الحالة لتحفيز العقل والذهن للعمل وإتمام المهام بشكل أفضل.

وأضاف: في تجربتي الشخصية، لا أتذكر مرحلة من مراحل دراستي سواء في المدرسة او الجامعة او الدراسات العليا كانت خالية من القلق من الاختبارات، ولكن كنت أحاول السيطرة دائما على هذا القلق، وقد تمكنت منه في الكثير من الأحيان وبدون شك تمكن مني في أحيان أخرى.

وأضاف انه لا يوجد سبب واضح وصريح يؤدي إلى القلق من الاختبار، فهي أسباب مختلفة تختلف من شخص لآخر، ولكن أبرزها: الخوف من الفشل، عدم التحضير للاختبار بشكل جيد، ماض سيئ مع الاختبارات، عدم الثقة في النفس والتوقع بأنه غير قادر على الأداء بشكل جيد، وبما ان القلق من الاختبار ليس له أسباب واضحة، لذلك فمن الصعب علاجه والتعامل معه مباشرة، وبالتالي، فإن أغلب الاستراتيجيات المستخلصة من البحوث العلمية تركز على تقليل القلق بشكل عام، أو ممارسة بعض الأمور التي من شأنها التغلب على ما يعتقد انه من الأسباب الشائعة، موضحا ان هناك استراتيجيات من الممكن اتباعها وأبرزها أننا بدون شك كمسلمين، نلجأ دائما وأبدا إلى الله وكل هم سينجلي بإذنه، فالصلاة وقراءة ولو صفحة من القرآن الكريم لها دور كبير في تهدئة النفس وطمأنينة القلب.

ونصح حسن الطلاب قائلا: حضّر نفسك للاختبار واستخدم طرق فعالة للدراسة (ادرس بذكاء) ولا تؤجل الدراسة إلى ليلة الاختبار، ادرس كميات قليلة على فترات متقطعة أفضل من دراسة كمية كبيرة جدا في ليلة واحدة، وعش أجواء الاختبار أثناء الدراسة، ضع مؤقت timer وحاول إيجاد اختبارات مع نماذج الإجابة وقم بحل الأسئلة في الموعد المحدد بحسب مدة الاختبار، وكون اتجاهات إيجابية عن نفسك وتأكد ان شخصيتك وقيمة ذاتك لا تعتمد فقط على درجات الاختبار، ولا يوجد أي فائدة من كثرة التذمر والسلبية التي لن تؤثر إلا سلبا عليك وعلى من حولك وركز واهتم بنفسك أثناء الدراسة، لا تسأل الآخرين أين وصلوا في الدراسة لأنك قد تعتقد أنك متأخر جدا فتحبط، أو متقدم كثيرا فتتراخى.

أيضا ركز على نفسك ولا تسأل الآخرين عن صعوبة المحتوى، فقد تراه سهلا وبالنسبة لهم صعبا فتشك في دراستك وانك لم تدرس بشكل جيد، او قد يرونه سهلا وتراه أنت صعبا فتعتقد انك غير مؤهل بشكل كاف لفهم المحتوى فتحبط.

وأضاف انه على الطالب إذا شعر بالتوتر أثناء الاختبار، عليه التنفس بشكل سليم (نفس عميق وببطء)، وألا يرهق جسده وذهنه، وعليه النوم بشكل جيد والحرص على أن يكون طعامه صحيا أيضا والابتعاد عن الكافيين بكمياته الكثيرة لأنه يسبب قلة النوم وبالتالي الإجهاد والتفكير مما يؤديان إلى القلق.

واستطرد حسن: على الطالب أيضا ألا يحرص على أن يكون مثاليا في حياته عموما، لأن سعيه وراء المثالية دائما قد يسبب له القلق، لذلك في الدراسة، الأهم أن يكون راضيا عن طريقة تحضيره ودراسته للاختبار بكل أمانة وبدون مجاملة وألا يرهق نفسه في الدراسة لوقت طويل جدا، وأن يحرص على أن يأخذ لنفسه قسطا من الراحة وبإمكانه الخروج من المنزل وممارسة شيء يحبه أثناء فترة الراحة، فالراحة وإن كانت قصيرة فهي مفيدة لجسده وذهنه.

وقال حسن: إن المقارنة تسرق الفرح والسعادة والاستقرار، داعيا الطلبة إلى عدم مقارنة أنفسهم مع أي شخص وخصوصا أقرانهم، فالمقارنة لن تسبب إلا التفكير الزائد والقلق.

كما نصح الطلبة بالتحدث مع أشخاص يحبوهم ويرتاحون لهم ويطلبون منهم المساعدة، قائلا: أحيانا «الفضفضة» تريح القلب ويصبح القلق أقل، ‏متابعا: إن المشروبات الدافئة تسهم بشكل ملحوظ في تخفيف أعراض التوتر والقلق، ولكن بدون شك لا بد من الابتعاد عن الكافيين قدر المستطاع وشرب كاكاو دافئ أو بعض الأعشاب.

من جانبها، ذكرت موجهة الخدمة الاجتماعية في وزارة التربية موزة الجناع أن الخوف من الامتحانات هو اضطراب ينعكس في عدة مستويات منها المستوى العاطفي والمستوى الذهني والمستوى الجسدي والمستوى السلوكي.

ولفتت الجناع الى ان هذه المستويات الـ 4 لا تنشط بشكل مستقل، بل إنها تتفاعل معا بحيث يؤثر ويتأثر كل مستوى بالآخر، كما ان الخوف يضعف التركيز، فإن ضعف التركيز يزيد الخوف وهناك كثير من الأهل يجعلون ابنهم يشعر بأنه يدرس من أجلهم وليس من أجل نفسه، عندما يكون تعامل الوالدين هذا حاصلا تحت غطاء الحب ومصلحه الطالب، يكون الأمر أكثر إرباكا للطالب بحيث يشعر بالذنب على نواقصه بدلا من أن يشحن باعتزاز وثقة بما قد حقق، أما عن الحالة النفسية والذهنية للطالب، فقالت الجناع: يختلف الطلاب في مقدرتهم على تحمل الإحباطات ويختلفون في نظرتهم لأنفسهم، هنالك طلاب يرون نواقصهم دون إيجابياتهم، تتزعزع ثقة هؤلاء الطلاب لأقل ضغط أو تحد لأنهم لا يؤمنون بأن بإمكانهم مواجهة الصعاب، وهكذا عندما يواجهون صعوبة في الامتحان يتوترون ويرتكبون مما يفشلهم وبالتالي يؤكد لهم صدق نظرتهم السلبية عن أنفسهم، وهكذا تستمر هذه الدائرة بتغذية بعضها البعض. وأكدت الجناع أن على الأهل الحرص على توفير مناخ مناسب للدراسة بعيد عن الضوضاء وعن الضغوط النفسية والمشاكل العائلية، وتقدير الجهد المبذول من الطالب أيا كانت نتيجته، وعدم المقارنة مع الغير خاصة أبناء العمومة والخالات لأن كل شخص وقدراته الخاصة به، وهناك فرص كثيرة أمام الطالب.

المصدر: شبكة الأنباء

Exit mobile version