جوي هود، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط، راغب بتناول طبق شهير يعده الجزائريون، خصوصا حين الاحتفال بأيام عيد الأضحى كل عام، حيث يتم نحر الخراف، ويسمونه “بوزلوف” المحتوي على رأس خروف مقطوع، يتم طهيه أو شيّه على النار، ويبدو أنه شهيّ، الى درجة أن “هود” ذكره في فيديو بثته السفارة الأميركية في الجزائر بحساباتها في مواقع التواصل، ومنها قناتها في “يوتيوب” الشهير.
هود، ملم بالعربية التي تعلمها من اقامته أكثر من 20 سنة في دول عربية، لم يسمها حين تحدث في الفيديو عن الجزائر التي وصل اليها أمس الأحد، كأول محطة في إطار جولة إقليمية له تشمل المغرب والكويت وتنتهي الخميس المقبل. الا أن “العربية.نت” وجدت في سيرته الرسمية بموقع الخارجية الأميركية أنه أقام معظم تلك المدة في السعودية والعراق والكويت، والى حد ما فترات متقطعة في قطر واليمن.
أما في الفيديو، فنسمعه يصف الجزائر التي يزورها لأول مرة بأنها “بلد الشهداء” في معرض اعرابه عن سعادته بزيارتها لاجراء محادثات مثمرة مع المسؤولين فيها، ثم يتذكر “البوزلوف” ويطلب من الجزائريين أن يحتفظوا بحصة له من الطبق ليأكله، وقال: “أتمنى أنكم خليتولي حقي تاع البوزلوف” وفق تعبير الرجل المطلع الوارد بسيرته أيضا أنه مطلع على الاسلام والتراث العربي.
أصل كلمة “بوزلوف”
كلمة “بوزلوف” المشيرة إلى رأس خروف دائما، ولدت بعد دخول فرنسا المستعمرة في منتصف 1830 إلى الجزائر، على حد ما وجدت “العربية.نت” من شروحات في الانترنت عن أصل الكلمة، وأشهرها أن القوات الفرنسية جاءت الى الجزائر بآلة “المقصلة” المستخدمة لقطع رأس المحكوم عليه بالموت، وبها تم قطع رأس رجل اسمه “بن زلوف عبد القادر بن دحمان” صدر في 1842 حكم باعدامه عن جريمة ارتكبها، فولدت “بوزلوف” اشارة للرأس المقطوع.
كما نجد أن “زلف” كلمة سريانية أيضا، تشير الى جماليات الأشياء، ونسمعها في أغان شعبية كثيرة بسوريا ولبنان، كالتي يتغزل فيها رجل بحبيبته ويسميها “أم الزلف” أي المتعددة الملامح الجميلة، لكن الأشهر هي التي تتغزل فيها الحبيبة بمحبوبها الغائب عنها، وبأسلوب حزين بعض الشيء، شبيه جدا بأسلوب الأغاني المعروفة باسم Fado في البرتغال، فتقول له:
هيهات يا بو الزلف عيني يا موليّا… قلبي أماني معاك لا تنكرو عليّا
يـا حلو حاجي بقا تسرق غفا مني… تمرد عليّ الشقا في غيبتك عني
كنـا بليالي “النقـا” عـا ليالينا نغني… مـا عدت بعد اللقـا شفتك بعينيّـا
المصدر: العربية.نت