حامد العمران
أسدل الستار على مشاركة منتخبنا الوطني لكرة اليد في بطولة العالم الـ 29 التي استضافتها كرواتيا والدنمارك والنرويج، واحتل فيها الأزرق المركز الـ 27 على العالم من أصل 32 منتخبا مشاركا. وحقق منتخبنا خلالها ثلاثة انتصارات كانت في كأس الرئيس لتحديد المراكز من الـ25 إلى الـ 32، وجاءت على حساب غينيا والجزائر واليابان، وتعتبر هذه الانتصارات سابقة في مشوار الأزرق ببطولات العالم التسع التي شارك فيها بتحقيقه هذا العدد من الفوز في بطولة واحدة، وهذا ما يزيد من ثقة اللاعبين في المستقبل سواء بالبطولة الآسيوية في يناير 2026 أو حتى في حال التأهل للمونديال المقبل 2027.
إيجابيات وسلبيات
ورغم المشاركة المشرفة لمنتخبنا وظهور بعض الإيجابيات فيما يخص المدرب سعيد حجازي الذي اجتهد بقدر كبير، وكان وجوده من الأسباب الرئيسية في التأهل لكأس العالم من خلال احتلال المركز الرابع في البطولة الاسيوية، فضلا عن إدخال اللاعبين في جو البطولة والنظام في المعسكرات والبطولات ورفع الروح المعنوية، رغم ذلك هناك بعض السلبيات التي ظهرت وكان بالإمكان افضل مما كان خاصة في مباريات الدور التمهيدي، حيث لعب الازرق في المجموعة الثالثة مع منتخبات فرنسا التي احرزت المركز الثالث بالبطولة والنمسا وقطر، وخسر منتخبنا في المباريات الثلاث، ولكن كانت مباراة الازرق مع اشقائنا القطريين هي الفاصل وكان تحقيق الفوز والتأهل للدور الرئيسي في المتناول لولا الاخطاء الفنية التي كانت بالجملة ويتحملها المدير الفني سعيد حجازي وجهازه المساعد، حيث خسر منتخبنا بنتيجة 25/22.
وكان لاعبو منتخب قطر بحالة فنية متواضعة وكثرت اخطاؤهم الفردية، ولكن في المقابل بدأ حجازي المباراة بتشكيل غريب أراد من خلاله ان يفاجئ الجهاز الفني القطري ويربك حساباته، الا ان الامور جاءت عكسية على ازرقنا الذي لم يكن بحالته الفنية الطبيعية، لينهي العنابي الشوط الاول متفوقا بفارق 4 أهداف، ولم يسجل الأزرق في هذا الشوط سوى 7 أهداف فقط نتيجة للتشكيلة الخاطئة بعدم مشاركة قائد الأزرق عبدالله الخميس وأفضل لاعب في المنتخب سيف العدواني، وعدم البدء بأحد لاعبي الدائرة عبدالرحمن الشمري ومحمد علي اللذين يمتازان بالقوة البدنية على عكس محمد الصانع، وهذا ما أفقد منتخبنا الحلول الهجومية، مما دفع ببعض اللاعبين للعب الفردي الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.
كما ظهر التسرع في التصويب مما انعكس على منتخبنا في الهجوم المرتد، وخلال الدقائق الـ 12 الأولى تقدم القطريون 7/ 2، وحينها بدأ حجازي يسترجع ذاكرته بإشراكه سيف العدواني وعبدالله الخميس ومحمد علي ولاعب الجناح عبدالعزيز الشمري، ولكن فارق الأهداف والبداية الضعيفة للأزرق جعلا منتخب قطر بخبرته يحكم قبضته على المباراة، لتضيع على منتخبنا فرصة تاريخية كانت بمتناول اليد للتأهل للدور الرئيسي.
ضعف اللياقة البدنية
وقد يتساءل القارئ: لماذا ركزنا على مباراة قطر؟ والاجابة ان الجهاز الفني بقيادة حجازي كانت خطته خلال المعسكر والمباريات الودية تجهيز الطرق الفنية المناسبة لمواجهة قطر الذي يعتبر اقل مستوى من منتخبي فرنسا والنمسا، ولكن مع الأسف كل التجهيز الفني تلاشى مع الفكر غير الموفق في المباراة والقراءة الفنية الضعيفة.
وعلى المستوى العام فمن اهم السلبيات ضعف اللياقة البدنية عند اغلب اللاعبين وعدم قدرتهم على الظهور بمستوى ثابت ستين دقيقة وهذا نتاج الاعداد البدني الضعيف، فضلا عن عدم اختيار اللاعب عبدالعزيز نصيب الذي يلعب بيده اليسرى مما جعل الحمل ثقيلا على محمد الهندال كونه الوحيد الذي يلعب بيده اليسرى في الخط الخلفي، والأسوأ اختيار لاعب مصاب وغير جاهز وهو صالح الموسوي الذي لم يشارك الا دقائق معدودة في البطولة ولم يتمكن من اكمالها لعودة الاصابة له، والأكثر غرابة عدم إشراك لاعب الخط الخلفي فواز مبارك الذي يعتبر أطول لاعب بالفريق، الا دقائق معدودة فكان الصديق الدائم لدكة الاحتياط.
تألق حراس المرمى
أما على مستوى الدفاع فحدث ولا حرج، ولولا التألق الواضح للحراس حسن صفر وعبدالعزيز الظفيري ومحمد بويابس لكانت النتائج قياسية، فاللاعبون اعتمدوا على الدفاع الفردي وليس الجماعي، اي ان مسؤولية كل لاعب هو اللاعب الذي أمامه، وذلك في اغلب المباريات وخاصة لاعبي الجناحين اللذين يقفان في مقابلة الجناح المنافس مما يخلق فجوة كبيرة بين الجناح واللاعب الذي بجانبه، وهذا ما استغلته بعض المنتخبات بالاختراق ومواجهة حارسنا مباشرة.
هذا الانتقاد الفني للكابتن سعيد حجازي لا يعني اننا نتحامل عليه فكما ذكرت فهو اجتهد بقدر كبير، ولكن لا بد أن تكون هناك قراءة فنية صحيحة في المباريات، لذلك نتمنى من الاتحاد التعاقد مع جهاز فني أفضل يعرف كيف يتعامل مع المباريات العالمية، لأن طموحنا اختلف بوجود لاعبين شباب قادرين على عودة أمجاد الازرق بالوقوف على منصة التتويج في البطولة الآسيوية المقبلة، ولكن لإحراز البطولة نحتاج إلى فكر فني عال قادر على قراءة الخصم بشكل صحيح مع ايجاد الحلول الجماعية في الجانب الهجومي من خلال التكتيك وأيضا الدفاع بشكل جماعي بطرق تتناسب مع امكانيات الفريق الخصم. وفي نهاية حديثنا الفني نقول للكابتن سعيد «كفيت ووفيت»، وشكرا على ما قدمته في الفترة السابقة وتستحق التكريم قبل مغادرتك.
دور كبير للاعبين
ولا ننسى ما قام به اللاعبون دون استثناء بالروح العالية التي ظهروا بها خلال البطولة والتي كانت تغطي احيانا على الأخطاء الفنية، وحرصهم على تحقيق الفوز للمساهمة في رفع شأن كرة اليد الكويتية. وكان دور قائد الفريق عبدالله الخميس كبيرا جدا من خلال بث الروح مما جعل اللاعبين متماسكين.
وهناك الدور الاداري الايجابي الذي كان واضحا بقيادة رئيس الوفد قايد العدواني، ومدير المنتخب عبدالعزيز الزعابي إلى جانب أعضاء مجلس الإدارة بتوفير برنامج الاعداد الجيد للمنتخب من خلال المعسكرات التدريبية. كما لا بد من شكر الهيئة العامة للرياضة بقيادة مديرها بشار عبدالله على الدعم المعنوي والمادي للفريق، وهذا الامر ليس بغريب لأن منتخبنا دائما صاحب إنجازات، والوصول إلى أكبر بطولة عالمية للمرة التاسعة يجعل الجميع يقف له إجلالا واحتراما.
المصدر: شبكة الأنباء