أدب وثقافة

دراسة شاملة للدكتور البدر عن «قاموس الجيب» وخلفياته

“قاموس الجيب” الكتاب الثاني لصاحبه عيسى عبدالمنعم السالم، في أول محاولة معجمية في الكويت، والصادر عن مركز البحوث والدراسات الكويتية، تم إنجازه على يد أستاذ اللغويات المساعد د. يوسف بدر البدر- أستاذ في قسم اللغة الإنكليزية بكلية التربية الأساسية. ,في التمهيد، خلفية علمية قام بها أكاديمي متخصص بتاريخ اللغة الإنكليزية وعلاقتها بالكويت والحاجة إلى “بناء جسر بين لغة الكويت العربية ولغات موظفي شركات النفط الأجنبية”.,وسط تلك الظروف بزغ شاب كويتي طموح عصامي مثابر كان في العقد الثاني من عمره، حرص على تدوين ما تيسر له من محادثات ومفردات إنكليزية كان يسمعها في مكاتب ومختبرات شركة نفط الكويت المحدودة وأروقتها، اكتسبها من خلال زياراته الميدانية إلى حقول آبار النفط بغرض المسح الجيولوجي للمنطقة كحقلي برقان والروضتين، فاكتسب مهارة الترجمة بين اللغتين العربية والإنكليزية، حتى صار وسيطاً لغوياً بين الموظف الكويتي والأجنبي. ,قام بتدوين ما اكتسبه وتعلمه في دفتر بحجم اليد أسماه “قاموس الجيب” فهو كما يراه د. البدر “أول وأقدم محاولة في صناعة معجم ثنائي اللغة في الكويت”. ,

خطوات البحث

,يشير د. يوسف البدر إلى خطوات البحث التي اتبعها، في “علم صناعة المعاجم” الذي يشمل خطوات أساسية خمس هي: جمع المعلومات والحقائق، اختيار المداخل، ترتيبها طبقاً لنظام معين، كتابة المواد، نشر النتاج النهائي، وهذا هو المعجم أو القاموس. ,عكف على قراءته كقراءة الوثائق القديمة وعند نهاية كل صفحة يدون الملاحظات اللغوية والمعجمية ويسجل في الهامش ما يستوجب شرحه. ,

أهمية القاموس

,تحدث عن صاحب القاموس والذي كان يعمل من 10 إلى 12 ساعة يومياً وفي أيام الجمع أيضاً، أبدع في تأليف قاموسه الذي أسماه “قاموس الجيب” وكتبه بخط يده الجميل.,خصص عدة صفحات لوصف القاموس، عدد صفحاته، وعنوان المخطوطة وتاريخها والغلاف ونوع الورق الداخلي وإلى ما هنالك من عناصر، ثم أجرى مقارنة والفرق بين المعاجم والقواميس فقد باتت كلمة “قاموس” مرادفة لكلمة “معجم لغوي”. ,وقاموس عيسى السالم ثنائي اللغة يترجم المفردات الإنكليزية إلى العربية ويقرأ من اليسار إلى اليمين قسمه إلى عمودين، الكلمات الإنكليزية من يسار الصفحة ومقابلاتها العربية في يمينها. ,توقف عند لغة القاموس والتي استخدمها وهي الإنكليزية الحديثة والتي ظهرت بين عامي 1500 و 1700 م. ,ومن وجهة نظر د. البدر سنة 1934 هي السنة التي انتهى عيسى السالم من وضع قاموسه في حين أكد له شقيق المرحوم وهو السيد أديب عبدالمنعم السالم، أكد له أنها سنة بداية تدوين المفردات في قاموسه.,وفي هذا الصدد، قدم خلفية تاريخية عن المراجع اللغوية التي طبعت أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين وكتب تعليم اللغة الإنكليزية للعرب ومعاجم ثنائية اللغة. ,ثم كتب عن الملاحظات الأولية حول اللغة والإملاء في قاموس عيسى السالم، باعتباره شخصاً غير متخصص بعلم المعاجم أو اللغات، فقاموسه عبارة عن جهد ذاتي يعكس قيام مؤلفه بتعلم اللغة ذاتياً. ,ومن الانطباعات اللافته التي كتبها عن “قاموس الجيب” هي المفردات المحلية والدخيلة التي تعكس البيئة الكويتية، يختم د. البدر دراسته بالقول ,”القاموس مهم للمشتغلين في الدراسات اللغوية ومن بينهم المعجميون ممن يعملون أو يبحثون في هذا المجال العلمي”. ,صفحات القاموس المصورة بلغت نحو 202 صفحة، هي مخطوطات كتبت بخط يد المرحوم عيسى عبدالمنعم السالم. ,

حمزة عليان

المصدر: جريدة الجريدة الكويتية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى