تفوقت الحركة النسوية في دولة الكويت منذ خمسينيات القرن الماضي .. سعياً وراء نيل الحقوق المشروعة في التعليم والعمل المهني ومازالت المرأة الكويتية تعمل على نيل الحقوق المشروعة لها كما في الدستور ، فكانت ومازالت تتفوق في مجالات الحياة المختلفة وتخدم وطنها الكويت، وكثير من المجلات تصنف شخصيات نسوية كويتية رائدات في مجالهن وكن ومازلن من النخب ذات التاريخ العلمي المشرّف ومجالات أخرى .
تعد الدكتورة فايزة الخرافي أول من سارت مع مثيلاتها على درب العلم والتعليم ، وإكمال الدراسة في جامعات عربية وأجنبية كانت خطوة نحو نيل الحق في التعليم للفتاة الكويتية ، ثم عينّت د. فايزة الخرافي في منصب أكاديمي رائد .. لتكون أول مديرة لجامعة الكويت منذ عام (1993-2002 ) وهذا المنصب كان أول منصب على مستوى الكويت والخليج والشرق الأوسط ، كما أنها أول خليجية على درجة وزير وبرعت في مجال علم الكيمياء .. كما أنها صنفت ضمن 100 شخصية نسوية ذات نفوذاً وتأثيراً كما ذكرت مجلة فوربس عام 2005 .
عندما قرأت بعض الحوارات التي أجريت مع د. فايزة الخرافي وجدت تلك النظرة البعيدة المدة والعقلية المنفتحة على تطوير وتنمية العلم والتعليم في الكويت ، حقيقة نفتقد هذا الحس النسوي بالدعوة الملحة إلى ضرورة رصد الكفاءة العلمية والعملية في الوظائف والمناصب ، وأن الاستحقاق يكون عن طريق الكفاءة والمفاضلة ، ولو اتبعت كل مؤسسات الدولة هذا المعيار لكنا بألف خير ، وليس ببعيد عن د. فايزة الخرافي لا سيما وأن العالم يشهد لها بهذه المكانة العلمية ودورها في تنمية القطاع الأكاديمي ، فهي أيضاً حاصلة على جائزة اليونسكو كأفضل عالمة عن أفريقيا والعالم العربي.
إلى جانب الاعتراف العربي والدولي بها كرائدة كويتية خليجية متميزة في كل مناصبها التي عينت بها ، ونشاطها الملموس منذ عقود في خدمة الوطن, وكان التكريم الأخير في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة حيث كرّمت د. فايزة الخرافي بجائزة الريادة كأول مديرة جامعة في الشرق الأوسط .
ولو كنت متابع مثلي لتصريحات د. فايزة الخرافي.. ولم تقرأ لها قبلاً كمؤلف مثلاً أو مقال عن المرأة .. لقلت هي تتعصب للمرأة ، على العكس تماماً .. هي تدعو المرأة للنضال في بناء مجتمعها .. على مبدأ المشاركة المجتمعية وأن المرأة والرجل يداً بيد بناة لهذا الوطن .
مثل هكذا شخصيات نسوية نخبوية يجب أن يكن على سدة الاستشارات العليا في البلاد مرجعاً وتاريخاً للجيل النسوي وللأجيال الأكاديمية الحالية والقادمة ، و ليتعلّمن أن المشاركة الاجتماعية هي الأساس في بناء مستقبل المجتمع الكويتي ومواجهة التحديات الثقافية والانحرافات المجتمعية والدفع نحو التنمية التي تحتاجها الكويت.
هذه هي بنت الكويت د. فايزة الخرافي نفتخر بها ونجلّها وندعو لها بطول العمر .. أبارك للدكتورة فايزة الخرافي تكريمها في المهرجان عن ورقة عملها أمام “منتدى نوت” لقضايا المرأة في عالم الريادة .. ولا عجب أن تأتي هذه العزيمة الخالصة والمخلصة في خدمة الوطن من رائدة ولدت في بيت من بيوتات النفوذ السياسي.. فالف مبروك و بالتوفيق سيدتي الفاضلة .