تربويون لـ «الأنباء»: المرونة في المدارس مطلوبة حتى لا تتحول إلى سجون

  • الجناع: تحقيق النجاح مرتبط بالعمل والحركة وتنظيم الوقت والحرص على التعلم الجيد
  • الطراروة: غياب الصيانة والعمالة داخل المدارس زاد من الأعباء الملاقاة على عاتق الإدارات المدرسية
  • الموسى: زمن الحصة طويل بالنسبة للمتعلم والفرصة قصيرة وتوقيتها بعد الحصة الثالثة غير مناسب
  • العصيمي: أنصبة المعلمين في بعض التخصصات تتراوح بين 20 و25 حصة في الأسبوع
  • الدوسري: على أولياء الأمور التعاون مع حارس الأمن في قياس الحرارة وإبراز «التطعيم»

عبدالعزيز الفضلي

استعرض عدد من التربويين أبرز الإيجابيات والسلبيات التي ظهرت في الميدان التربوي بعد أسبوع الأول من عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة بعد نحو عام ونصف العام على بعدهم عنها.

وبينما أكد التربويون، في تحقيق خاص لـ «الأنباء»، أن الدراسة الحضورية أو العودة التدريجية للمدارس فيها الكثير من الإيجابيات الحضورية مهمة لتدريب المتعلمين على المهارات الحركية التي افتقدوها خلال التعليم عن بُعد كالتدريب على الطريقة الصحيحة لمسك القلم ورسم الحروف خصوصا تلاميذ الصفوف الأولى، شددوا على أن هذه الخطة لا تخلو من سلبيات، وبالتالي فإن المرونة مطلوبة مع الطلبة حتى لا تتحول المدارس إلى ما يشبه السجون، فالحركة محدودة داخل الفصول والجلوس ساعات طويلة على كرسي خشبي غير مريح ويعرض الطالب للتعب.

وذكروا أن غياب أعمال الصيانة والعمالة داخل المدارس زاد من الأعباء الملاقاة على عاتق الإدارات المدرسية، حيث كان بالإمكان خلال فترة توقف الدراسة على مدى عام ونصف العام أن تجرى أعمال صيانة شاملة لجميع مرافق المؤسسات التعليمية في الدولة.

في المقابل، لفت التربويون إلى أن قلة المتعلمين في الفصل أعطى المعلم فرصة أكبر لمتابعة الطلاب أثناء الحصة وكذلك قلة الازدحام أمام المدارس وانسيابية حركة السير تقريبا، كما أنه لوحظ في دوام الأسبوع الأول شغف ورغبة الطلبة في الحضور للمدرسة والرغبة في التعليم وكذلك حماس المعلمين والمعلمات في الالتقاء بالطلبة عن قرب وتقديم العلم والمهارات بالطريقة الصحيحة، وفيما يلي التفاصيل:

بداية، تحدثت مراقبة التعليم الابتدائي والثانوي بالإنابة أنوار الموسى قائلة: «إنه تطبيقا لخطة وزارة التربية للعودة الكاملة حضوريا بعد مضي عام ونصف العام بين الانقطاع عن الدراسة والتعلم عن بُعد، انتظم المتعلمون للدراسة مع تطبيق كل الاشتراطات الصحية والوقائية، متحدين كل الصعوبات ليعيشوا تجربة فريدة ومشوقة في الوقت نفسه»، مشيرة إلى أن من أهم إيجابيات العودة لمقاعد الدراسة تقسيم المتعلمين لمجموعتين والذي قلل من عدد المتعلمين بالفصل مما أتاح الفرصة للمعلمين في التركيز على كل مجموعة لتعويضهم الفاقد التعليمي بعد انقطاع طويل عن الدراسة، ناهيك عن أن الدراسة الحضورية مهمة لتدريب المتعلمين على المهارات الحركية التي استصعب التدريب عليها من خلال التعليم عن بعد كالتدريب على الطريقة الصحيحة لمسك القلم ورسم الحروف خصوصا في الصفين الأول والثاني الابتدائي.

وأضافت الموسى أن الدراسة الحضورية تنمي القيم التربوية للمتعلم وتعزز العلاقات الاجتماعية، لافتة إلى أن من أهم الملاحظات أن زمن الحصة طويل بالنسبة للمتعلم والفرصة قصيرة وتوقيتها بعد الحصة الثالثة غير مناسب للمرحلة الابتدائية والأفضل أن يتم تقديمها إلى ما بعد الحصة الثانية.

وأوضحت أنه يفضل إعطاء الطلبة فرصة للحركة وذلك عن طريق السماح لهم بالتواجد في الساحة على فترات قليلة ومتفرقة للحركة وكسر روتين التواجد داخل الفصل، معربة عن بالغ شكرها وتقديرها لمن هم في الميدان التربوي على ما يقومون به من جهود جبارة في خدمة العملية التعليمية وأبنائنا الطلبة.

غياب الصيانة والعمالة

من جهته، قال مدير ثانوية جاسم الخرافي للبنين جاسم الطراروة: أكبر ميزات التعليم التقليدي أنه يعمل على تعويض الفاقد التعليمي نتيجة التعليم عن بُعد خلال عام ونصف أثناء جائحة كورونا، مما أدى إلى ضعف في بعض المهارات الأساسية لدى المتعلمين، مثل الكتابة خصوصا في المراحل الأولى، مشيرا إلى أن تقسيم المتعلمين إلى مجموعات يساعد على زيادة تركيز المعلم على عدد أقل مما يتيح الفرصة أمامه ليراعي الفروق الفردية بينهم، وتلافي عيوب التعليم عن بُعد، حيث كان المعلم والمتعلم يفتقدان التواصل المباشر، ما كان له بالغ الأثر في عملية التحصيل العلمي والعملي.

وأضاف أن التخفيف من المناهج الدراسية يعطي المعلم الفرصة الكافية لتحقيق أهداف الدروس المقررة في وقت زمني محدود للغاية، لافتا إلى أن العودة إلى مقاعد الدراسة وفق الاشتراطات الصحية تعد الإجراء الأمثل للحد من العديد من المشاكل السلوكية والنفسية التي ظهرت في المجتمع خلال الآونة الأخيرة مثل المشاجرات وجرائم القتل.

وبين الطراروة أن التجربة لا تخلو من بعض السلبيات مثل طول زمن الحصة، مما أدى إلى زيادة زمن اليوم الدراسي، رغم قلة عدد الحصص والتخفيف من المناهج الدراسية كذلك قلة عدد الفرص خلال زمن الدوام المدرسي مما يجبر المتعلمين على الجلوس في كرسي الفصل لفترة طويلة تصل إلى ثلاث ساعات متواصلة.

وأشار إلى أن هناك واحدة من المشكلات المزمنة التي نعاني منها كل عام لكنها ظهرت جلية في هذه العام ألا وهي غياب أعمال الصيانة والعمالة داخل المدارس، مما زاد من الأعباء الملاقاة على عاتق الإدارات المدرسية.

ضغوط على الطلبة

بدوره، قال الموجه الفني للعلوم ضاوي العصيمي: انطلق العام الدراسي الجديد أو ما اصطلح أن يطلق عليه «التعليم الحضوري» بعد توقف دام عام ونصف العام منذ بداية الجائحة، وسط تدابير وإجراءات وقائية رسمتها وزارة الصحة وزارة التربية وذلك سعيا لتحقيق عودة آمنة إلى مقاعد الدراسة ولضمان سلامة الطلبة والهيئة التعليمية والإدارية في المدارس، مشيرا إلى أننا شاهدنا في هذا الأسبوع العديد من الأحداث الغريبة والقرارات المتناقضة التي أصدرتها وزارة التربية ووزارة الصحة، فعشية بدء العام الدراسي وقبل منتصف الليل أعلنت وزارة الصحة إلغاء شرط فحص PCR للطالب المطعم مرة واحدة بعد أن تكبد أولياء الأمور عناء الانتظار والوقوف ساعات طويلة أمام مراكز الفحص ودفع مبالغ طائلة في العيادات الخاصة وذلك بسبب عدم وجود مواعيد متاحة في أماكن الفحص التابعة لوزارة الصحة، مما أثار موجة غضب على القرارات المتأخرة جدا.

وأضاف: لم تتوقف تخبطات وزارة التربية، فقد ناشد جموع المعلمين في بعض التخصصات التقليل من ارتفاع أنصبتهم التي فاقت طاقاتهم والتي لا يقبلها عقل ولا منطق حيث تراوحت أنصبة بعض التخصصات مثل العلوم بين 20 و 25 حصة وكذلك اللغة العربية واللغة الإنجليزية، ‏وذلك بخلاف ما وعد به وزير التربية الذي ظهر في لقاء تلفزيوني فقال: «لن نحمل المعلمين والمعلمات أعباء عليهم!»، لافتا إلى انه لم تتوقف التناقضات التي تنتهجها وزارة التربية بل نظمت مهرجانا في أحد المجمعات تحت عنوان العودة الآمنة للدراسة وشهدت الكثير من التناقضات فظهر بعض الطلاب بلا تباعد ولا كمامات وبعض الأطفال جلسوا متجاورين يرسمون على طاولة صغيرة بلا تباعد وبلا كمامات.

وذكر العصيمي أنه من بين التناقضات ظهرت صور لبعض القيادات التربوية وبعض المسؤولين في وزارة التربية وهم يبتسمون للكاميرات بلا كمامات وبلا تباعد، ناهيك عن أعباء مالية وميزانيات ترصد لمثل هذه الفعاليات في حين تعاني بعض المدارس من سوء الصيانة وسوء التكييف وقلة العمالة.

تناقضات كثيرة

‏وأضاف العصيمي: يتساءل التربويون وأولياء الأمور: لماذا ألغت وزارة التربية تدريس حصص التربية الفنية والبدنية، في حين أن المدارس الخاصة تقوم بتدريسها، ما هذا التناقض؟! موضحا أن الإجراءات والاشتراطات الصحية داخل المدارس بها كثير من التناقضات في داخل غرفة الفصل الطلاب متباعدين فالفصول تحولت إلى ما يشبه المعتقلات فالحركة محدودة والجلوس ساعات طويلة على كرسي خشبي غير مريح فالحصص أصبحت ساعة واليوم الدراسي طويلا..أما وقت خروج الطلاب وانتهاء اليوم الدراسي فشاهدنا تدافع الطلاب عند بوابات المدارس وفي مقاعد الانتظار يجتمعون بلا اشتراطات صحية وبلا تباعد ولا كمامات، فما الفائدة إذن؟!

‏وتطرق إلى انتخابات جمعية المعلمين، لافتا إلى أننا شهدنا الازدحام الشديد على صناديق الاقتراع لاختيار ممثلي جمعية المعلمين وكيف أنسى العرس الانتخابي بعض المعلمين من اتباع الاشتراطات الصحية والتباعد ولبس الكمامات، فهل الاشتراطات الصحية فقط على الطلاب؟!

أما عن الأمور الإيجابية فتابع العصيمي: قلة المتعلمين في الفصل أعطى المعلم فرصة اكبر لمتابعة الطلاب أثناء الحصة وكذلك قلة الازدحام أمام المدارس وانسيابية حركة السير تقريبا وكذلك دوام الطلاب يوم وترك أعطى فرصة للطالب بمتابعة دروسه وحل واجباته وفرصة أكبر لولي الأمر بمتابعة أبنائه.

تعاون الأهالي مطلوب

من جهتها، ذكرت مديرة مدرسة الشفاء بنت عبدالله الابتدائية للبنات أشواق الدوسري، أن من إيجابيات دوام الأسبوع الأول شغف ورغبة المتعلمات في الحضور للمدرسة والرغبة في التعليم وكذلك حماس المعلمات في الالتقاء بالطالبات عن قرب وتقديم العلم والمهارات بالطريقة الصحيحة، موضحة أننا لم نعاني هذا العام من بكاء المتعلمات أو عدم رغبتهن في الحضور للمدرسة كما أنه لوحظ على الالتزام والانتظام وتطبيق الإجراءات الاحترازية كاملة من قبل الجميع حتى المتعلمات الصغيرات.

وأشارت الدوسري إلى التعاون الملحوظ بين وزارتي الصحة والتربية وتخصيص خط ساخن للتبليغ عن الإصابات والإجراءات اللازم اتباعها، منوهة إلى أن الجميع مجتهد ويعمل على تطبيق الإجراءات الاحترازية لعودة آمنة ومستمرة دون انقطاع.

وفيما يتعلق بسلبيات الأسبوع الأول، بينت الدوسري انه رغم المتابعة قبل بدء الدوام بشهر كامل غير انه لازال هناك مشاكل بأعمال الصيانة كما أن تقسيم المتعلمات إلى فئة (أ) و(ب) وإصدار تعليمات بجمع الأشقاء بنفس الفئة تسبب في إقبال كبير على فئة دون أخرى، مشيرة أيضا إلى عدم تعاون أولياء الأمور مع حارس الأمن في عملية قياس الحرارة وإبراز «هويتي» أو «مناعتي».

وأضافت أن هناك كثافة طلابية هائلة منا يستوجب عدم ضم الفئتين مستقبلا، لاسيما أن الفصول صغيرة والكثافة عالية، متمنية أن يكون عاما دراسيا ناجحا لأبنائنا الطلبة وهيئاتنا التعليمية.

الحركة وتنظيم الوقت

بدورها، أوضحت الموجهة الفنية للخدمة الاجتماعية بمنطقة مبارك الكبير التعليمية موزة الجناع، انه بالعودة إلى الحياة الطبيعية ومقاعد الدراسة التدريجية، انقسم الطلاب والطالبات إلى مجموعتين (أ، ب) وهذا التقسيم على الرغم من انه مبدئي إلا أنه نجح نجاحا باهرا، مشيرة إلى أنه خفف الضغط على الهيئة التدريسية والإدارية ومنح الطالب فرصه لإثبات وجوده وإظهار مواهبه (لقلة عدد الطلبة) وخفف من الزحام صباحا، فعلينا نحن كمربين أن نبين للطلبة والطالبات أن الذين يقولون عند المصائب الكبرى: انتهى كل شيء ولا معنى للحياة بعد اليوم، لكننا نجد بعد مدة أن كل شيء قد عاد إلى طبيعته، وانخرط أولئك القانطون في دورة الحياة من جديد، وهكذا نحن جميعا، وقد قالوا: إذا أردت أن تعرف المستقبل فانظر إلى الماضي، والماضي يقول لنا: رغبة الناس في الحياة قوية جدا وقدرتهم على مواجهة الصعاب هائلة، وهذا ما أظهره الطلبة في الميدان بعد انتظامهم في فصولهم.

وأضافت الجناع أن السبب الرئيسي للنجاح في هذه الحياة يكمن في الجهد الذي نبذله، والله تعالى وبلطفه وكرمه لا يحرم أحدا من ثمرات جهده، لافتة بالقول: يمكن أن نذكر للطالب بعض الأمثلة لأشخاص ناجحين في دراستهم وأعمالهم نتيجة الاهتمام والجهد المتميز الذي يبذلونه، ونذكر الطالب أيضا أن النجاح مرتبط بالعمل والحركة وتنظيم الوقت والتعلم الجيد أكثر من ارتباطه بالذكاء والتفوق الذهني.

منح سنة إضافية لمن استنفد «سنتي رسوب» في تعليم الكبار

عبدالعزيز الفضلي

منحت وزارة التربية فرصة سنة إضافية لمن استنفد «عامي رسوب» للدارسين في تعليم الكبار ومحو الأمية للعام الدراسي الحالي.

جاء ذلك في نشرة عممها وكيل التعليم العام أسامة السلطان وتلقت «الأنباء» نسخة منها، يرجى الإيعاز لرؤساء أقسام تعليم الكبار ومحو الأمية بقبول الدارسين الذين استنفدوا سنوات الرسوب المسموح بها (سنتين) وإعطائهم فرصة ثالثة للإعادة وذلك للعام الدراسي الحالي 2021-2022.

مدارس تطلب تفعيل «تيمز»

عبدالعزيز الفضلي

طلبت بعض الإدارات المدرسية من أولياء الأمور تفعيل برنامج تيمز تحسبا لأي طارئ. وكشفت مصادر مطلعة لـ «الأنباء» أن تعليمات وتوصيات هذه المدارس تأتي بعد توجه وزارة التربية بالعودة للتعليم عن بعد «أونلاين» في حال إصابة أحد الطلبة وإغلاق الفصل لمدة 10 أيام، مشيرة إلى أن هذه الخطوة موفقة من قبل الإدارات المدرسية حتى يكون أولياء الأمور على اطلاع وعلم في كل ما هو جديد بالنسبة للخطة الدراسية.

مطيع العجمي مستشاراً لوزير التربية

عبدالعزيز الفضلي

وافق مجلس الخدمة المدنية على طلب وزير التربية د.علي المضف بالاستعانة بخبرات رئيس مجلس إدارة جمعية المعلمين السابق مطيع العجمي وتعيينه مستشارا للوزير المضف.

وكشفت مصادر مطلعة لـ «الأنباء» أنه من المتوقع أن يباشر العجمي عمله الجديد خلال الأسبوع الجاري، لافتة إلى انه يعد مكسبا لكادر العمل في الوزارة، وهو من أهل الميدان ولديه خبرة طويلة ودراية بالعملية التعليمية.

المصدر: شبكة الأنباء

Exit mobile version