في الدورة الأخيرة لأقدم مهرجان سينمائي دولي في الشرق الأوسط، لم تتأخر العروض عن مواعيدها، وبدا لافتاً التخلص من المشاكل التقنية التي كانت تفسد متعة مشاهدة الأفلام في دورات سابقة، فضلاً عن اختيار قاعات عرض تناسب الإقبال المتوقع على غالبية الأعمال، وإتاحة فرصة حجز التذاكر قبل الموعد بيوم، فضلاً عن بيع التذاكر إلكترونيا مع انطلاق المهرجان.,ولم يشهد جدول المهرجان تعديلات تُذكر في مواعيد العروض المختلفة أو أماكنها، فيما وفَّر للمرة الأولى سيارات للفنانين لإيصالهم إلى قاعات الأفلام التي يرغبون في متابعتها، ذلك بناء على طلباتهم المسبقة. ,كذلك أضفى احتفاظ المهرجان بالسجادة الحمراء من المدخل الرئيس للأوبرا حتى المسرح الكبير لمسة جمالية على الحدث، رغم أن الأمطار تسببت أحياناً في تأجيل بعض الفعاليات.,وحرص فنانون كثيرون على مشاهدة عدد من الأفلام والمشاركة في الفعاليات، في مقدمهم لبلبة التي زارت المهرجان يومياً، وليلى علوي، وحسين فهمي، وبسمة، ومحمود حميدة الذي شارك فيلمه «ورد مسموم» بالمسابقة العربية.,وقالت ليلى علوي لـ«الجريدة» إن المهرجان استعاد شبابه وقدَّم دورة مميزة على المستويات كافة، بأفلام هائلة وتنظيم جيد، مؤكدة أنها حرصت على الحضور ومشاهدة الأفلام المختلفة.,وأضافت أن رئيس المهرجان نجح في تجاوز العقبات، لافتة إلى أنها تشعر بالتفاؤل من الدورة الأربعين التي خرجت بشكل لائق ويناسب مكانة المهرجان سينمائياً.,وتطرقت لبلبة إلى تعدد الفعاليات والعروض، مشيرة إلى أن الأفلام كافة التي شاهدتها جيدة فنياً، وتشكل فرصة جيدة للمهتمين بالسينما ليشاهدوا إنتاجات السينما العالمية ويناقشوا صانعيها.,أما يسرا فركزت في حديثها إلى «الجريدة» على جودة الأفلام المصرية المشاركة، خصوصاً «ليل خارجي» الذي وصفته بالفيلم العبقري، مؤكدة أن المهرجان مرّ بلا أزمات أو مشاكل تقريباً، وهو أمر يُحسب لإدارته.,وأشارت يسرا إلى أن المهرجان يشكِّل فرصة للشباب من أجل الاحتكاك بصانعي السينما العالمية، مؤكدة أنه قدَّم دورة استثنائية تناسب مكانته في المنطقة.,وحرصت رئيسة المهرجان السابقة د. ماجدة واصف على حضور عدد من الفعاليات، من بينها أفلام عالمية تعرض للمرة الأولى، كذلك بعض الأفلام المصرية، فيما اعتذرت عن الحديث حول المهرجان مكتفية بالتمني بالتوفيق للرئيس محمد حفظي.,وللمرة الأولى منذ سنوات لم تقتصر الفعاليات على ندوات لبعض المكرمين، بل امتدت إلى حلقات نقاشية حول موضوعات سينمائية عدة، في مقدمها تأثّر صناعة السينما في السعودية بالسينما العربية والسينما الأميركية، بالإضافة إلى ندوة أخرى عن المهرجانات السينمائية حضرها رئيس مهرجان مالمو للسينما العربية ومدير مهرجان البندقية.,وتعرّض برنامج «سينما الغد» الذي يضمّ مجموعة من الأفلام القصيرة للظلم بسبب مواعيد عروض الأفلام الأولى التي تزامنت مع أفلام المسابقة الدولية، فيما جذبت عروض منتصف الليل التي أقيمت بسينما الزمالك الكثير من الجمهور، وشهدت العروض في دور سينما القاهرة الجديدة وأكتوبر حضوراً جماهيرياً جيداً في التجربة التي تكرر للعام الثاني على التوالي.,
,واجه «القاهرة السينمائي» في دورته الأربعين مشكلتين، الأولى ارتبطت بتذاكر عروض الأفلام المصرية التي حُجزت أعداد كبيرة منها لمصلحة بعض الشخصيات في المهرجان، ما تسبب في أزمة في أعمال عدة منها «ليل خارجي» في المسابقة الدولية، و«ورد مسموم» في المسابقة العربية.,وشهد شباك التذاكر مشاحنات بين بعض الحضور والقيمين على الحجز، خصوصاً مع وجود نظامين للحجز في مختلف الأفلام، إذ يتمكن المشرفون على شباك التذاكر من حجز تذاكر بحساباتهم الشخصية على النظام.,وارتبطت المشكلة الثانية بالكافيتيريا الخاصة بمسرح الهناجر بسبب فرض رسوم باهظة على الجلوس فضلاً عن معاملة القيمين عليها غير اللائقة لصانعي السينما، ما دفع وزيرة الثقافة الدكتورة ايناس عبدالدايم للتدخل وإنهاء الأزمة، لا سيما بعدما وصلتها شكاوى مباشرة من الصانعين.
المصدر: جريدة الجريدة الكويتية