دخل اسمها التاريخ، بعد أن أصبحت أول لاعبة عربية تدخل قائمة العشر الأوائل في تصنيف المحترفات في رياضة كرة المضرب وتحقق ألقابا فيه.
إلا أن الشابة التونسية، أنس جابر، تأمل أن تصبح مصدر إلهام للنساء العربيات في هذه الرياضة.
فقد تأهلت اللاعبة الأكثر فوزا في العالم عام 2021 (والبالغة 27 سنة)، إلى ربع نهائي دورة إنديان ويلز الأميركية، لتضيف إنجازا آخر إلى سجلاتها القياسية العربية، بعدما كانت أول لاعبة عربية تبلغ ربع نهائي إحدى البطولات الأربع الكبرى في بطولة أستراليا المفتوحة 2020 وفي بطولة ويمبلدون 2021.
وأمس الخميس أعلن اتحاد اللاعبات المحترفات للتنس أن جابر أصبحت أول لاعبة عربية تتقدم بين أول عشر مصنفات على العالم، بعد بلوغها الدور قبل النهائي ببطولة إنديان ويلز بفوزها على الإستونية أنيت كونتافيت.
وكانت الشابة العشرينية عززت إنجازاتها، عندما فازت في يونيو الماضي، بدورة برمنغهام الإنجليزية، كما ضمنت التأهل إلى بطولة الماسترز الختامية المقررة في مدينة غوادالاخارا المكسيكية من 10 إلى 17 نوفمبر المقبل.
حلم يتحقق
وعلقت جابر على تألقها اللافت في الأعوام الأخيرة قائلة “عندما بدأت لعب كرة المضرب، كنت أرغب في الفوز ببطولة فرنسا المفتوحة لسبب ما، لقد فزت بها في فئة الشابات، ثم أخبرت أمي أنني أريد أن أكون الرقم 1 عالميا، كنت أؤمن بذلك حقا، لكن تحقيق الانتصارات في رابطة اللاعبات المحترفات هو حلم يتحقق”.
إلى ذلك، لم تخفِ اللاعبة رغبتها في أن تشكل مصدر إلهام للنساء العربيات ليمارسن رياضة كرة المضرب ويحترفنها، من أجل أن ترتفع أعدادهن ضمن دورات رابطة المحترفات ويصبحن قوة ضاربة مثل الأميركيات والأوروبيات.
“لا شيء مستحيل”
وعن هذا التقدمّ اللافت في مسيرتها، قالت “أن أكون اللاعبة العربية الوحيدة في هذا المركز المتقدم ضمن دورات رابطة المحترفات ليس بالأمر السهل”. وتابعت “ربما هناك من يشاهدني الآن ويريد أن يكون مكاني، كل ما أريد قوله هو أنني إذا وصلت، فهذا يعني ألا شيء مستحيل، أحاول دائمًا أن ألهم الأجيال الأخرى”.
منذ الثالثة من عمرها
يشار إلى أن قصة أنس المولودة في قصر هلال في ولاية المنستير، عام 1994، مع كرة التنس، بدأت منذ أن كان عمرها 3 سنوات، عندما كانت والدتها تلعب هذه الرياضة كهاوية، ثم نقلتها إلى صغيرتها.
لتتدرب بعدها تحت قيادة المدرب نبيل مليكة لمدة 10 سنوات من سن الرابعة إلى الثالثة عشرة.
لا ملاعب تنس
لكن عندما كانت في العاشرة، لم يكن في ناديها ملاعب تنس، فكانت تتدرب فقط في ملاعب الفنادق القريبة.
إلا أنها ببلوغها الثانية عشرة، انتقلت جابر إلى العاصمة تونس للتدرب في المعهد الرياضي بالمنزه، وهي مدرسة رياضية وطنية للرياضيين الصاعدين في البلاد، كما تدربت لاحقا في بلجيكا وفرنسا بدءا من سن 16 عاما.
بدأت اللعب في رابطة التنس للشباب في أغسطس 2007، وفازت في هذا الصنف بـ11 لقبا فرديا وبلقب زوجي واحد، ثم وصلت إلى نهائيات الفردي مرتين للناشئات في دورة رولان غاروس الفرنسية عامي2010 و2011، وفازت باللقب في النهائي الثاني.
وعام 2017، دخلت جابر إلى رابطة المحترفات، وأصبحت منافسة شرسة لكبرى اللاعبات في رياضة التنس
باعت مضربها لمساعدة تونس
حتى إنها أزاحت لاعبات سبق لهنّ التتويج بألقاب كبرى، على غرار الأميركية فينوس ويليامز المتوجة في ويمبلدون 5 مرات.
كما حصلت على لقب أفضل سيدة رياضية عربية لعام 2019، وأصبحت أكثر اللاعبات التي يتابعها التونسيون في الفترة الأخيرة، بعد نتائجها اللافتة، وكذلك بعدما بادرت ببيع مضربها لمساعدة بلدها في مواجهة وباء كورونا شهر يوليو الماضي.
المصدر: العربية.نت