رياضة محلية

«مبارك وربعه… يستاهلون الأفضل»

هادي العنزي

مبارك الفنيني.. أحد لاعبي منتخبنا الوطني لكرة القدم، إذ قدم «الكرة» على دراسته الأكاديمية في الجامعة، لأجل «الأزرق» وجماهيره، ولأجل آمال كبار تحلق عاليا في خيال شاب طموح، تسعى جاهدة لإيجاد مساحة صغيرة من «أرض الواقع» لتنسج منها قصة قصيرة تشبه في جمالها تلك التي كتبها منذ عقود طويلة جاسم، وفتحي، والدخيل، والحوطي.

مبارك.. مجتهد في حياته بشقيها الرياضي والشخصي، في الملعب تجده منضبطا تكتيكيا، وإجمالا هو من النوع المفضل للمدربين، من طينة أولئك الكبار المقاتلين بصمت، لا تجدهم أمامك وأنت في ذروة حماستك أثناء مشاهدتك للمباراة، وإن كنت ممن يأخذون المباريات بملامحها العامة (أهدافا وإنذارات) فربما لن تلحظه مطلقا، لكنه سيقف شاخصا أمامك في كل مرة وأنت تنظر عن كثب لكيفية بناء هجمة للأزرق، أو الطريقة التي يكون فيها «رأس الرمح» أمام خط الدفاع.

مبارك.. تلقى العديد من «الطعنات الكروية» في العامين الماضيين، فخرج منكسرا من التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال قطر في مرحلة مبكرة، أتبعها بخروج محبط وحزين في المواجهة الحاسمة مع الشقيق البحريني للتأهل إلى كأس العرب وخسرها الأزرق (2-0)، لكنه يعي جيدا أن من لا يخسر لا ينتصر، ومن لا يستطيع الوقوف بعد السقوط لن تقوم له قائمة، ودأب المخلصين التعلم والمحاولة.

مبارك.. تعلم الدرس تلو الآخر، لكن الدروس يبدو أنها «زادت عن حدها» في الفترة الأخيرة، حتى أصبحت تعطى بالمجان، لا بل نتكبد عناء السفر، وطول المسير للحصول عليها. سباعية التشيك قرعت جرس الإنذار لمن يسمع، وعليه أخذ التدابير لمنع التكرار، فكثرة الهزائم تولد روحا انهزامية، تنهك القلوب، تثبط العزيمة الفتية، وتطبع بصمة شديدة السواد على النفس الشابة الطامحة للتألق وكتابة تاريخ كروي جديد، فتتركها انهزامية محطمة، وغير مبالية.

مبارك الفنيني وإخوانه شباب الأزرق، لا يستحقون عدم توافر ملاعب كافية لتدريباتهم في الأندية، وأرضيات متهالكة، كما لا يستحقون عدم انتظام المسابقات المحلية، ولا يستحقون أن تنطلق البطولة المحلية الأطول والأهم في الموسم (الدوري) قبل العام الجديد بـ 40 يوما، ولا يستحقون أن يكون الجهاز الفني متنقلا بين «الأولمبي والأول» دون خطة بناء معتمد، ونهج تكتيكي واضح المعالم.

مبارك الفنيني، وبندر السلامة، وعيد الرشيدي، وشبيب الخالدي وبقية شباب الأزرق، يستحقون الأفضل، فهم بارقة الأمل، وحديثنا المفضل في أمسياتنا و«دواويننا» وطلعاتنا البحرية والبرية.. مبارك «ما يستاهل» أن يعامل بهذه الطريقة في زمن الاحتراف بل يستحق ما هو أفضل!

المصدر: شبكة الأنباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى