دائما تجدها طفلة مهما زادت عليها سنوات العمر، فمازالت تحمل نيللي بداخلها طفولة غير عادية تظهر دوما في كل تصرفاتها بالرغم من أنها قدمت العديد من الأعمال التي أظهرت أنوثتها وجمالها، ولكن يظل جمالها الداخلي في كونها عفوية وخفيفة تحاول دوما أن تكون مثل الأعمال التي قدمتها خاصة في الفوازير.
ولم يكن تكريمها هذا العام في مهرجان القاهرة سوى مهرجان شكر لها عما قدمته طوال سنوات عمرها الطويلة، حيث قالت وهي تتسلم جائزة الهرم الذهبي التقديرية لإنجاز العمر “تقديرا لمسيرتها الفنية الحافلة بالعديد من الأعمال المهمة “أشعر بسعادة كبيرة وأنا أكرم من مهرجان القاهرة السينمائي، وفي الوقت نفسه تكريمي من بلدي مصر “ضنايا اللي علمتني معني “الضني” ما أنا خفت عليها علشان مخلفتش ـ نفسي كل إنسان بيسمعني دلوقتي أو يقرأ كلماتي يشعر بمدى السعادة التي أشعر بها لأنه سيكون طاير في السما من السعادة” .
شرحت نيللي في العديد من التصريحات سبب غيابها عن الساحة، وعن الأعمال التي تقدم لها، وعلاقتها بالنجوم وغيرها من الأمور التي ربطتها بعدد من أصدقاء عمرها.
وعن تكريمها الأخير في مهرجان القاهرة وكيف وجدته وشعورها به قالت “سعيدة ومبسوطة جدا بهذا التكريم، وفرحت بشدة عندما تواصل معي محمد حفظي رئيس المهرجان ليخبرني بتكريمي في تلك الدورة من المهرجان، وبجد شعرت بالشرف أني اتكرم من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، خاصة أن أنه لا يوجد تواصل مستمر لي مع زميلاتي من الوسط الفني، ولكنني عندما رأيت يسرا وإلهام شاهين في حفل افتتاح المهرجان طرت فرحا بسبب ذلك”.
ظهورها أثار العديد من التساؤلات حول ما إذا كانت اعتزلت الفن وقررت الابتعاد عن الأضواء فأجابت قائلة “لماذا أعتزل ما أحبه، فأنا لم أفكر يوما في الاعتزال ولا أعلم من أطلق تلك الأخبار غير الصحيحة، فالفن يجري في دمي وعروقي منذ أن كنت طفلة عمري 3 سنوات، ومازلت أتلقى عروضا فنية ولكنها لا تناسبني فأعتذر عنها، خاصة أن الجمهور اعتاد مني على مستوى معين من الأعمال، فلا يمكن أن أقدم مستوى أقل منها، ولكن هذا لا يعني أنه لا يوجد عمل معين بعينه أنتظره أو شخصية معينة أنتظر تجسيدها، فالعمل الذي لا يمكنني رفضه هو العمل المكتوب بطريقة جيدة وليس الدور فقط”.
نيللي
السؤال الذي يوجّه لي 3 مرات قبل الأكل
وحول موعد عودتها للشاشة سواء تلفزيونيا أو سينمائيا قالت بخفة ظلها المعهودة “هذا هو السؤال الذي يوجّه لي 3 مرات قبل الأكل و4 مرات بعد الأكل، لا أعرف متى ولكني في انتظار العمل الذي يناسبني، فمثلا في الفترة الماضية كان من المفترض أن أقدم إعلانا لصالح إحدى الشركات في الوقت نفسه الذي عرض فيه إعلان شيريهان الذي ظهرت به في رمضان الماضي، لكن المشروع لم يكتمل، فتقديم الفنان للإعلانات لا يقلل من قيمته وتاريخه، خاصة إذا قدم بشكل فني ومدروس”.
وعما أثير عن كتابتها مذكراتها خلال تلك الفترة التي اختفت فيها عن الساحة وعن العيون قالت “لن أكتب مذكراتي وإنما أكتب فقط خواطر لشخصيات وأحداث، وما يخطر ببالها، دون تسلسل زمني، كل خاطر مستقل بذاته له بدايته ونهايته، فالخواطر سيغلب عليها طابع الضحك والفكاهة البسيطة، وأرفض أن يقرأ أي شخص خواطري فهي أمر شخصي وخاص، فحياتي ليس بها شيء يصلح تقديمه في أي عمل فني سواء فيلم أو مسلسل، والأمر نفسه بالنسبة للمذاكرات، ولكن الدراما تحتاج لمواقف، فحياتي عادية طبيعية ليس بها شيء” .
وعن الصدفة التي جمعتها بالعمل مع موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب قالت “بالفعل عملت معه في مسلسل إذاعي اسمه “شيء من العذاب” الذي قدمته قبل أن أقدم أي عمل سينمائي، فهذا العمل يعتبر من أصعب الأعمال التي قدمتها، لأنه قائم على الصوت، وأتذكر وقتها كنت أصور فيلمي الأول “المراهقة الصغيرة” الذي قدمته بعد أن أصبحت شابة ورشحتني للأستاذ عبدالوهاب النجمة ليلى فوزي، وكان ذكاء من المخرج محمد علوان أن يذيع تتر المسلسل دون أن يقول من البطلة التي تقف أمام عبدالوهاب وظل الجمهور يسأل أربعة أيام من الصوت الذي يقف أمام موسيقار الأجيال”.
وباعتبار الفوازير التي قدمتها كانت كلمة السر للسعادة لأجيال كاملة فقالت “السبب في ذلك المخرج فهمي عبدالحميد من أكثر المخرجين الذين تشعر معه بكيميا فنية، ففي تجربة الفوازير كان رحمة الله عليه سابقا لعصره، وقدمت معه أعمالا عظيمة حققت نجاحا كبيرا، وأتذكر أنه عندما عرض علي تقديم الفوازير، استنكرت وقلت “فوازير ايه” ما الذي سيجعلني أترك نجاحي في السينما والأدوار التي أقدمها، ولكن بعدما فكرت قليلا مع نفسي وجدت أن الفوازير بها استعراضات فتمسكت بها، لأن الاستعراض بالنسبة لي حياة، فأنا أحب الاستعراض للغاية”.
مدرسة لتعليم الاستعراض
وحول ما إذا فكرت في إقامة مدرسة لتعليم الاستعراض وما هي النصيحة التي تقدمها لمن يريدون العمل في هذا المجال أكدت “على الرغم من حبي الكبير للاستعراض لم أفكر يوما من الأيام في إنشاء مدرسة للاستعراض، ولكن نصيحتي للشباب الذين يحبون الاستعراض ألا يتوقفوا عن التمرين والتدريب يوميا مهما كان، فمنذ أن كان عمري 3 سنوات وأنا أتدرب باليه وموسيقى ورقص، فأي شخص يريد فعل أي شيء لا بد أن يمرن نفسه، وعلى من يريد أن يتعلم الفن الاستعراضي أن يتمرن، ويحصل على دروس باليه كلاسيك، وليس مجرد أن يقوم بالخطوة التي يراها فقط، فلقد درست باليه كلاسيك، وأعرف خطواته باليد والقدمين جيداً، وهذه قصة حياتي.
وحول علاقتها بأختها الكبيرة فيروز قالت “في الحقيقة أعتبر أختي فيروز مثلي الأعلى في الفن وهي أيقونة فنية لها خصوصيتها ولن تتكرر، ولم يخطر ببالي قط أن أسألها لماذا لم تكمل طريقها في الفن؟ ففيروز كانت طفلة مولودة بالموهبة، وكانت مختلفة”.
المصدر: العربية.نت