التربية والتعليم

«الأنباء» تنشر تقرير جودة التعليم بجامعة الكويت: تأسيس بيئة محفزة للعلوم والتكنولوجيا ومواكبة الاقتصاد التنافسي وإعادة هيكلة الإنفاق

  • تخصيص نسبة من الناتج المحلي للدولة في أغراض البحث العلمي والتطوير داخل الجامعة
  • إعادة النظر في «النظام الموحد» للثانوية وما أفرزه من زيادة أعداد الخريجين وانخفاض مستواهم
  • توجه الجودة يهدف لتأهيل خريج منافس ذي خلفية تخصصية ومعرفية من خلال 6 أهداف فرعية
  • تحفيز أعضاء هيئة التدريس لزيادة الإنتاج البحثي وتطوير اللوائح وتخفيف العبء التدريسي

ثامر السليم

أوصى مجلس جامعة الكويت بضرورة رفع جودة التعليم بشكل يتوافق مع احتياجات الاقتصاد التنافسي وإعادة هيكلة ميزانيات الإنفاق التعليمي الذي يوجه لدفع الأجور والرواتب على حساب خفض الإنفاق نحو التسهيلات التعليمية.

جاء ذلك ضمن تقرير جودة التعليم الذي اقره مجلس الجامعة في اجتماعه الأخير وتنشره «الأنباء»، وتم تعمميه على نواب مدير الجامعة وعمداء الكليات، حيث شدد على ضرورة تأسيس بيئة محفزة للعلوم والتكنولوجيا وما تستلزمه من موارد كافية لتفعيل البحث والتطوير عن طريق تخصيص نسبة من الناتج المحلي لأغراض البحث والتطوير، وتطوير صحائف التخرج والمناهج التعليمية لضمان تعزيز الجانب المهاري للطالب بما يتوافق مع متطلبات جهات العمل، والتأكيد على إعادة النظر في مدى جودة وفاعلية «النظام الموحد بالمرحلة الثانوية» وذلك لما أنتجه خلال السنوات الأخيرة من تزايد في أعداد الخريجين وارتفاع ملحوظ في نسب النجاح، مع تدني التحصيل العلمي وتضخم درجات خريجي الثانوية بدرجة لا تعكس المستوى العلمي لهم، ووجوب المشاركة بين مؤسسات التعليم لطرح مشاريع مشتركة للأولويات المطروحة مثل أزمة قبول الطلبة خريجي الثانوية، الاعتماد الأكاديمي للبرامج، تطوير المناهج، ودراسات سوق العمل.

4 توجهات رئيسية

ولفت التقرير إلى ان استراتيجية جامعة الكويت 2018-2022 تأتي في خضم التحديات والمتطلبات الراهنة لتحقيق التنمية المنشودة في المجالات المعرفية والاقتصادية والاجتماعية واهتمامها بالجودة والابتكار والتنمية المستدامة وتبني الأفكار الداعمة لرؤية 2035، واشتملت على 4 توجهات رئيسية لكل منها غايات استراتيجية، وهي الجودة والابتكار والاستدامة والتواجد المتميز.

وذكر ان غايات الجودة تتضمن خريج منافس ذي خلفية معرفية ومهارات قيادية وأبحاث ذات جودة عالية بالإضافة الى خدمات تدريبية واستشارية من خلال منظومة إدارية ومالية داعمة للتطوير، وغايات الابتكار هي بيئة محفزة للإبداع ومؤسسة منتجة لمشاريع ابتكارية، كما ان غايات الاستدامة تكمن في بيئة صحية مستدامة ونظام مؤسسي مستدام، والتواجد المتميز يتضمن هوية اكاديمية عريقة ومشاركة فعالة.

وبين التقرير ان الجودة تعتبر أولوية، إذ تسعى الجامعة لتعزيز ثقافتها وتطبيق معاييرها في جميع الممارسات الأكاديمية والبحثية والإدارية والبحث العلمي بشكل يقابل احتياجات المجتمع ومتطلبات سوق العمل ويحتوي هذا التوجه على 4 أهداف رئيسية تسعى الجامعة للتميز بها، وهي الجودة في مخرجات التعليم بجميع مراحله، ومخرجات البحث العلمي والتميز في النشر في أفضل المجلات العالمية، واعتماد معايير الجودة في الخدمات التدريبية والاستشارية، بالإضافة إلى ضمان جودة المنظومة الإدارية والمالية والتقنية، لافتا الى ان استراتيجية الجامعة أظهرت ضرورة تعزيز الجودة في المنظومة التعليمية والتي تنقسم إلى معايير جودة التعليم ورفع مستوى التحصيل ومعايير جودة الهيئة التدريسية وجودة البرامج الأكاديمية وجودة البيئة التعليمية ومعايير جودة البحث العلمي والدورات والاستشارات المقدمة لخدمة المجتمع وكذلك معايير جودة الخدمات والأنظمة الإدارية والمالية والتقنية.

توجه الجودة

وذكر ان توجه الجودة يهدف لتأهيل خريج منافس ذي خلفية تخصصية ومعرفية من خلال 6 اهداف وهي تحسين جودة المدخلات من الطلبة إلى جامعة الكويت ورفع مستوى التحصيل التعليمي والمهني للطالب والارتقاء بمستوى الهيئة الأكاديمية وتطوير البرامج العلمية واستحداث برامج طبقا للمعايير العالمية بما يساهم في تطوير سوق العمل وبيئة ثرية بالأنشطة الثقافية والفنية والرياضية توسع أفق المهارات وتعزز القيم لدى الطالب بالإضافة الي خلق بيئة أكاديمية متوازنة، وهذه الأهداف ستتم من خلال مبادرات منها دراسة سياسة القبول لجذب المتميزين من طلبة المرحلة الثانوية ومراجعة معايير اختبار القدرات الأكاديمية حسب التخصصات، وكذلك تحديد المعايير الأكاديمية والمهنية لمتابعة التحصيل العلمي للطالب وتطوير بيئة التعليم بأحدث التطبيقات العالمية ودعمها بالتقنيات الحديثة والتعليم الإلكتروني بالإضافة لتفعيل إلزامية برامج التدريب الميداني لجميع التخصصات والدوام الكامل بالدراسات العليا.

وأضاف التقرير: من ضمن تلك المبادرات استقطاب أعضاء هيئة التدريس والهيئة الأكاديمية المساندة ذوي الكفاءة العالية وتفعيل دور مركز التدريس المتميز، ورفع نسبة أعضاء هيئة التدريس المشاركين في تدريس مقررات الدراسات العليا، وزيادة البرامج الحاصلة على الاعتماد الأكاديمي وتطبيق المعايير العالمية للجودة، وتفعيل دور مكتب الخريجين في الكليات للتواصل مع الخريجين للاستفادة من آرائهم وإشراكهم في التطور الأكاديمي، وتشجيع الطلبة للمشاركة بالأنشطة الطلابية، وتطوير المرافق الخاصة لتلقي رضا الطالب المشارك مع ضرورة الالتزام بأعداد القبول للكليات حسب الطاقة الاستيعابية وما يناسب متطلبات سوق العمل، والاستغلال الأمثل للقاعات والمقاعد الدراسية.

الأبحاث والنشر

وتابع: أما الغاية الثانية للجودة فتكمن في أبحاث ذات جودة عالية والنشر ضمن أفضل المجلات العالمية المحكمة المؤثرة محليا ودوليا، والتركيز على أولويات البحث العلمي محليا وعالميا، مشيرا الى ان هذه الأهداف ستتم من خلال مبادرات منها تحفيز أعضاء هيئة التدريس لزيادة نسبة الإنتاج البحثي في جميع المجالات من خلال تطوير اللوائح، وإعادة النظر في العبء التدريسي، وتقديم الجوائز البحثية، وتوفير الدعم المادي وتحفيز طلبة الدراسات العليا او البكالوريوس للمساهمة في منظومة الإنتاج البحثي للجامعة وتنويع المصادر العلمية وضمان سهولة الوصول للمعلومات وتحقيق النمو في براءات الاختراع.

خدمات تدريبية واستشارية

وأشار الى ان الغاية الثالثة للجودة تكمن في خدمات تدريبية واستشارية عالية الجودة تساهم في التنمية المعرفية والمهنية لأفراد ومؤسسات المجتمع، ويتم ذلك من خلال مبادرات منها تقديم البرامج التدريبية العامة والتخصصية للأفراد والمؤسسات تحقق التطور ورفع مستوى الأداء بمجال العمل بالإضافة الي التعاون مع الهيئات المهنية المحلية والعالمية لتقديم الشهادات والدبلومات المهنية.

وأوضح ان الغاية الأخيرة للجودة تكمن في منظومة إدارية ومالية وتقنية ذات جودة عالية داعمة لعملية التطوير في الجامعة، مؤكدة انها تكون عبر 3 اهداف هي جهاز إداري ذو خلفية تخصصية ومهنية متميزة، قادر على دعم التطوير بالجامعة، وتحسين جودة النظم الإدارية والمالية والخدمية لتحقيق معايير الجودة العالمية ورضا المستفيدين بالإضافة الي دعم البنية التحتية للأنظمة المعلوماتية.

مبادرات ضرورية لتحقيق الأهداف

أكد التقرير على ان تحقيق الأهداف المرجوة يتم من خلال مبادرات منها توفير بيئة عمل جاذبة لاستقطاب الكفاءات والإبقاء عليها وتطوير منظومة البرنامج التدريبي للموظف للارتقاء بمستواه وتطوير آلية تقييم الموظف لتكون محفزة للإنتاجية والإبداع، وتبني أحدث النظم العالمية لتقييم جودة الإجراءات الإدارية والمالية والخدمات العامة وتلبية حاجة المستفيدين لقاء الخدمات المقدمة ورفع نسبة رضاهم مع تطوير الهيكل التنظيمي للجامعة بما يتوافق مع توجهاتها ورفع كفاءة العمل وإنشاء قاعدة بيانات دقيقة ومتكاملة للجامعة لضمان جودة البيانات وتفعيل آلية متابعة الصرف لتعزيز الشفافية وتطوير الأنظمة الإدارية لاستيعاب المشاريع التطويرية.

أبرز تحديات تطوير جودة المخرجات

كشفت التقرير عن ان التحديات الراهنة التي تواجه جودة مخرجات التعليم العالي والبحث العلمي وأبرز معوق في الوقت الحالي هو الطاقة الاستيعابية للجامعة والتزايد السنوي لأعداد الطلبة المتقدمين للجامعة، مما يؤدي لزيادة نسبة الطلبة مقابل أعضاء هيئة التدريس وعدم الوصول للمعدلات المستهدفة للكفاءة التدريسية، مع تقليص ميزانية الجامعة خلال السنوات الأخيرة ضمن السياسة العامة لخفض المصروفات الحكومية، مما أدى لانخفاض إنتاجية الأبحاث، وبناء على ما شهدته البلاد خلال السنة الماضية من جائحة كورونا، فقد أثر ذلك سلبا على تعطل العديد من المشاريع المهمة وخاصة الجامعية.

المصدر: شبكة الأنباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى