تربويون لـ «الأنباء»: تأثير سلبي لتمديد إجازة منتصف العام ويجب استغلالها لمعالجة الفاقد التعليمي

  • يجب ربط إجازة الفصل الدراسي الأول مع الأعياد الوطنية والجامعة و«التطبيقي» كما في السابق
  • جمعية المعلمين أكدت موقفها الداعم للدراسة الحضورية عبر مشروع التعليم المدمج لضمان الجودة
  • ضرورة مراعاة المستجدات الطارئة التي قد تكون سبباً في إجراء أي تعديل على التقويم الدراسي
  • التعايش مع فيروس كورونا يجب ألا تقابله قرارات خاطئة تتسبب في انهيار النظام التعليمي
  • بعض المناهج أصبحت «سلق بيض» ويجب مراعاة زمن الحصة بما يتوافق مع قدرات المتعلمين
  • يجب إعادة «التقوية الدراسية» في المدارس كما كان معمولاً بها في السابق وتكون بأسعار رمزية

عبدالعزيز الفضلي

دعا عدد من التربويين وزارة التربية الى وضع خطة لتعويض الطلبة بعد تمديد عطلة منتصف العام الدراسي، مشيرين الى انه لن يختلف أحد على التأثير السلبي المباشر لغياب الطلبة الطويل عن مقاعد الدراسة وخاصة على مستوى تحصيلهم العلمي وقدرتهم على مواصلة واستكمال تلقي الحصص الدراسية بالشكل المنشود.

وأكدوا لـ «الأنباء» على أهمية الالتزام بتنفيذ الخطط التعليمية وفقا للتقويم الدراسي المعتمد حتى تكون الصورة واضحة ومستقرة ولا يتعرض واقعنا التعليمي إلى الارتباك، مطالبين المسؤولين في الوزارة بتقييم الفصل الاول بإيجابيته وسلبياته من خلال استشارة أهل الميدان لاسيما ان هناك أمورا لا بد ان تتغير في الفصل الثاني كالخطط والمناهج الدراسية، لافتين الى ان بعض المناهج أصبحت «سلق بيض».

وأشادوا بقرار الوزارة بتمديد العطلة الى شهر مارس مع اهمية استغلال هذه الإجازة استثمارا مفيدا لاولياء الأمور أو الأبناء، مشددين على ضرورة الغاء نظام المجموعات دون تردد او تأخير في حال تحسن الوضع الصحي والعودة الكاملة للدراسة، وفيما يلي التفاصيل:

في البداية، أشاد وزير التربية ووزير التعليم العالي الاسبق د.بدر العيسى بقرار تمديد عطلة نصف العام الدراسي حتى 6 مارس، مشيرا الى ان ذلك يساعد على عبور الطلبة الفترة الصعبة للظروف الصحية الاستثنائية التي نمر بها حفاظا على سلامتهم والتي يجب أن تكون فوق كل اعتبار.

وقال العيسى: تعد العطلة فرصة للطلبة واولياء امورهم للاستعداد الجيد للفصل الثاني وكذلك للوزارة لكي تجهز المدارس خاصة من ناحية نقص العمالة، وبعد الاجازة وتوفير الاجواء المناسبة من الافضل العودة الكاملة للدراسة وإلغاء نظام المجموعتين، مشددا على ايجاد حل لمشكلة الفاقد التعليمي للطلبة خاصة في الصفوف الاولى وعدم الاعتماد على ما تلقوه من دروس «أونلاين» والتي قد يدفع ثمنها جيل كامل في المستقبل، ومن المفترض ان تقوم «التربية» بربط اجازة الفصل الاول مع الاعياد الوطنية والجامعة و«التطبيقي» كما كان في السابق.

ودعا «التربية» إلى تغطية المنهج خلال فترة الاسبوعين التي سوف تضيع على الطلبة، لذا يجب عليها اعداد خطتها لذلك، وأي خطة ستضعها الوزارة فلن تنجح مع «المجموعتين»، مؤكدا على ضرورة إلغاء هذا النظام «الفاشل» والاتجاه الى النظام الاعتيادي.

الخطط التعليمية

بدوره، قال عضو مجلس إدارة جمعية المعلمين ناصر العتيبي انه لن يختلف أحد على أن الفترات الطويلة لغياب الطلبة عن مقاعد الدراسة لها تأثيرها السلبي المباشر على مستوى تحصيلهم العلمي واستكمال تلقي الحصص الدراسية بالشكل المنشود، لافتا الى ان فترة الغياب الطويلة لها تأثيرها السلبي على الخطط التعليمية بشكل عام ومستوى عطاء الإدارات والأسر التعليمية بصفة خاصة، بل ويحملها أعباء إضافية لاستكمال الخطط وإتماما المقررات والمناهج وفقا للتوقيت المعتمد لها وللتقويم الذي أقرته الوزارة قبل بدء العام.

وأكد العتيبي أهمية الالتزام بتنفيذ الخطط التعليمية وفقا للتقويم المعتمد حتى تكون الصورة واضحة ومستقرة ولا يتعرض واقعنا التعليمي إلى الارتباك، ولا بد لنا أن نضع في الاعتبار المستجدات الطارئة التي قد تحدث وتكون سببا مباشرا في إجراء أي تعديل على التقويم الدراسي، وبما يراعي مصلحة الطلبة وأهل الميدان، مشيرا الى انه سبق أن طالبنا في جمعية المعلمين بتمديد إجازة نصف السنة لعدة اعتبارات من أبرزها الانتشار القياسي للوباء، ولاحظ الجميع معدل ارتفاع الإصابات خلال فترة الاختبارات في الوقت الذي أكدت فيه المصادر الطبية أن ذروة الانتشار ستكون خلال فبراير، علاوة على أن قرار مجلس الوزراء بتمديد إجازة الإسراء والمعراج والاعياد الوطنية حتى 6 مارس جعل من الفترة الدراسية لعودة الطلبة للمدارس محدودة جدا في الوقت الذي اتخذت فيه العديد من الجهات الأكاديمية قرارها بتمديد إجازة نصف السنة حتى 6 مارس بما فيها جامعة الكويت.

واعتبر ان القرار يتوافق إلى حد كبير مع الإجراءات الوقائية لمواجهة الوباء، موضحا أن لدى الوزارة خيارات عديدة لإجراء التعديلات اللازمة على خططها بما يتوافق مع مصلحة الطلبة، وتعويضهم عن أيام العطل والفاقد التعليمي، بالتنسيق مع الجمعية بصفتها ممثل أهل الميدان، حيث اكدت موقفها الداعم للتعليم الحضوري عبر مشروع التعليم المدمج لضمان جودة التعليم خلال الفصل الثاني.

التعليم أساس التقدم

من جانبـــه، أوضح رئيس مجلس إدارة جمعية المكتبــــات والمعلومــات د.عبدالعزيز السويط أن تفشي «اوميكرون» يجب ألا تقابله قرارات خاطئة تتسبب في انهيار التعليم مثل طول اجازة منتصف العام، ولابد ان تكون لدى الوزارة خطة واضحة وحلول لاستمرار التعليم وتعويض الفاقد التعليمي ومعالجة تدني المستوى التعليمي للطلبة لأن التعليم هو اساس تقدم الدول.

واضاف السويط أن التعليم عن بعد احد الحلول المتاحة مع تطبيق التعليم التقليدي بنسبة 70% للمواد الاساسية فقط التي لا يمكن تعليمها «اونلاين»، مبينا ان هناك مواد اساسية تتطلب حضور الطالب والمعلم وجها لوجه ليعرف المعلم الفروق الفردية بين المتعلمين وقياس تفاعلهم مع التركيز على جوانب الضعف لدى المتعلمين وتعزيز وصقل مهارات الطلبة المعرفية والادراكية والتي لا يمكن قياسها عن طريق التعليم عن بعد، مطالبا الوزارة بوضع خطة منظمة ومحددة لتعويض الفاقد التعليمي ولتستهدف مهارات ومعارف ومفاهيم محددة بغرض رفع المستوى التحصيلي للطلبة.

الاهتمام بالمناهج

من جهته، أعرب رئيس قسم التربية الاسلامية في المرحلة الثانوية عايض السبيعي عن شكره وتقديره للوزارة لقرار تأجيل الدوام لشهر مارس، مشيرا الى ان طول الإجازة من الطبيعي ان يكون له تأثير على الطلاب ولكن صحة الطلبة هي الأهم، ولابد للمسؤولين في الوزارة تقييم الفصل الاول بإيجابيته وسلبياته من خلال استشارة أهل الميدان ومن كانوا في المدارس لاسيما وان هناك أمورا لابد ان تتغير في الفصل الثاني ومنها المناهج الدراسية والخطط ويجب التخفيف على الطلاب والتركيز على الأهم ثم المهم، وهو ما شهدناه في أخر الأسابيع الدراسية ان بعض المناهج أصبحت «سلق بيض».

وزاد: يجب مراعاة طول زمن الحصة الدراسية حتى لا يؤدي الى قلة تركيز الطلاب، وادخال بعض المواد المساندة كالتربية البدنية او الفنية ولو حصة بالأسبوع، واذا تحسن الوضع الصحي فيجب الرجوع الكامل وإلغاء نظام المجموعات دون تردد.

وبين ان الأمر الاخير الذي يجب طرحه بكل شفافية هو الدروس الخصوصية التي ارهقت البيوت والميزانيات، ولذلك أقترح إعادة «التقوية الدراسية» في المدارس كما كان معمول بها منذ سنوات طويلة، لافتا الى انها تكون بأسعار رمزية وتحت إشراف الإدارة المدرسية وموجهين من المناطق التعليمية مما يساهم في سد بعض النقص بالفاقد التعليمي.

الفاقد التعليمي

في السياق ذاته، اكد معلم علم النفس في المرحلة الثانوية أحمد السهيل ان معظم الطلبة ينتابهم الفرح حال إقرار أي إجازة لأي سبب، وتزيد نسبة غيابهم قبل وبعد الإجازات في الظروف الطبيعية، وكأن الغياب الجماعي أصبح ثقافة مجتمع لدينا ولاحظنا أن التلاميذ بمرحلتي رياض الأطفال والابتدائية لا يدركون مدى خطورة الوضع وانتشار الوباء، وقد اعتادوا على الإجازة بشكل دائم، أما طلبة المتوسطة والثانوية فتختلف ردود أفعالهم حول الإجازة طبقا لشخصية الطالب والمستوى التحصيلي له.

واضاف السهيل: لا ننكر ان الوعي الثقافي للطالب له الأثر الكبير بمدى التأثير النفسي عليه، فكلما زاد الوعي قل الأثر النفسي السلبي أي أن هناك علاقة طردية بين الوعي الثقافي الصحي والأثر الإيجابي، حيث تزيد نسبة الاطمئنان بأن هذه الفترة ستزول وتنتهي في حال التزام الجميع بإجراءات الوقاية، لافتا الى ان هذه الفترة ستترك أثرا نفسيا لدى الطلبة وستكون فترة لها ذكرياتها المختلفة حسب الظروف والأحداث الاجتماعية التي مر بها الطالب، والجو الأسري الذي كان يعيشه، ونسبة الفائدة والتغيير الذي حدث له.

وأكد على ضرورة استغلال الإجازة من أولياء الأمور أو الطلبة فمن جهة أولياء الأمور يجب التركيز على توفير جو أسري آمن، والابتعاد عن المشاكل الأسرية حيث إن هذه الفترة يحتاج فيها الأبناء آبائهم وأمهاتهم أكثر من أي وقت آخر ويجب مساعدة الطلبة في تعزيز القيم التربوية وتعديل بعض السلوكيات السلبية، ووضع خطط عائلية لتنفيذها خلال الإجازة سواء على في الجانب الديني أوالترفيهي أو الثقافي أو التعليمي، وتشجيع الأبناء للانضمام للعمل التطوعي قدر الإمكان إن كانت تتوافر فيهم الشروط وتسمح ظروفهم الأسرية والصحية بذلك، داعيا الطلبة لوضع خطط خاصة بهم للاستفادة من الوقت حتى لا تضيع الإجازة فقط في النوم والترفيه والانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي.

وشدد على تحديد أهداف قصيرة المدى لتنفيذها خلال لإجازة لكي يشعر الطالب بأنه حقق بعض الانجازات البسيطة والتي ستترك الأثر النفسي الكبير في ما بعد انتهاء الإجازة وتنمية جوانب الضعف وتعويض الفاقد التعليمي لدى الطلبة على كافة المستويات فالجميع يعاني من الضعف التراكمي بالإضافة للفاقد التعليمي الذي خسره الكثير من الطلبة أثناء الجائحة.

المصدر: شبكة الأنباء

Exit mobile version