منوعات

دراسة: صور مفبركة تخدع بعض الأشخاص أكثر من الحقيقية

كشفت دراسة جديدة مقلقة أن صور وجوه مزيفة بواسطة الذكاء الاصطناعي تبدو أكثر جدارة بالثقة من وجوه الأشخاص الحقيقيين، وفقا لما نشرته “ديلي ميل” البريطانية، نقلًا عن دورية National Academy of Sciences.

أجرى الباحثون عدة تجارب لمعرفة ما إذا كانت الوجوه المزيفة، التي تم إنشاؤها بواسطة أطر التعلم الآلي، قادرة على خداع البشر. واكتشف الباحثون أن الوجوه التي تم إنشاؤها اصطناعياً ليست مجرد صور واقعية للغاية فحسب، ولكن لا يمكن تمييزها تقريبًا عن الوجوه الحقيقية، بل يتم الحكم عليها بأنها أكثر جدارة بالثقة.

مخاطر مرعبة

بسبب النتائج التي تم التوصل إليها، يدعو الباحثون إلى أهمية التوصل إلى ضمانات لمنع انتشار مزيد من “التزييف العميق” عبر الإنترنت. سبق بالفعل أن تم استخدام تقنية التزييف العميق لما يسمى بـ “الانتقام الإباحي” والاحتيال والدعاية الكاذبة، مما أدى إلى انتشار الأخبار المزيفة والفضائح المفبركة.

قال الباحثان صوفي نايتينغيل في جامعة لانكستر وهاني فريد في جامعة كاليفورنيا ببيركلي: يشير التقييم لمدى واقعية الصور للوجوه المُصنَّعة بالذكاء الاصطناعي إلى أن محركات التوليف قد شهدت طفرة مذهلة وأصبحت قادرة على تكوين وجوه لا يمكن تمييزها، وأكثر جدارة بالثقة، من الوجوه الحقيقية.

علامات مائية قوية

وحذر الباحثان من أنه “ربما يكون الأمر الأكثر ضررًا هو أنه في العالم الرقمي حيث يمكن تزوير أي صورة أو مقطع فيديو، يمكن التشكيك في صحة أي تسجيل غير مقبول أو غير مرغوب فيه”.

لذا، يوصي الباحثان بأن هناك ضرورة لدمج علامات مائية قوية في شبكات تركيب الصور والفيديو، التي من شأنها أن توفر آلية نهائية لتحديد الصور الموثوقة.

شبكة الخصومة التوليدية

استخدم الباحثان وجوهًا مزيفة تم إنشاؤها باستخدام برنامج StyleGAN2، من شركة التكنولوجيا الأميركية Nvidia.

تعمل شبكات GAN، أو ما يسمى بشبكات الخصومة التوليدية، عن طريق وضع خوارزميتين ضد بعضهما البعض، في محاولة لإنشاء نماذج مقنعة للعالم الحقيقي.

3 تجارب

في التجربة الأولى، سجل المشاركون نسبة دقة تقدر بـ 48%، وهو ما يقارب الأداء المحتمل بنسبة 50% في قدرة البرنامج على خداع البشر.

في تجربة ثانية، تم تدريب 219 مشاركًا جديدًا وإعطاؤهم ملاحظات حول كيفية تصنيف الوجوه، لكن لم تزد نسبة الدقة عن 59% على الرغم من التدريب.

لذلك، قرر الباحثان بعد ذلك معرفة ما إذا كانت التصورات حول الجدارة بالثقة يمكن أن تساعد الأشخاص على تحديد الصور الاصطناعية من خلال تجربة ثالثة.

يقول الباحثان: “توفر الوجوه مصدرًا غنيًا للمعلومات، مع الكشف عن أجزاء من الثانية فقط كافية لعمل استنتاجات ضمنية حول السمات الفردية مثل الجدارة بالثقة”.

طلبت التجربة الثالثة من 223 مشاركًا تقييم مصداقية 128 وجهًا أخذت نفس المجموعة المكونة من 800 وجه بمقياس من 1 (غير جدير بالثقة أبدًا) إلى 7 (جدير بالثقة جدًا). وجاء متوسط تصنيف الوجوه الاصطناعية أكثر جدارة بالثقة بنسبة 7.7% من متوسط تصنيف الوجوه الحقيقية “ذات الأهمية الإحصائية”.

تعبيرات الوجه والابتسامات

وأشار الباحثان إلى أنه “من المرجح أن يتم تصنيف الوجه المبتسم على أنه جدير بالثقة، ولكن 65.5% من الوجوه الحقيقية و58.8% من الوجوه المزيفة تبتسم، ومن ثم لا يمكن اعتبار أن الابتسامات أو أي تعبيرات للوجه وحدها مبرر لسبب تصنيف الوجوه الاصطناعية على أنها أكثر جدارة بالثقة”.

المصدر: العربية.نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى