- الياسين: التوسع في عملية التطعيم عزز المناعة المجتمعية ضد الفيروس
- العازمي: لا أنصح بتطعيم الأطفال الأصحاء وأشدد على تحصين ذوي الاختطار
حنان عبدالمعبود
فيما تشهد الكويت والعالم بدء انفراجة بانقشاع جائحة المتحور «أوميكرون» الذي حصد إصابات خلال عدة أشهر فاقت ما حصده فيروس كورونا المستجد «كوفيد 19» منذ بدايته، أكد أطباء متخصصون لـ «الأنباء» أن عدة عوامل أدت الى الوصول الى هذه النتائج، محذرين في الوقت نفسه من ان الفيروس لم ينته، ويجب مراعاة الحرص مع فئات الاختطار.
بدوره، أكد الأستاذ المشارك في مركز العلوم الطبية بجامعة الكويت، الباحث بمعهد دسمان للسكري د.حمد الياسين ان تحور الفيروس ليكون أنشط في جانب العدوى ولكنه يرتبط بأعراض أخف، قد تكون هي بداية تحوله الى مرض موسمي، الا أننا نشدد على ان كورونا لم تنته كمرض ولكن قد تكون في طور التحول من جائحة الى مرض موسمي مثلها مثل الانفلونزا وبالغالب التطعيم سيكون متوافرا بشكل موسمي ويستهدف فئات الاختطار.
وقال الياسين في تصريح لـ «الأنباء»: حاليا نعيش فترة انحسار للعدوى في هذه الموجة «موجة أوميكرون» وعلى الرغم من أن هذه الموجة سجلنا بها أرقاما قياسية بعدد الإصابات بالكويت، وكذلك على مستوى العالم كانت الإصابات بمستويات قياسية مقارنة بالموجات الأخرى، إلا أن نسبة إشغال العناية المركزة ونسبة الوفيات كانت أقل من الموجات السابقة، لافتا الى أن 4 عوامل ساهمت في الوصول الى هذا الأمر، فصلها كالتالي:
أولا: التوسع في عملية التطعيم مما عزز المناعة المتعلقة بالمرض بالمجتمع.
ثانيا: الإصابة والتعافي، حيث الإصابات السابقة والتعافي منها أيضا عزز المناعة خصوصا بوجود تحور نشط من ناحية العدوى ولكن مع ارتباطه مع أعراض أقل شدة، فمن المرجح بأن أعداد الإصابة الحقيقية أعلى بكثير من الأرقام المسجلة ولكن بسبب انخفاض شدة الأعراض فقد لا يلجأ الشخص لعمل المسحة، وبالتالي لا يدخل ضمن الاحصائيات مما قد يرجح بأن النسبة الحقيقية للوفيات المرتبطة بعدوى اوميكرون هي أيضا أقل من المعلن.
ثالثا: التحور الفيروسي، حيث الأوميكرون تحور ونتج عن هذا التحور أنه أصبح أنشط من جانب العدوى ولكن ما يظهر من الأرقام انه يرتبط بالأعراض التي أصبحت أخف نوعا ما، ومع هذا لابد ان نذكر بأن أوميكرون قد يرتبط بأعراض شديدة مع فئات اختطار معينة، ولكن بصورة عامة ارتبط بأعراض أخف ووفيات أقل.
رابعا: الإجراءات الاحترازية التي ساعدت كثيرا، مشددا على أن هذه العوامل الأربعة أدت للوصول الى الوضع الذي وصلنا له حاليا.
من جانبه، أكد رئيس وحدة طوارئ الأطفال في مستشفى العدان د.مرزوق العازمي على ما سبق، مشيرا الى أن النتائج التي وصلنا إليها حاليا بسبب عاملين مهمين، أولهما التطعيم بنسبة عالية، والمناعة الطبيعية والإصابات السابقة وما نتج عنها من مناعة طبيعية، مما ساعد على الوصول الى هذه المرحلة والانفتاح وهذا من واقع الإصابات وأعداد الحالات في المستشفيات، ونحمد الله على انخفاض خطورة الفيروس.
وعن عودة المدارس بشكل كامل، قال العازمي: «أؤيد العودة كاملة وليس بالنظام المتبع حاليا خاصة انه ثبت ان المرض الشديد بسبب الفيروس ومضاعفاته على الأطفال نادر جدا، وهذا من واقع البيانات والاحصائيات العالمية، وبالتالي فإن ما يتعرض له الأطفال من تبعات الغياب عن المدارس والقيود والإغلاق، ستكون له آثار غير جيدة ان لم نتداركها بالعودة للدراسة بصورة كاملة وتعويض ما فات، فالكثير من الأمور رصدناها كنتيجة لهذا الوضع ومنها السمنة وهي عامل مهم للأسف الكثيرون لم ينتبهوا له، وتعد نتيجة للزيادة والإفراط في استخدام الأجهزة الرقمية، لافتا الى إحصائيات أجريت في بريطانيا بهذا الشأن أوضحت حدوث قفزة كبيرة في معدلات السمنة عند الأطفال بسبب قلة الأنشطة البدنية.
وأوضح أن الكثير من الدول بدأت بالعودة للمدارس بشكل كامل، بينما بعض الدول لم تغلق المدارس.
وعن توقعاته من انتشار إصابات مع عودة الدراسة بشكل كامل، بين العازمي هذا أمر وارد، وقال: «ولكن نصيحتي كطبيب أطفال لكل والد ووالدة في الفترة المقبلة أنه حال وجود أعراض لدى الطفل من ارتفاع درجة حرارة أو عوارض نزلات البرد فإنه من المفضل بقاء الطفل في المنزل، حتى لا يزيد من احتمال إصابة زملائه، مبينا أن وجود إصابات بين الأطفال في المدارس أمر وارد ولكنه غير خطير، كما أكد أن إجراء الفحص للأطفال فقط عند يكون عند وجود أعراض.
وشدد على الاهتمام في الفترة المقبلة بذوي الاختطار من كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة؛ لأنهم ممن يجب الحرص على حمايتهم من الإصابة، مشيرا الى أن المجتمع سيشهد انفتاحا مطلوبا، ومؤكدا في الوقت نفسه أن هذا الأمر تحقق بالتطعيم والمناعة الطبيعية.
كما ثمن العازمي قرارات وزارة الصحة التي اتخذتها بعدم الإجبار على تطعيم الأطفال، وترك الحرية للآباء في هذا الأمر، وكذلك إلغاء ضرورة المسحات ممن لا يعاني أعراضا من الأطفال، حيث كان لابد من إجراء مسحة أسبوعية لغير المطعمين لارتياد المدارس، وهو ما ألغي مؤخرا حسب قرارات وزارة الصحة وتوصياتها وهو ما نتفق معهم فيه.
وفيما يختص بتطعيم الأطفال من الشريحة العمرية الصغيرة، قال: «كطبيب أطفال أنصح بتطعيم الأطفال من أصحاب الأمراض المزمنة، وكذلك مع من يرغب من الأهل في تطعيم أبنائهم.
وبشأن تطعيم الأطفال، فإنني لست مع التوصية العامة بتطعيم الأطفال الأصحاء كافة ممن لا يعانون أي مشاكل صحية؛ لأن احتمال المضاعفات من الفيروس نادر جدا، إلا أنني أوصي وأشدد على تطعيم الأطفال من ذوي الاختطار.
وبين العازمي أن تطعيم الأطفال يواجه وجهات نظر مختلفة في هذا الشأن، حيث في بريطانيا والدول الاسكندنافية لم توص بتطعيم الأطفال الأصحاء بشكل عام، بينما العكس تماما بالولايات المتحدة الأميركية، وهي آراء مختلفة، مبينا أنه يتوافق مع وجهة النظر بالدول الأوروبية في قراراتها.
المصدر: شبكة الأنباء