مقالات الكتاب

كيف تستعيد ثقتك عند التحدث أمام الناس

بقلم م. هدى محمد الزيد

مدرب متخصص أ

بعد انحسار جائحة كورونا التي استمرت أكثر من عامين. واتجاه الدول إلى العودة للحياة الطبيعية بشكل تدريجي. واجهه العديد من المحاضرين والمدربين صعوبة العودة إلى مواجهة الجمهور بشكل مباشر فاستخدام تكنولوجيا الشبكة العنكبوتية (الانترنت) وتطبيقاتها المختلفة خلال فترة الجائحة للتواصل العلمي من خلال الاجتماعات الافتراضية والمحاضرات عن بعد أدى إلى تعثر العودة للوضع الطبيعي لبعض المحاضرين فاهتزت ثقتهم بقدراتهم على الوقوف والقاء محاضراتهم أو عروضهم التقديمية فترتعش أياديهم وترتجف أصواتهم، ولكن بقليل من المثابرة والتحضير المسبق يمكنهم استعادة ثقتهم بأنفسهم. فأيها المتحدث ابحث عن اهتمام مشترك بينك وبين مستمعيك وأقم علاقة معهم بأن تحاول استغلال الثواني الأولى وتبتسم. فابتسم وانتظر على الأقل حتى يرد واحد منهم فقط الابتسامة قبل أن تنطق كلمتك الأولى.

إن أي متحدث كفء يستخدم أربع كلمات أساسية لكي يلفت انتباه مستمعيه، سواء كان يتحدث إلى مستمع واحد أو 100 مستمع. هذه الكلمات هي: مرحباً، أنت، انظر، لذلك.

حين تبتسم فإنك تقول لجمهورك مرحباً. وحين تقدم موضوعك، يصبح المستمع أنت. وحين تلقي حديثك، فإن مستمعك ينظر. وحين تصل لخاتمتك، يصل المستمع إلى لذلك.

فإلى كل هؤلاء نقدم نصائح لتعزيز الثقة بالنفس.

أولاً: التوتر أمر طبيعي يجب أن تؤمن بأن التوتر أمر طبيعي إذ تشعر بردود فعل فيزيولوجية كتزايد نبضات القلب وارتجاف اليدين فلا تربطه بفكرة أنّك ستقدّم أداءً سيئًا، بل اجعله سبباً لجعلك أكثر انتباها واستعدادا لتقديم أفضل ما لديك، وأفضل طريقة للتغلب على إحساس القلق هو التحضير الكامل لمحاضرتك. فتدرب على القائها أكثر من مرة، بل يمكنك أن تلقيها أمام أحد أصدقائك ليقيم أدائك فيها.

ثانياً: اعرف جمهورك يجب أن تعرف أن محاضرتك موجهه إليك وليس لمستمعيك فقبل أن تبدأ محاضرتك اعرف من هم مستمعيك فهذا سيساعدك على انتقاء الكلمات المناسبة، ومستوى المعلومات التي ستطرحها، بل وحتى العبارات التحفيزية التي قد تستخدمها.

ثالثاً: رتب المعلومات بطريقة فعّالة عندما تبدأ بوضع خطّة لسير محاضرتك أمام الجمهور. ابدأ بكتابة الموضوع، الهدف العام منه، الأهداف المحدّدة، الفكرة الرئيسية والنقاط الأساسية فيه. واحرص على جذب انتباه الجمهور خلال الـ 30 ثانية الأولى من الحديث.

رابعاً: ابحث عن التغذية الراجعة وتكيّف معها ابقِ تركيزك على الجمهور، وحلّل ردود أفعالهم وبناءً على ذلك عدّل رسالتك. لابدّ من أن تكون مرنًا في كلامك فالمحاضرات الجامدة قد تفقد الجمهور اهتمامهم وتربكهم.

خامساً: دع شخصيّتك تظهر على الملأ كن على طبيعتك، فبحسب العديد من الدراسات، تستطيع تحقيق مزيد من المصداقية إذا سمحت لشخصيّتك الحقيقية بأن تظهر أمام جمهورك، الذين سيثقون أكثر بما تقوله في حال رأوك تتصرّف على طبيعتك بعيدًا عن التصنّع.

سادساً: امتلك روح الدعابة واستخدم القصص واللغة الفعّالة لا ضير على الإطلاق من إدخال عنصر الفكاهة إلى كلامك فمن خلاله ستحصل على اهتمام الجمهور. في غالب الأحيان يفضّل الجمهور رؤية لمسة شخصية في المحاضرة، ويمكن أن تعطي قصّة قصيرة هذا المفعول.

سابعاً: لا تقرأ شرائح محاضرتك حاول ألا تقرأ من شرائح محاضرتك إلاّ إذا كنت مضطراً فالقراءة من نصّ ورقي أو من شاشة العرض سيقطع الاتصال مع الآخرين، في حين أنّ الحفاظ على التواصل البصري مع الجمهور يضمن بقاء التركيز عليك وعلى رسالتك. ولا ضير من الاستعانة بملاحظات مختصرة لتذكّرك بالنقاط الأساسية لمحاضرتك.

ثامناً: اجعل جسدك يتحدّث استخدم لغة الجسد فلا تنسَ أبدًا أنّ مهارات التواصل غير اللفظية توصل ما يزيد عن 75% من الرسالة.  لذا احرص على استخدام الجسد بطريقة فعّالة وتخلّص من الإيماءات المتوتّرة. فإن لغة الجسد الصحيحة لا تجذب الانتباه إلى الحركات نفسها وإنّما تساهم في إيصال أفكار المتحدّث بوضوح ودون أن تشتّت الجمهور.

تاسعاً: اجذب انتباه الجمهور في البداية واحرص على تقديم خاتمة مميزة هل تستمتّع بخطاب يبدأ بجملة: “اليوم سأحدّثكم عن هذا أو ذاك؟” على الأرجح ستجيب بالنفي. إذن بدلاً من الجمل المملّة، يمكنك أن تستفتح خطابك بإحصائية مدهشة، أو قصة ممتعة أو بسؤال مثير للاهتمام. واحرص أيضًا على إنهاء الخطاب بعبارة قويّة ومميّزة لتعلق في ذهن الجمهور لأطول فترة ممكنة.

عاشراً: استخدم الوسائل المرئية بحكمة فالكثير منها قد يكسر حلقة التواصل المباشر مع الجمهور، لذا استخدم الوسائل المرئية كالصور والفيديو أو العروض التقديمية باعتدال حتى تعزّز كلامك وتوضّحه. وتكون سببًا لشدّ انتباه جمهورك.

أخيرًا تذكّر دائمًا أنّ الحديث مع الجمهور لا يمكن أن يكون مثاليًا ولن تكون أبدًا مستعدًّا 100%، ولا أحد يتوقّع منك أن تكون كذلك، لكن تخصيص الوقت الكافي لمراجعة كلامك واتبّاع النصائح السابقة سيعيد ثقتك السابقة بنفسك ويسهم في جعلك أنت كما كنت قبل فترة الجائحة سلسًا وواثقاً من نفسك أمام جمهورك.

بواسطة
م/ هدى الزيد مدرب متخصص أ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى