رياضة محلية

مصافحة تاريخية على أرض الصداقة والسلام

مبارك الخالدي

نظمت الكويت عام ١٩٨٩ دورة في كرة القدم عرفت باسم «كأس الصداقة والسلام»، وكانت بالفعل حدثا تاريخيا فريدا حيث شرفها أمير القلوب المغفور له الشيخ جابر الأحمد بحضوره حفلي الافتتاح والختام، وبحضور شخصيات دولية منهم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في وقتها جواو هافيلانج، ورئيس اللجنة الأولمبية الدولية خوان انطونيو سمرانش، والفرنسي ميشيل بلاتيني.

والحقيقة ان الدورة خرجت عن الفكرة التقليدية لإقامة تجمع رياضي أو كروي فشارك فيها الى جانب الأزرق كل من منتخبات إيران ثالث كأس آسيا ١٩٨٨، ومنتخب العراق القادم من المشاركة في أولمبياد ١٩٨٨، واليمن، ومن أفريقيا أوغندا وغينيا. وكان الشهيد الشيخ فهد الأحمد صاحب الفكرة ورئيس اللجنة العليا المنظمة جريئا في طرح فكرتها والهادفة لترطيب أجواء المنطقة التي عاشت حربا ضروسا لمدة 8 سنوات بين إيران والعراق، تلك الحرب المدمرة التي ألقت بظلالها على الخليج والمنطقة العربية والعالم بأسره فلم يكن بعدها من السهل تخيل ان يتواجه منتخبا إيران والعراق على ملعب واحد وفي الكويت تحديدا وبعد انقطاع عقد كامل من الزمن.

ومن محاسن القدر ان التقى المنتخبان في الدور التمهيدي للدورة وكانت مباراة حماسية مثيرة حبست أنفاس المنطقة بالكامل ولك ان تتخيل تداعيات اي تدخل قوي بين لاعبين وهو من الأمور الطبيعية في كرة القدم، لكن اللقاء المرتقب انتهى على خير وبالتعادل السلبي، وكانت إيجابياته كثيرة وفي مقدمتها ان المباراة كانت كالبلسم الذي جاء في وقته، فالنفوس لاتزال تحمل الكثير، والجروح لم تندمل، لكن الشهيد فهد الأحمد بشجاعته وفراسته وبعد نظره وبما يملك من علاقات واسعة ومتينة مع كافة الأطراف نجح في تحقيق الاجتماع الرياضي وكانت المصافحة التاريخية والشهيرة بين قائدي المنتخبين العراقي كريم علاوى والإيراني محمد بنجلى، وهي بالفعل لحظة ولقطة لن تسقط من ذاكرة التاريخ إلا انها ساهمت في خفض حدة التوتر في العلاقات بين البلدين فضلا عن تهيئة الأجواء لأي لقاء محتمل بين المنتخبين اللذين يشاركان في بطولات القارة ككأس آسيا وتصفيات كأس العالم والأولمبياد.

المصدر: شبكة الأنباء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى