منوعات

المختبرات الذكية في التمريض.. ما لها وما عليها

يعد تخصص التمريض في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب من التخصصات العملية المهمة في دولة الكويت؛ ليس فقط لأنها مهنة إنسانية لها الأجر الكبير عند رب العالمين، وسعادة نفسية كبيرة عند تخفيف كربة عن مريض يسأل العون، انما لأن نسبة أعداد الهيئة التمريضية الكويتية لا تصل إلى 10% من العدد الكلي للممرضين والممرضات في دولة الكويت.

 ومع التطور الزمني والتقدم التكنولوجي في التقنيات المستخدمة في التعليم من جهة، بالإضافة إلى الأضرار التي سببتها جائحة كورونا التي اجتاحت العالم في نهاية العام 2019 وأبادت الملايين من الأرواح، جعل الاتجاه في التعليم بشكل عام إلى التعليم عن بعد. وتخصص التمريض كغيره من العلوم ساير التقدم في الاتجاه الذي تُستخدم فيه التكنولوجيا في توصيل المعلومات وتطبيقها. ووضعه مع الاتجاه الذي يقوم في التدريس رسمياً في المدارس والمعاهد والجامعات، ويصبح ركيزة أساسية في العمل الطبي لا يمكن الاستغناء عنه. فأُنشئت المختبرات الذكية أو ما تُسمى بمختبر المحاكاة (Simulation Lab) يتم استخدام الدمى الخاصة بالمحاكاة لمساعدة المتدربين في تطبيق العديد من إجراءات العناية التمريضية على سبيل المثال:

  • التدريب على طرق الفحص البدني لمريض Physical Assessment من خلال تقنية المحاكاة كسماع أصوات التنفس Breathing Sounds وضربات القلبHeart Rate   وكذلك حركة الأمعاء Bowel Movement
  • تمارين الإنعاش القلبي الرئوي Cardiopulmonary Resuscitation (CPR) 
  • الرعاية أثناء حالات الطوارئ (Emergency Care)
  • الحالات الحرجة (Critical Cases) 

وتعمل هذه الدمى على مساعدة المتدربين في تطوير العمل السريري داخل المستشفيات واكتساب الثقة بقدراتهم من خلال تعلم سيناريو سريري جديد في بيئة متحكم بها وتلقي التغذية الراجعة إضافة إلى تعزيز سلامة المرضى. وتأتي أهمية هذا المختبر في ظل التقدم العلمي في مجال العلوم التمريضية والاتجاهات الحديثة في التدريب التمريضي وضرورة سد الثغرات في الدراسة النظرية والتطبيق العملي قبل التعامل مع المريض.  

إضافة إلى ذلك له أهمية كبيرة كونه يحمل أبعاد تربوية ومهنية رائدة تواكب التطورات التربوية والاتجاهات الحديثة في التدريب والتعليم التمريضي ويفعّل أجزاء من المنهج الدراسي في بيئة تعليمية شبه حقيقية وافتراضية تلامس الواقع ويستخدم كاستراتيجية تعليمية تساهم في سلامة المريض وتحسين نتائج الرعاية وتوفير فرص تدريب للطلبة والعناية بحالات سريرية ضمن خطط أمنه دون ان تشكل خطراً على المريض

 وبالنهاية فإن استخدام هذا النوع من المختبرات الذكية يمكن أن توفر للطالب المتدرب بيئة شبه حقيقية للتطبيق العملي باستخدام أجهزة محاكاة افتراضية وتنمي التفكير الإبداعي له بأن توفر له بيئة لتطوير المهارات السريرية لديه وسد الفجوة بين التعليم النظري والعملي من جهة وتعزيز سلامة المرضى من جهة أخرى.

أ. نورة مبارك سهيل

معهد التمريض

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى