مقالات الكتاب
أخر الأخبار

التدريب التربوي أثناء الخدمة … ضرورة أم ترف

يعرف التدريب أثناء الخدمة بأنه التدريب الذي يحصل عليه الفرد بعد صدور قرار تعيينه كموظف وتتكفل به الجهة التي عمل فيها من حيث مصاريف التدريب والسماح له بحضور التدريب خلال ساعات الدوام الرسمي. وقد يكون داخل المؤسسة نفسها أو خارجها، بحيث يتم إرسال الموظف للتدريب في معاهد أو مراكز تدريبية متخصصة للرفع من كفاءة أدائه سواء في وظيفته الحالية التي يمارسها أو اكسابه مهارات جديدة لوظيفة أعلى أو في إدارة أخرى.

وكمؤسسة تعليمية أكاديمية بحجم الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب فإنها تراهن على أهمية المدرب في عملية التعلـيم والـتعلم، وأن جـودة مخرجاتها تعتمد بدرجة كبيرة على جودة المدرب وكيفية إعداده وتأهيلـه ومن ثم استمرارية تدريبه أثناء خدمته.

كما أكدت الدراسات العلمية التربوية التي بحثت في برامج إعداد المدرب على أهمية تركيز عملية التدريب أثناء خدمته على جوانب رئيسية يجب أن تقوم عليها وهي: الجانب الأكاديمي (التخصصي) والجانب التربوي (المهني) وبشكل متوازن يتناسب مـع المرحلة التدريبية وطبيعة التخصص مما يحقق أهداف كل منها.

أولاً: الجانب الأكاديمي (التخصصي)

ويهدف هذا الجانب إلى ايجاد فرصاً للانفتاح على الآخرين من زمـلاء المهنـة بهـدف انتقـال الخبرات من شخص إلى أخر في مناخ يسوده روح التعاون والتكامل كما يساعد على تطبيق الأفكار والآراء والحلول النابعة من الدراسـات بما يؤدي إلى رتق الفجوة بين أعضاء الهيئة التدريبية المناظرين والباحثين والممارسين مما ينتج عنه زيادة كفاءة المؤسسات التربوية بصفة عامة.

ثانياً: الجانب التربوي (المهني)

وهذا الجانب يهتم بإعداد المدرب من الجانب التربوي والنفسـي، ويتعلـق بالتدريس والتدريب كمهنة من حيث أصولها النظرية والعلمية وتطبيقاتها وممارستها العملية، وتزويد المدرب بالنظريات والأفكار والاتجاهات التربوية الخاصة بتعليم مقرر التخصص وتطبيقاته. والملاحظ هنا أن الكثير من المدربين يعانون من قصور شديد في هذا الجانب خاصة المدربين الخريجين من الكليات النظرية التي تخلو صحائف التخرج لتخصصاتها من المقررات التربوية والنفسية. فنرى تميزهم العلمي والابداعي قبل التخرج واخفاقهم في إدارة فصولهم الدراسية بعد انخراطهم في العملية التعليمية. لذا لزم تعزيز قدراتهم وخبراتهم العلمية التخصصية بالجانب التربوي والنفسي. إذ يعتبر التدريب التربوي أثناء الخدمة عملية مكملة لإعداد المدرب في المرحلة بعد الجامعية لتساعده على استمرارية عمله بفاعلية وكفاءة، فهو الأشد تأثيراً في أجيال المستقبل. ويهدف التدريب التربوي أو المهني إلى:

  • تزويد المدرب بالمعارف والمهارات التي يستخدمها في المواقف التعليمية الفعلية وفق معايير وقواعد مخطط لها.
  • تنمية الاتجاهات الإيجابية للمدرب نحو تقدير قيمة عمله التربوي، والإداري، وأهميته، والآثار الاجتماعية المتصلة به والمترتبة عليه.
  • تقدم للمدربين طرق متنوعة للإجادة في طرق التدريس والتدريب وتوصيل المعلومات وأساليب التقويم وغيرها
  • تبصير المدربين على مختلف فئاتهم الوظيفية (مدربين أو من حملة الوظائف الاشرافية) بمشاكل النظام التعليمي القائم، وتعرفهم بدورهم ومسؤولياتهم في حلها.
  • إعداد المدربين والمدراء للمساهمة في البرامج التدريبية وتقديمها لمؤسسات مناظرة لخلق جو من التعاون بين المؤسسات التعليمية الأكاديمية

وفي النهاية يمكن أن نلخص بأن التدريب أثناء الخدمة علم وفن ولقد تقدم هذا العلم في السنوات الأخيرة بسرعة كبيرة تحتم علينا ملاحقتها وتنفيذ ما جاء بها من أفكار وخطط مبدعة لتطوير أداء المدربين، فالواقع أنه مهما كانت جودة البرامج التعليمية قبل الخدمة فإن حصول المدرب على الشهادة لم يعد هدفاَ نهائياَ، فالشهادة لا تستطيع أن تزوده بحلول لكل المشاكل التي سوف تواجهه في مواقف العمل الفعلية. وعليه فإن التدريب التربوي ضرورة مُلحة للحصول على مدرب محترف يستطيع القيام بمهامه التربوية والعلمية على أعلى مستوى وهو بحق أفضل استثمار يمكن أن يحقق عائداً مثمراً ومجزياً متى كان جاداً وهادفاً.

بقلم المهندسة / هدى محمد الزيد

مدرب متخصص ( أ )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى