توصلت دراسة حديثة حول المساحات الخضراء في المناطق الحضرية إلى أن قضاء بعض الوقت في حديقة خضراء يمكن أن تُحسن الحالة المزاجية، بحسب ما نشرته “ديلي ميل” البريطانية نقلًا عن دورية “PLOS ONE”.
اكتشف فريق باحثين من جامعة فيرمونت أنه كلما كانت حديقة المدينة أكبر، زادت معدلات السعادة، بعدما قاموا بقياس تأثيرات السعادة لمنتزهات المدينة في أكبر 25 مدينة أميركية، وتبين أن فائدة الطبيعة الحضرية على المستخدمين كانت مكافئة تقريبًا للارتفاع المزاجي الذي يعيشه الناس في أيام العطلات مثل عيد الشكر أو رأس السنة الجديدة.
جائحة كورونا
استخدم الباحثون كميات هائلة من البيانات من وسائل التواصل الاجتماعي من أجل تحديد الحالة المزاجية التي تعزز فوائد الطبيعة الحضرية، وقال الباحث الرئيسي في الدراسة تايلور ريكيتس: “تؤكد هذه النتائج الجديدة مدى أهمية الطبيعة لصحتنا النفسية والجسدية”.
أضاف ريكيتس أن “النتائج تأتي في الوقت المناسب نظرًا للاعتماد المتزايد على المناطق الطبيعية الحضرية خلال جائحة كورونا”.
توظيف منصات التواصل
وأشار الباحثون إلى أنه يجب حماية الطبيعة الحضرية وتوسيعها وجعلها متاحة قدر الإمكان، لأنها المصدر الوحيد للطبيعة لملايين البشر.
وقال الباحث المشارك في الدراسة وطالب الدكتوراه آرون شوارتز: إن الهدف من استخدام “التكنولوجيا (توظيف منصات التواصل الاجتماعي لرصد بيانات حول مستوى السعادة) هو من أجل الصالح العام ولفهم تأثير الطبيعة على البشر بشكل أفضل، والذي يصعب حتى الآن تحديده بأعداد كبيرة.”
حجم المتنزه
وأضاف أن مؤشر السعادة الأقوى يرتبط بحجم المنتزه نفسه، حيث توصلت النتائج إلى أن أعلى فائدة للسعادة تم تسجيلها في الحدائق، التي تزيد مساحتها عن 100 فدان.
يقول كريس دانفورث من جامعة فيرمونت: إن “التواجد في الطبيعة يوفر فوائد إصلاحية غير متاحة للشراء في المتجر، أو قابلة للتنزيل على شاشة [الحاسوب أو الهاتف الذكي]”، ولكن لا يبدو أن جميع المتنزهات متساوية عندما يتعلق الأمر بالسعادة.
انفصال عن بيئة المدينة
يرجح الباحثون أن القدرة على الانغماس في مناطق طبيعية أكبر وأكثر خضرة تحقق تأثيرًا أكبر من حدائق المدينة الصغيرة المرصوفة، وهو ما يفسره الباحثون بأن الحدائق الكبيرة توفر فرصًا أكبر للاستعادة الذهنية والانفصال الذهني عن بيئات المدينة.
المصدر: العربية.نت