«الاحتراف الكامل».. بين الواقع والطموح

• عبدالجليل: لم نعمل جيداً لنستحق التأهل ومازلنا نتغنى بأمجاد الماضي
• المشري: المشكلة تكمن في سوء الإدارة وغياب الثقافة الرياضية الصحيحة
• الفيلكاوي: الرياضة تدار بمدارس فكرية قديمة بعيداً عن أصحاب الأفكار المتطورة

مبارك الخالدي

بالتزامن مع الخروج المؤلم من التصفيات الآسيوية المشتركة المؤهلة لكأس العالم في قطر 2022 وكأس آسيا في الصين 2023 أعلنت الهيئة العامة للرياضة عن التوجه لتطبيق نظام الاحتراف الآلي اعتبارا من الموسم المقبل والذي يعتبر حجر الأساس نحو الانتقال لتطبيق الاحتراف الكامل والشامل، والملف بحسب تأكيدات مسؤولي الهيئة ليست له علاقة بخروج الأزرق من التصفيات، إذ تم العمل عليه قبل ذلك بأشهر، وأيا كان الأمر فهو بلا شك خطوة أولية للإصلاح ووقف حالة التدهور والتراجع الحاصل منذ سنوات ولن يتوقف ما لم يتكاتف الجميع للعمل على نفضة شاملة تبدأ بتغيير المفاهيم ومواكبة التطور القاري والإقليمي، فالرياضة في كثير من الدول تحظى باهتمام بالغ وأصبحت «مشروع دولة» تسخر له كل الإمكانات لتحقيق الأهداف.

«الأنباء» التقت عددا من الخبراء وسألتهم عن كيفية وآلية إصلاح منظومة الرياضة الكويتية والنهوض بها، فإلى التفاصيل:

في البداية، قال المحاضر الدولي بدر عبدالجليل اننا للأسف لم نعمل ولم نجهز أنفسنا جيدا لنستحق التأهل الى الدور اللاحق من التصفيات، فنحن مازلنا نتغنى بأمجاد الماضي وتاريخ المنتخب، وعليه أعتقد اننا وكذلك المنتخب الأردني لا نستحق التأهل، وقد افتقدنا الإدارة الفنية التي تتمتع بالخبرة الدولية لإدارة المباريات، فالمنافسات في آسيا تختلف عن العالم الآخر إذ كان لابد من الاستعانة بجهاز فني يمتلك الخبرة ليظهر إمكانيات اللاعبين الشباب الذين برزوا خلال الدوري والذين لم نشاهدهم خلال التصفيات، وبالتالي من المسؤول الفني عن عدم بروزهم وتألقهم كما كنا نتوقع؟

وأضاف ان الاحتراف خطوة نحو التغيير في المنهج والأسلوب والتطوير، وهذا الأمر يحتاج وقتا لظهور النتائج وقطف الثمار، ولكن يجب ان يرافق ذلك وتسبقه خطوة للإنقاذ وتعديل المسار لإيقاف التذبذب في المستوى واستعادة الثقة المفقودة.

من جانبه، قال المدرب والمحلل الفني عادل المشري ان المشكلة الأساسية تكمن في سوء الإدارة وغياب الثقافة الرياضية الصحيحة وفشل النظام الرياضي القائم على المحاصصة، فمن غير المعقول سيطرة القلة التي لا تملك فكرا رياضيا متطورا على الأندية الرياضية والاتحادات وصولا لأعلى الهرم.

وأضاف انه من السذاجة إلقاء اللوم على الجهاز الفني او مدرب او شخص رئيس الاتحاد او حتى اللاعب، فالمنظومة كاملة لا تصلح، إذ ان الإدارة الرياضة التي أصبحت علما وفنا واستثمارا تعمل على تحقيقه الدول عبر التخطيط والاستعانة بالخبراء ورجال الاختصاص مثلما يحصل في عدد من الدول الخليجية وحصدت ثمار العمل العلمي الصحيح والتفوق.

بدوره، قال المدرب والمحاضر الآسيوي محمد الفيلكاوي ان المنظومة الرياضية بالكويت تحتاج غربلة شاملة من قبل الدولة.. والاتحاد جزء من هذه المنظومة، ويجب على المسؤولين الاهتمام بالرياضة بشكل مباشر مثلما فعل إخواننا في دول الخليج، فقد وضعوا الميزانيات المفتوحة لهذا المجال المهم للشباب، ففي قطر اهتمام كبير بالرياضة والرياضيين والبنية التحتية في جميع الرياضات، لاسيما استضافة كأس العالم 2022 ودورة الألعاب الآسيوية في عام 2030.

وكذلك المملكة العربية السعودية وقد رأينا تخصيص جزء كبير من رؤية 2030 للرياضة والميزانيات الضخمة التي رصدتها المملكة لتطوير الرياضة والرياضيين واستضافة دورة الألعاب الآسيوية 2034 والترشح لاستضافة كأس آسيا 2027.

وعن الحلول، قال الفيلكاوي ان سبب الدمار الحقيقي هو وجود المدارس القديمة في الفكر والتخطيط ويجب الاستعانة بأصحاب الأفكار المتطورة والشباب الكويتي مبدع ومثقف ومتطور، وهذا الأمر يزعج أصحاب العقليات القديمة.

ومن هنا يجب اهتمام الدولة بالرياضة وعدم التكسب بهذا الملف من السياسيين.

وتطبيق الاحتراف الكلي لجميع المنتسبين للرياضة (الحقيقيين) بعيدا عن مجاملة أصحاب الأصوات والواسطات والفساد لبعض الإداريين.

ووضع الاستراتيجية والخطة طويلة المدى لأن الرياضة أصبحت علما وتطورت بشكل كبير.

الملا: ملف الاحتراف ليس ردة فعل

على هامش الإعلان عن تطبيق نظام الاحتراف الآلي الأسبوع الماضي، أكد نائب المدير العام للهيئة العامة للرياضة د.صقر الملا ان الإعلان عن نظام الاحتراف الآلي وهو حجر الأساس للانتقال نحو الاحتراف الكلي ليس ردة فعل لخروج منتخبنا الوطني من تصفيات المونديال، مشيرا الى ان هذا الملف تم العمل عليه منذ أشهر طويلة سبقت التصفيات وخضع لتجارب في بعض الأندية والاتحادات، ولا يمكن ربط توقيت الإعلان عنه مع خروج منتخبنا، لافتا الى ان الأسبوع الجاري سيشهد الإعلان عن مراحل وتفاصيل ملف الاحتراف الكامل.