قالت ناشطة كويتية اليوم الاثنين إن تعاون الحكومات العربية مع منظمات المجتمع المدني أمسى ضرورة ملحة باعتبارها روافد للدول العربية لتعظيم دورها وتوفيرها الخدمات المختلفة والمتنوعة للشعوب العربية.
جاء ذلك في مداخلة لرئيسة (معهد المرأة للتنمية والسلام) بدولة الكويت المحامية كوثر الجوعان بعنوان (دور المجتمع المدني العربي في مواجهة تأثيرات التحديات الدولية) خلال مشاركتها في فعاليات منتدى (تواصل الأجيال) لدعم العمل العربي المشترك الذي تحتضنه مدينة (وهران) بغرب الجزائر حيث دعت الى ضرورة صناعة وعي مجتمعي عربي لمواجهة المخاطر والتحديات الكامنة أمام تلك المنظمات.
واكدت الجوعان ضرورة الشراكة مع المنظمات المدنية لتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب مع القيام بدور أكبر مع قطاع منظمات المجتمع المدني بالدول العربية معلنة عن اطلاقها مبادرة بشأن (الدبلوماسية الشعبية – العربية) لتعزيز العمل العربي المشترك في هذا الشأن.
وقالت إن منظمات المجتمع المدني العربية «تواجه تحديات متنوعة ومتعددة منها الداخلية ومنها الخارجية» مضيفة ان «المجتمع العربي المدني هو بمنزلة الطاقة الكامنة لدى فئات اجتماعية ومهنية واسعة للاسهام في صنع المستقبل والمشاركة في رسم السياسات كما يمثل خيارا مجتمعيا لتفعيل المشاركة وضمان الحقوق الانسانية وتأمين الحريات العامة والخاصة».
واوضحت أن من بين التحديات التي تواجه المنظمات غير الحكومية «وجود قوانين وتشريعات صريحة وواضحة تحظر عليها العمل السياسي دون تحديد الحدود التي تفصل بين السياسي وغيره من مجالات العمل العام».
واعتبرت الجوعان أن «هذا التحدي من القواسم المشتركة بين كل الدول العربية برغم وجود السياق العالمي الذي يشجع المجتمع المدني على أن يناضل من أجل انتزاع أدواره السياسية».
ودعت الى صناعة الوعي المجتمعي «الذي أصبح ضرورة حتمية في ظل التحديات والمخاطر وكونه من أهم الجهود التي تواجه القائمين على التحديات الواعين بأهمية دور منظمات المجتمع المدني تجاه مجتمعاتها وذلك بتسليح الشباب بالعلم والمعرفة لمواجهة اخطار الاجندات الوافدة من المجتمعات الغربية والتي تتعارض مع قيم وأخلاق مجتمعاتنا».
وذكرت انه «اذا كان الوعي مطلوبا على المستوى الفردي لتحقيق النجاح فإنه سيكون واجبا بمراحل على المستوى المجتمعي للنهوض وتحقيق المراد وتحصيل المصالح الكبرى وتجاوز العقبات» مبينة ان «حالة الوعي هذه ستتجسد في طريقة وحركة قياداته الادارية والاجتماعية الفاعلة سواء كانوا أفرادا أو مؤسسات».
وشددت الجوعان على أهمية محاربة الفساد وتنمية الدور الاجتماعي وإيجاد برامج توعوية لجذب الشباب للانخراط في الأعمال التطوعية مع إفساح المجال أمام الشباب للتعبير عن أوضاعهم وتطلعاتهم وضرورة تمثيلهم في المنتديات العربية الرسمية».
وطالبت بتفعيل دور المجتمع المدني باعتباره شريكا ضروريا في مواجهة هذا التحدي (مكافحة الفساد) مع جمع وتوثيق تجارب الجمعيات والمنظمات الأهلية الناجحة في الاستدامة المجتمعية وإعداد خطة مشتركة ذات أهداف يمكن قياسها اضافة الى وضع رؤية موحدة لمساهمة المجتمع المدني بصفته «مسارا من مسارات الخروج من الأزمات وتحقيق أهداف التنمية».
يذكر أن فعاليات منتدى (تواصل الأجيال) لدعم العمل العربي المشترك كانت قد انطلقت أمس الأحد بتنظيم من (المرصد الجزائري للمجتمع المدني) حيث يشهد مشاركة مسؤولين وناشطين من المجتمع المدني ومؤثرين وشخصيات أكاديمية رفيعة من 19 دولة عربية من بينها دولة الكويت التي تمثلها الجوعان برفقة مجموعة من الشباب الكويتي.
المصدر: صحيفة النافذة