- أقترح عمل تطبيق توعوي على الهواتف الذكية يضم كل المعلومات العلاجية والتخصصات والإجابة عن الاستفسارات
- تسوس الرضاعة يحدث بسبب بقايا الحليب بفم الأطفال ويجب تنظيفها ومسحها بقطعة شاش باستمرار
- عدم استخدام الفرشاة السبب الأول لالتهابات اللثة وكذلك بعض الأدوية التي يتناولها مرضى الصرع والمناعة
- ابتكرت تقنية تساعد على تلافي صعوبة المعاناة مع مشبك العازل المطاطي المستخدم لتماسك الأسنان أثناء علاجها
أجرت اللقاء: حنان عبدالمعبود
أكد اختصاصي علاج عصب وجذور الأسنان بمركز الفروانية التخصصي لطب الأسنان د.محمد العنزي، أن هناك حاجة ملحة للتعاون بشكل موسع بين وزارة الصحة وكلية الطب وكلية طب الأسنان في جامعة الكويت لدعم أي طبيب لديه أفكار وأبحاث، ليجد مكانا لتطبيق أفكاره، خاصة أن المختبرات والمعامل متوافرة لديهم، وكذلك الحيوانات التي تجرى التجارب عليها، لافتا الى أن خروج أبحاث وابتكارات يرفع من شأن الجامعة ووزارة الصحة أيضا.
وكشف العنزي، في لقاء لـ «الأنباء»، عن اختراعين جديدين في طور الحصول على براءة اختراع أيضا، وأكد أن تسوس الأسنان والتهابات اللثة من أكثر أمراض الأسنان شيوعا، والتي يمكن تلافيها باعتماد عادات النظافة والكشف الدوري على الأسنان، كما ثمن الدور الذي تمثله التوعية المستمرة في مجال صحة الأسنان، والكثير حول صحة الفم تناوله في هذا اللقاء:
حصلت على براءة الاختراع لجهاز خاص بعلاج الأسنان، هلا حدثتنا عن الجهاز؟
٭ الاختراع عبارة عن أداة ميكانيكية تستخدم في علاج عصب وجذور الأسنان، وهي آلة دقيقة قدمت الحل لبعض المشاكل التي نواجهها في علاج بعض الحالات الخاصة بجذور الأسنان، حيث العلاج يكون عبر طريقة يدوية بدائية لعلاج بعض الحالات المعقدة، وأحمد الله أنني تغلبت على هذه المشكلة وقصور الطرق والأدوات التقليدية البسيطة، واستطعت تصميم واختراع جهاز ديناميكي متحرك يعمل على توصيل مواد لحشو ذروة الجذر بطريقة ديناميكية وبأقل جهد ووقت وبنتائج مرضية للمريض والطبيب المعالج، وقد قمت بابتكار الجهاز حينما كنت في المملكة العربية السعودية بحكم دراستي هناك، حيث انني كنت مبتعثا من قبل وزارة الصحة لدراسة الماجستير والدكتوراه والحصول على البورد السعودي، وكانت دراستي 5 سنوات من 2013 حتى نهاية 2018، وفكرت في التصميم وساعدني أساتذتي بالجامعة وأرشدوني إلى مركز الملكية الفكرية بجامعة الملك سعود الموجودة بالرياض، وتم ايداع الفكرة بعد مراجعتها من مركز الملكية الفكرية بجامعة الملك سعود، كما قاموا بإرسالها إلى المكتب الأميركي لبراءة الاختراع عام 2018، وحصلت على شهادة براءة الاختراع من المكتب الأميركي في أبريل الماضي.
كم من الوقت استغرقت لإتمام الاختراع والخروج به النور؟
٭ مدة الإعداد للاختراع استغرقت أكثر من عام ونصف العام في التصميم والمحاولات، حيث أخذ ذلك مني الكثير من المجهود والوقت اضافة إلى دراستي بالجامعة، إلى ان أتممت نموذجا مصغرا موجودا حاليا بمركز الملكية الفكرية بجامعة الملك سعود، وتم اختبار هذه الأداة على أسنان مخلوعة وحصلنا على نتائج مرضية، بعدها تمت تجربته على المرضى وكانت النتائج ايضا مرضية بشكل كبير، وفي المستقبل القريب ستكون هناك أبحاث على هذه الأداة الجديدة ومقارنتها بالطرق التقليدية لتكون مثبتة علميا.
وبعد فترة تتراوح بين 6 أشهر إلى عام كانت الحالات التي تمت معالجتها بحالة جيدة، سواء من كانت تعاني من التهاب أو خراج، ولدي مجسم أعمل عليه لبعض الحالات التي تحتاج اليه والتي تكون ذروة الجذر مفتوحة وغير مكتملة وتكون الصعوبة بإيصال الحشوة للمكان، ولهذا أستخدم المجسم الخاص لهذه الحالات والتي أقابلها بندرة من حالة إلى حالتين كل ستة أشهر.
الحالات النادرة
الحالات النادرة والحرجة تخلق أفكارا جديدة لك كطبيب أسنان بالدرجة الأولى وكمخترع ومبتكر، فما الجديد طبيا من وجهة نظرك والذي يمكن أن يسهل من أداء الأطباء في هذا المجال؟
٭ كل يوم هناك تسارع في العالم فيما هو حديث حيث نجد الجديد يوميا خاصة في المجال الطبي، ودائما ما يكون تحسين الأدوات المستخدمة، أو ابتكار الجديد هو الحاجة المستمرة، حيث ان الحاجة هي أم الاختراع، وكانت هناك حاجة بالفعل للاختراع الذي ابتكرته ونفذته، ونجح 100%، وحاليا هناك اختراع آخر تم إيداعه عام 2019 بالمكتب الأميركي لبراءة الاختراع عقب الاختراع الأول بأشهر قليلة وهو تحت الدراسة، وعن طريق جامعة الملك سعود أيضا، وفكرته جاءت من المشكلة التي نعاني منها من خلال العازل المطاطي، والذي يتم وضعه حول السن التي نريد أن تقوم لها بعلاج العصب، والعازل عبارة عن مشبك حديدي به قطعة من المطاط تلتف حول السن المراد علاجها للحماية من اللعاب والأدوات المستخدمة أثناء العلاج، وكانت المشكلة التي نواجهها بالأسنان المكسورة أثناء العلاج أنه يكون من الصعب تركيب المشبك المعدني عليها، وكذلك بعض المرضى الذين يعانون لوكيميا او مشكلة بالعظام إذا ما تم تركيب المشبك فإنه يشكل صعوبة شديدة ويمكن أن يدمر السن أو نسيج اللثة المحيط، ولهذا فقد اخترعت تقنية للاستغناء عن المشبك، وعبر تصميم من المطاط يحيط بالسن مهما كانت حالتها أو مشكلة المريض حيث يتم تركيبه وربطه بشكل متطابق لأن مشكلة المطاط أنه قد ينزلق في أي وقت، ولهذا فإن المشبك يمنع الانزلاق، وفي التقنية تم الاستغناء عن المشبك ووضع ما يشبه الحبل ليمسك بالسن ويوفر الحماية إضافة إلى تجويفات صممتها لاستقبال أي مواد فائضة قد تخرج وقت غسل السن او سوائل الحقن، والتقنية قليلة التكلفة عن العازل المطاطي الذي يستخدم حاليا، حيث يوفر المال والجهد أيضا كما يقلل من الضغط الذي كان يقوم به المشبك المعدني على الأسنان.
كذلك، حاليا في اللمسات الأخيرة لاختراع جديد والذي جاءتني فكرته بسبب بعض المشاكل التي تحدث أثناء علاج الجذور ومنها انكسار الأدوات داخل الأسنان، والتي تصعب إزالتها أحيانا، أو تكون هناك صعوبة شديدة في إزالتها، ولهذا فإنني مع طبيب زميل بنفس المركز ومهندسة بجامعة الكويت وصلنا إلى فكرة الجهاز وهو ميكانيكي كيميائي، حيث يقوم عبر تقنية معينة يمسك الجزء المكسور مهما كان طوله أو حجمه أو مكانها، ولا يكون هناك أي تأثير أبدا على الأنسجة المحيطة أو القنوات العصبية وتزال بيسر وسهولة، والجهاز بعد أن يأخذ الموافقة سنقوم بتصنيع نموذج لاستخدامه حيث إنه من الناحية النظرية فعال.
هل الطبيب المبتكر يحتاج إلى مكان خاص لمحاولة تطبيق الأفكار وتحويلها إلى أرض الواقع مثل ورشة أو معمل خاص؟
٭ هنا في الكويت ليس هناك مكان خاص لهذا الغرض، لكن بالمملكة العربية السعودية بحكم دراستي هناك كانت هناك مراكز أبحاث استقطبتني، للعمل والتجربة والبحث، كما وضعوا مبلغ مليون ريال لحساب أبحاثي وتدراسها، وكان هذا الأمر يمثل تشجيعا وحافزا على الرغم من أنني استخدمت من المبلغ 600 ريال فقط، وعملي بالفعل يحتاج إلى معامل وورش، ومن الصعب توفيرها بالمنزل، خاصة اننا في وزارة الصحة نعمل على المرضى أكثر من أمور الابتكار والاختراع، ولهذا أتمنى أن يكون هناك تعاون أكثر بين وزارة الصحة وكلية الطب وكلية طب الأسنان في جامعة الكويت لأن المختبرات والمعامل متوافرة لديها، وكذلك الحيوانات التي نقوم بالتجارب عليها أيضا موجودة بجامعة الكويت، لأنني في وزارة الصحة ليس كباحث أو مخترع وانما دكتور دراسات عليا، حيث أعالج المرضى على حسب تخصصي فقط، وما أقوم به من أبحاث ودراسات لاختراعاتي هو إضافة لا أتقاضى عنه مكافأة أو زيادة في معاشي، على الرغم من ان ما أقوم به لحل المشاكل التي تواجهنا كأطباء، ولهذا أتمنى زيادة التعاون، حيث التعاون محدود، والدعم برفع وزيادة التعاون لدعم أي طبيب لديه أفكار وأبحاث، ليجد مكانا لتطبيق أفكاره، خاصة أن خروج أبحاث وابتكارات يرفع من شأن الجامعة ووزارة الصحة أيضا.
التسوس والتوعية
أمراض الأسنان كثيرة، فما الأكثر شيوعا، وما تقييمك للجانب التوعوي للجمهور؟
٭ يعد التسوس من أكثر أمراض الأسنان شيوعا إضافة إلى أمراض اللثة، ونحن كأطباء لنا دور علاجي ودور توعوي، وهما دوران يتكاملان لا يصح أحدهما دون الآخر، لذلك فأي مريض نجري له فحصا كاملا للفم لتقييم حالة الأسنان كاملة وعمل خطة علاجية بعد عمل الأشعة ورصد كل ما يحتاجه سواء خلع أو علاج تسوس. أما بالنسبة لوعي المرضى فبحكم أنني أمضيت 5 سنوات بالخارج، أرى أنه بالفعل هناك وعي بين المراجعين أكثر من قبل، وتصحيح للكثير من المفاهيم الخاطئة، وما يساعد في رفع الوعي هو التوعية المتجددة، وأتمنى أن تقوم وزارة الصحة بالمساعدة في زيادة الوعي، وفي هذا الخصوص ولزيادة الوعي في مجال الأسنان أقترح استحداث تطبيق عبر الأجهزة الذكية تنفذه وزارة الصحة أو إدارة طب الأسنان يضم مجموعة من التعاريف والمفاهيم للمصطلحات العلاجية، حيث المريض الذي يحتاج مثلا إلى علاج عصب يمكنه الدخول للتطبيق ومعرفة ماهية الحاجة لعلاج العصب وكيفية العلاج عبر فيديو يحاكي إجراء العلاج، بالإضافة إلى العلاجات التي يحتاج اليها المريض، وكذلك كيفية الحفاظ على النتائج العلاجية الجيدة، وكذلك يتضمن التطبيق الإجابة على الاستفسارات وعمل تحديث دائم له، وكذلك يمكن ان يتضمن التطبيق أسماء الأطباء والتخصصات المختلفة في طب الأسنان.
التهابات اللثة
ما الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتهابات اللثة؟
٭ المسبب الأول هو عدم تفريش الأسنان، وعدم استخدام الخيط للتنظيف، وكذلك عدم غسل الفم بعد الطعام، خاصة بعد تناول الطعام خارج المنزل وعدم تواجد الفرشاة للتنظيف المستمر، وكذلك بعض الأمراض المزمنة وبعض الأدوية التي يتناولها مرضى الصرع او من لديهم مشاكل في المناعة، ومشاكل التسوس يتسبب بها تراكم بقايا الأكل على الأسنان والذي يتخمر ويتحول إلى حمض وتكون التسوس ويأكل في الأسنان، ويعتمد التسوس على عدة أمور منها هل هناك متابعة ومعالجة للأسنان، كما يعتمد على الطعام الذي يتناوله الشخص، وكذلك على المنطقة التي يعيش بها، كذلك الحوامل الذين يتناولون مضادات حيوية وبعض الأدوية تجعل هناك مشاكل بالأسنان للمواليد، كذلك كلما كان الفم نظيفا قل التسوس، والعادات السيئة تضر بالأسنان مثل التدخين او شرب الكحوليات، والمضمضة التي تحتوي على الكحول والتي تجفف الفم وتقلل اللعاب وتتسبب في التسوس والتهابات اللثة، ومن يعانون من مشاكل في الغدد اللعابية، ومرضى السرطان الذين يعالجون علاجا إشعاعي في الوجه أو الفم يعانون جفاف اللعاب مما يتسبب لهم في مشاكل التسوس والتهابات اللثة.
أسنان الأطفال
تسوس الرضاعة، من أشهر أمراض أسنان الأطفال، كيف يحدث، وهل يمكن تلافيه؟
٭ التسنين في الأطفال يبدأ من عمر 6 أشهر إلى 5 أو 6 سنوات، حيث تبدأ ظهور الأسنان اللبنية التي تقع وتخرج الأسنان الدائمة، ومعظم التسوس بأسنان الأطفال يكون بالأسنان الأمامية بسبب أن الرضيع سواء كانت رضاعته طبيعية أو صناعية يقضى أوقاتا طويلة بها وتبقى بقايا الحليب في فمه لترتكز البقايا على الأسنان العلوية الأمامية وتكون هذه المشكلة مع أي مواد يتناولها الطفل، ولهذا من الضرورة ان يتم تنظيف أسنان الطفل بقطعة شاش عن طريق مسحها، وبعد ذلك يمكن استغلال عادة التقليد التي يتسم بها الأطفال في السن الصغيرة وتعليمهم تفريش الأسنان بالفرشاة، ليصبح الأمر عادة بالنسبة لهم وروتينا يوميا صباحا ومساء.
هل الغذاء يلعب دورا في صحة الأسنان؟ وهل من المفيد جديا تناول الكالسيوم مثلا لرفع معدله بالجسم؟
٭ من المؤكد أن للغذاء الصحي دورا مهما، حيث حين يتناول الانسان طعاما صحيا متنوعا، فإن الأمر يكون مختلفا تماما عمن يتناول سكريات بكثرة، أو أغذية غير صحية، على الرغم من كون السكريات ضرورية لعملية الأيض في الجسم لكن يجب أن تكون بنسبة معينة، وبشكل عام فإن التنظيف أمر مهم بعد كل وجبة، أما تناول المواد مثل الكالسيوم وغيره فهذا غير صحيح لأن الكالسيوم يكون موجودا بالأصل مع ولادة الطفل، وتكون حتى الأسنان الدائمة واللبنية موجودة في الفكين معظمها متكون، ومن المفترض ان تكون تغذية الأم من البداية صحية والتغذية بالكالسيوم ضرورية، لكن تناوله للحفاظ على الأسنان غير صحيح، لكن من الممكن المحافظة على العظام لضمان نمو جيد للعظام والغضروف والصحة العقلية لابد من تناول عناصر من ضمنها الكالسيوم ومن المفضل ان تكون غذائية، ولا أدري لماذا نبحث عن مواد كيميائية للتعويض عن أمور موجودة بالفعل مثلما هو الحال في أغلب دول الخليج أكثر من 90% يعانون نقص فيتامين «د» والذي يعتمد على الشمس، ونحن بالخليج لدينا أعلى درجات حرارة بالعالم، وللأسف نعاني من عدم التعرض للشمس في الوقت المناسب، حيث هناك وقت معين ودرجة معينة من الطيف الضوئي يجب التعرض للشمس وقتها وهو ما لا يحدث.
د.محمد العنزي في سطور
٭ اختصاصي علاج عصب وجذور الأسنان بمركز الفروانية التخصصي لطب الأسنان.
٭ حاصل على البكالوريوس في طب الأسنان وزمالة كلية الجرحين الملكية من ايرلندا.
٭ حاصل على الماجستير والدكتوراه والبورد السعودي في علاج عصب وجذور الأسنان.
٭ عضو الجمعية الكويتية لأطباء الأسنان.
٭ عضو الجمعية السعودية لأطباء الأسنان.
٭ عضــو الجمعيـــة السعودية لعلاج عصب الأسنان.
٭ عضو في المنظمة الدولية لأبحاث الأسنان والجمعية الكويتية لدعم المخترعين.
٭ شارك في العديد من المؤتمرات العالمية والإقليمية والمحلية والعديد من الملصقات العلمية واوراق العمل والبحث.
٭ قدم 7 أبحاث في مجال علاج عصب الأسنان نشر بعضها في مجـــلات عالمـية أوروبية ومحلية واقليمية.
٭ حصل على براءة اختراع لأداة في علاج جذور الأسنان من مكتب الولايات المتحدة الأميركية لبراءات الاختراع، ويعد أول طبيب أسنان متخصص في علاج العصب يحقق هذا الإنجاز في طور الحصول على براءتي الاختراع لجهازين آخرين.
المصدر: شبكة الأنباء