تعد مدارس الكويت الخيرية شمالي لبنان منارات تربوية تزود الطلبة من اللاجئين السوريين بالعلم ليواجهوا به متطلبات حياة الحاضر وتجعل منهم بناة الغد لوطنهم.
وتتوزع هذه المنارات التربوية التي أوقدها أصحاب أياد بيضاء من الكويت في شمالي لبنان من طرابلس إلى مناطق الضنية وعكار حيث تحتضن أكثر من سبعة الآف طالب وطالبة في مراحل مختلفة.
وتتكون مدارس الكويت الخيرية من 11 مدرسة وتشرف عليها (جمعية التميز الإنساني) الكويتية عبر مكتب التعليم في المركز الثقافي للتعليم النوعي التابع للجمعية فيما تدعم الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية خمس منها وتكفل 640 يتيما في هذه المدارس.
وتحمل المدارس الخيرية أسماء مختلفة جميعها تبعث على الأمل والخير والعطاء مثل (كويت الحكمة الأولى) و(كويت الفجر الأولى) و(كويت النور) و(كويت الخير) و(كويت العطاء) وغيرها من الأسماء التي تدل على سخاء أيادي أهل الكويت البيضاء في نجدة ومساعدة المحتاجين في كل مكان.
وفي هذا الإطار قال مدير مكتب التعليم التابع لجمعية التميز الإنساني مصطفى علوش في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن الجمعية تؤدي الدور الأساسي في مسيرة تلك المدارس الخيرية بالدعم المالي اللازم عبر ممولين أفراد وجمعيات وهيئات ترفع لهم المشاريع وتقوم بالتواصل مع المتبرعين مؤمنة لهم الزيارات المختلفة لمدارسهم.
وأضاف أن مدارس الكويت الخيرية تدعم تعليم الطلاب السوريين من خلال تشجيعهم على إكمال تحصيلهم العلمي في المرحلتين الأساسية والمتوسطة بالإضافة إلى دعم طلاب المرحلة الثانوية بتعليمهم “في مدارسنا أو كفالتهم في مدارس أخرى”.
وأوضح علوش أن جمعية التميز الإنساني تؤمن كفالة بعض الطلاب المتميزين في التعليم الجامعي إضافة إلى توفير المباني المدرسية اللازمة عن طريق الإستئجار أو تلك التي تبنيها الجمعية بتبرعات أهل الخير.
وكان رئيس مجلس إدارة الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة الدكتور عبدالله المعتوق قد ذكر أثناء زيارة سابقة له إلى المدارس الخيرية في مايو الماضي أن دعم الهيئة الخيرية لهذه المدارس يأتي في إطار سعيها “لبناء الإنسان وتمكينه تعليميا وثقافيا لما يشكله من ثروة حقيقية للأمم وأحد أهم أسباب تنميتها ونهضتها”.
وانطلقت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بالتعاون مع جمعية التميز الإنساني من أهمية التعليم في تقدم الشعوب من خلال الاهتمام بتعليم اللاجئين وعدم الاكتفاء بالجانب الإغاثي المعهود سعيا منها لخدمة مستقبلهم ومستقبل بلادهم.
وأحدثت مدارس الكويت الخيرية نقلة نوعية في حياة الطلاب خاصة مع إنشاء (وحدة معالجة صعوبات التعلم) في مناهج اللاجئين وهو مشروع يقوم على فكرة بناء برامج تعويضية في حالات الطوارئ عبر مجالين دعم أكاديمي ونفسي مستهدفا تأهيل المعلمين والحد من التسرب الدراسي.
وتعد وحدة معالجة صعوبات التعلم مشروعا مشتركا بين مؤسسات إنسانية وتنموية وهي جمعية التميز الإنساني والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية في الكويت والبنك الإسلامي للتنمية وصندوق التضامن الإسلامي في المملكة العربية السعودية بالشراكة مع مؤسسات أكاديمية عربية أخرى.
المصدر: صحيفة النافذة