أعرب سفير دولة الكويت لدى بلجيكا ورئيس بعثتيها لدى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) نواف العنزي عن إيمان دولة الكويت بأن تحول الطاقة أمر لا مفر منه مؤكدا أنها تحرص على العمل مع شركائها على مبادرات جديدة تهدف إلى تحقيق الحياد الكربوني وتعزيز الاستدامة.
وقال السفير العنزي خلال مشاركته في منتدى الأعمال العربي – البلجيكي – اللوكسمبورغي السنوي الذي عقد مساء الخميس في بروكسل “في إطار جهودها المتواصلة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وقياس التقدم الذي تحرزه قدمت الكويت مؤخرا المراجعة الوطنية الطوعية الثانية لأهداف التنمية المستدامة”.
وأشار إلى أن دولة الكويت حققت إنجازات كبيرة في مجال المياه النظيفة والصرف الصحي والطاقة النظيفة بأسعار معقولة والابتكار الصناعي والبنية التحتية والمدن والمجتمعات المستدامة.
وفيما يتعلق بالمياه النظيفة والصرف الصحي قال إن الوصول إلى مياه شرب آمنة ونظيفة وتوفير شبكات صرف صحي مناسبة وصحية أصبح مقاربا للمعايير العالمية في الكويت.
وأضاف العنزي “فيما يتعلق بتوفير الطاقة النظيفة وبأسعار معقولة نجحت الكويت في متابعة استراتيجيتها الجديدة للطاقة إلى جانب خطة لتعزيز التنويع الاقتصادي وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وانبعاثات ثاني أكسيد الكربون”.
وأوضح أنه يجري حاليا تنفيذ حوالي 30 مشروعا في دولة الكويت بما في ذلك تطوير وإنشاء طرق جديدة وأنظمة السكك الحديدية والموانئ والمطارات.
وقال إن الكويت تعهدت بتحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050 وتعمل وفق استراتيجيتها الشاملة لتحقيق هذا الهدف.
ولفت إلى ان شركة البترول الكويتية العالمية (كيو8) الذراع التسويقية لمؤسسة البترول الكويتية تدير أكثر من ألف محطة وقود للبيع بالتجزئة في أوروبا ولديها مصنع مزج الزيوت الأكثر تقدما في مدينة أنتويرب الساحلية البلجيكية وهي أكبر مزود لوقود الطائرات لأكثر من 170 شركة طيران في أكثر من 70 مطارا حول العالم.
ومن جانبه قال الأمين العام لغرفة التجارة العربية – البلجيكية – اللوكسمبورغية قيصر حجازين في كلمته الافتتاحية للمنتدى الذي عقد هذا العام تحت شعار التنمية المستدامة إن المنتدى هذا العام سيركز على الفعاليات والمبادرات المتعلقة بالتنمية المستدامة.
وأضاف أن الدول العربية تمثل معا سابع أكبر شريك تجاري لبلجيكا موضحا أن التبادلات التجارية بين بلجيكا والعالم العربي زادت من 20 مليار يورو (21 مليار دولار) في عام 2001 إلى 30 مليار يورو (32 مليار دولار) في عام 2022.
وأشار إلى أن الغرفة التجارية العربية – البلجيكية – اللوكسمبورغية تعمل منذ أكثر من أربعة عقود على تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية.
وبدوره قال المدير العام للشؤون الثنائية في وزارة الخارجية البلجيكية جيروين كورمان “إننا بحاجة إلى مواجهة تحديات تغير المناخ والتنمية المستدامة معا”.
ودعا إلى تعاون أوثق بين بلجيكا والعالم العربي في مجال الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح البحرية والهيدروجين الأخضر.
وقال أمام حشد من الدبلوماسيين ورجال الأعمال وممثلي الشركات الأوروبية والعربية المشاركة “الكثير من بلدانكم دول ساحلية مثلنا تماما.. وأعتقد أن هناك أيضا تقاربا ثقافيا وفكريا بين شعوبنا يجعلنا نفهم بعضنا بعضا بسهولة إلى حد ما”.
ومن جانبه قال الأمين العام لاتحاد الغرف العربية الدكتور خالد حنفي إن المساهمين والمستثمرين العرب يمتلكون أكثر من 51 بالمئة من أسهم أكثر من 2800 شركة بلجيكية.
ودعا حنفي إلى تحالف استراتيجي لإعادة تشكيل العلاقات التجارية بين بلجيكا والعالم العربي.
وقال “نحن بحاجة إلى التفكير بطريقة مختلفة للتعامل مع أعمالنا معا.. بدلا من الاعتماد فقط على نموذجنا التقليدي الكلاسيكي فإننا بحاجة إلى التفكير في تحالف استراتيجي حتى نتمكن من اختراق الأسواق المختلفة حول العالم”.
وأضاف حنفي وهو وزير مصري سابق “يمكننا الوصول بالدول العربية إلى أفريقيا.. أفريقيا اقتصاد واعد ومتنام للغاية ومعظم الدول العربية لديها روابط جيدة مع أفريقيا”.
وتحدث في المنتدى عدد من السفراء العرب الآخرين الذين استعرضوا وجهات نظرهم حول سبل تعزيز التعاون التجاري بين بلجيكا والعالم العربي.
المصدر: صحيفة النافذة