أحد المصلين مصاب بمرض الربو ( عافانا الله وإياكم وشفاه )لجأ الى المسجد فجراً لتشغيل آلة الأوكسجين ليستفيد من فترة تشغيل مولد المسجد ( مما اضطرنا لعدم إطفائه بعد انتهاء الصلاة من أجله ) وذلك لعدم توفر الكهرباء ولا اشتراك المولدات في منزله
ألا لعنة الله على من أوصلنا الى هذا الحال pic.twitter.com/WNnKT4L27Q— د. حسن مرعب (@DrHassanMoraib) July 7, 2021
نشر إمام وخطيب جامع في لبنان صورة لرجل غزا الشيب ذقنه، وهو يجلس على عتبة داخل المسجد يقرأ في القرآن، بينما أنبوب التنفس مثبت على أنفه وموصول بآلة أكسجين أمامه.
فقد لجأ رجل فجر الأربعاء إلى أحد مساجد العاصمة اللبنانية بيروت، عند موعد صلاة الفجر، للاستفادة من توفر الكهرباء من أجل تشغيل آلة أكسجين يحتاجها جراء إصابته بمرض الربو، وسط تقنين قاس في ساعات التغذية بالتيار يتخطى 20 ساعة يومياً في خضم انهيار اقتصادي غير مسبوق.
ويشهد لبنان الغارق في أزمة اقتصادية متمادية، رجّح البنك الدولي الشهر الماضي أن تكون من بين أسوأ ثلاث أزمات في العالم منذ عام 1850، شحّاً في الفيول الضروري لتشغيل معامل إنتاج الكهرباء وفي المازوت المستخدم لتشغيل المولدات الخاصة، مع نضوب احتياطي الدولار لدى مصرف لبنان وتأخره في فتح اعتمادات للاستيراد.
وأرفق خطيب المسجد الصورة بتعليق “أحد المصلين مصاب بمرض الربو.. لجأ إلى المسجد فجراً لتشغيل آلة الأكسجين ليستفيد من فترة تشغيل مولد المسجد (مما اضطرنا لعدم إطفائه بعد انتهاء الصلاة من أجله)، وذلك لعدم توفر الكهرباء ولا اشتراك المولدات في منزله”. وأضاف “ألا لعنة الله على من أوصلنا إلى هذا الحال”.
وكان مقطع فيديو انتشر لأب وهو يحمل طفلته بيد وآلة الأكسجين بيد أخرى في طرابلس شمال لبنان، وهو يناشد “أصحاب الضمائر” المساعدة لتشغيل آلة لتوفير الأكسجين لطفلته المصابة بالربو، بعد الانقطاع الدائم للتيار الكهربائي وإطفاء مولدات الكهرباء إثر فقدان مادة المازوت.
احد الآباء اللبنانيين شمال لبنان يناشد و يصرخ
البنت رح تموت بين إيديي مافي لا كهربا
ولا إشتراك
بدا أوكسجين
شو بدي أعمل 😢😢🖤🥀🇱🇧#لبنان_ينهار pic.twitter.com/1zqUYlOIyL— ☝️Index Hakeem 🟣☝️ (@hakrashaa) June 29, 2021
كما انتشرت مقاطع فيديو مماثلة لكثير من المواطنين الذين يطرقون الأبواب بحثا عن كهرباء لتشغيل آلات الأكسجين لأولادهم مع عبارة “بابا بدي أتنفس”.
ويواجه لبنان منذ ثلاثة عقود على الأقل مشكلة متفاقمة في قطاع الكهرباء ذي المعامل المتداعية، ما يجبر غالبية المواطنين على دفع فاتورتين، واحدة للدولة وأخرى مرتفعة لأصحاب المولدات الخاصة، التي تعوض نقص إمدادات الدولة.
وتراجعت تدريجياً خلال الأشهر الماضية قدرة مؤسسة كهرباء لبنان على توفير التغذية، ما أدى إلى رفع ساعات التقنين لتتجاوز 22 ساعة يومياً في بعض المناطق. ولم تعد المولدات الخاصة، على وقع شحّ الوقود، قادرة على تأمين المازوت اللازم لتغطية ساعات انقطاع الكهرباء، ما اضطرها بدورها الى اتباع تقنين.
وتغرق المناطق كافة في ظلام دامس. وتنتشر بشكل شبه دوري مقاطع فيديو وصور لأشخاص يناشدون المعنيين التدخّل لتوفير الكهرباء من أجل تشغيل ماكينات الأكسجين لأطفالهم أو أفراد عائلاتهم، خصوصاً في مناطق لا تتوفر فيها المولدات الخاصة. وكانت استغاثة رجل نهاية الشهر الماضي في مدينة طرابلس (شمال) لإنقاذ طفلته المصابة بالربو قد أشعل تحركات احتجاجية في الشارع.
وعلى وقع تدهور سعر صرف الليرة التي خسرت أكثر من تسعين في المئة من قيمتها أمام الدولار، ورفع السلطات لأسعار الوقود الأسبوع الماضي، لم يعد كثيرون قادرين على تحمّل تكلفة فاتورة المولّد الكهربائي، ما ينذر بتفاقم الوضع.
ويُعد قطاع الكهرباء الأسوأ بين مرافق البنى التحتية المهترئة أساساً. ويُشكل إصلاحه أحد مطالب المجتمع الدولي الرئيسية لدعم لبنان. وقد كبّد خزينة الدولة أكثر من 40 مليار دولار منذ انتهاء الحرب الأهلية.
المصدر: العربية.نت