أكد وكيل وزارة الصحة، المساعد لشؤون الصحة العامة الدكتور منذر الحساوي اليوم الأربعاء، اهتمام الوزارة البالغ بالرعاية الصحية باعتبارها من أولويات برامج الحكومة التنموية.
وقال الحساوي في كلمته الافتتاحية لمؤتمر الكويت الخامس للرعاية الصحية الأولية، نيابة عن راعي المؤتمر وزير الصحة الدكتور أحمد العوضي إن الكويت من الدول الرائدة في المجال الصحي لما حققته من إنجازات عبر نهضتها المشهودة كما حققت هدف (الصحة للجميع) في تسعينيات القرن الماضي من خلال خدمات شاملة لا يزال تقديمها مستمرا للمواطنين والمقيمين.
وأضاف أن ذلك يشمل العديد من الجهود التي تتماشى مع الهدف الثالث من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة لضمان حياة صحية وتعزيز الرفاهية للجميع مشيراً إلى سعى الكويت بشكل حثيث وجهود متواصلة للسير بذلك النظام الصحي قدما نحو مزيد من التطور وإحداث نقلة نوعية في خدمات الرعاية الصحية.
ولفت إلى الحرص على جعل الكويت في مصاف الدول التي تتميز بمعدلات نمو مستدامة مع الحرص على تطوير أنظمة وإجراءات التدريب والتطوير المهني للكوادر الطبية مبينا أن تقوية الرعاية الصحية الأولية أمر جوهري لتحقيق أهداف التنمية المستدامة المعلقة بالصحة والتغطية الصحية الشاملة ما يسهم في بلوغ أهداف تتجاوز نطاق هدف الصحة الجيدة.
وأشار الحساوي إلى صدور قرار وزاري مؤخرا بإنشاء قطاع الرعاية الصحية لضمان حصول الأشخاص على رعاية شاملة والتي تقدم بواسطة فريق طبي متكامل تشارك فيه العديد من المهن الصحية مع الالتزام بالعدالة والإنصاف بالحق الأساسي في التمتع بأعلى مستوى من الصحة في ظل منظومة صحية مؤهلة للاستجابة للتغيرات الاقتصادية والتكنولوجية والديموغرافية السريعة.
من جانبها قالت رئيسة المؤتمر ومديرة الإدارة المركزية للرعاية الصحية الأولية الدكتورة دينا الضبيب إن المؤتمر يعتبر منصة مهمة لجميع المشاركين لتبادل الأفكار في سبل تحسين جوهر شبكة الرعاية الصحية الأولية التي تعد محورا حيويا في بناء نظام صحي فعال في التشخيص المبكر والعلاج والوقاية ما يسهم في تحسين جودة الحياة.
وأضافت الضبيب أن الرعاية الصحية هي شراكة فاعلة بين الفرد والطاقم الطبي تتيح للأفراد المشاركة الفعالة في اتخاذ قرارات صحية مستنيرة ويشجع على التفاعل الإيجابي مع النظام الصحي مستعرضة الهيكل الاستراتيجي لبوابة الرعاية الصحية الأولية وما تقدمه من خدمات تحت مظلة 115 مركزا صحيا.
وذكرت أن عدد زيارات المرضى والمراجعين بلغ هذا العام نحو 19 مليون زيارة بينما بلغ متوسط عدد الزيارات الشهرية 6ر1 مليون زيارة مشيرة إلى أن الرعاية الصحية الأولية تضم تسعة برامج صحية في مختلف التخصصات لضمان تقديم خدمات ذات جودة عالية.
وذكرت أن هناك 97 عيادة للأمراض المزمنة و56 عيادة للصحة النفسية و84 عيادة الطفل السليم و102 عيادة لمرضى السكري و49 عيادة لهشاشة العظام إضافة إلى ما تم من توسع في عيادات فحص قاع العين والقدم السكري وكبار السن والسمنة والإقلاع عن التدخين.
وأشارت إلى الدور المحوري والريادي لمعهد الكويت للاختصاصات الطبية في تعزيز قدرات أطباء طب العائلة العاملين على امتداد شبكة منظومة الرعاية الصحية الأولية وحديثي التخرج في تقديم برامج تدريبية مبتكرة.
وكشفت عن حصول المعهد على الاعتراف الشامل متضمنا البرنامج التدريبي والإكلينيكي على مدار خمسة أعوام من الكلية الملكية البريطانية للممارسين العامين الذي يعد الأول من نوعه في الشرق الأوسط إضافة الى اعتماد المعهد مؤخرا لبرنامج الدبلوم المهني في الممارسة الطبية العامة.
وأشارت إلى تبني مراكز الرعاية الصحية استراتيجيات رقمية لتكون تلك الجهود نبراسا يضيء طريق تحسين خدمات الرعاية الصحية ومنها إطلاق خدمة الحصول على إجازة مرضية دون استشارة طبية عبر المنصات الالكترونية.
وقالت الضبيب إن مبادرة خدمة الزيارات المنزلية لطريحي الفراش وكبار السن وذوي الإعاقة الحركية الشديدة لتقديم خدمات صحية متكاملة متعددة التخصصات للرعاية الأولية بالتعاون مع الرعاية الثانوية تعزز مفهوم الاعتناء التام بتلك الفئات والإسهامات القيمة التي قدمها كبار السن.
وذكرت أن المؤتمر يتناول 33 محاضرة علمية بمشاركة 32 طبيبا ومختصا على مدى ثلاثة أيام للوصول إلى قرارات وتوصيات ملموسة تعزز مفهوم مستجد للرعاية الأولية في سبيل تقديم أفضل الخدمات الصحية.
من ناحيته أعرب أمين الصندوق الفخري للكلية الملكية البريطانية للممارسين العاملين ومدير مكتب الاعتراف الدولي الدكتور ستيف مولي عن سعادته بالمشاركة في المؤتمر معربا عن تطلعه لمعرفة المزيد عن الرعاية الصحية الأولية الكويتية.
وقال مولي إن الكلية الملكية تعمل بالشراكة مع الكويت منذ عام 1983 بدأت بالمشاركة في تقديم دبلوم في طب الأسرة باعتباره حجر الأساس لأي برنامج آخر وفي وقت لاحق قامت الكويت بتطوير برنامج تدريبي للأطباء المقيمين يشرف عليه معهد الكويت للتخصصات الطبية والذي حصل على الاعتماد عام 2005.
وأوضح انه في أكتوبر 2023 قامت الكلية بزيارة اعتماد إلى الكويت وتقييم البرنامج ووجدت أنه يطبق المعايير الدولية الذهبية لافتا الى أن البرنامج يتكون من 47 مركز تدريب و74 مدربا سريريا و12 مدربا وما يقرب من 400 مقيم.
المصدر: صحيفة النافذة