ناقش المؤتمر الإقليمي «المرأة العربية والسلام والأمن» التحديات أمام النساء في المنطقة العربية وقف الحرب على غزة الآن وليس غدا اليوم الجمعة مساعي الآليات الوطنية العربية لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1325 المعني بنبذ العنف ضد المرأة.
وأدارت الجلسة وهي الخامسة للمؤتمر الذي انطلق في الكويت أمس الخميس أستاذة العلوم السياسية بجامعة الكويت الدكتورة هيلة المكيمي التي أكدت أن الاتحاد النسائي الكويتي من المنظمات النسائية الكويتية التي أخذت الصدارة في قضايا المرأة على مختلف الصعد المحلية والإقليمية والدولية.
وقالت المكيمي إن الاتحاد حريص أيضا على الاهتمام بقضايا المرأة الفلسطينية وتبنيها متمنية أن يصل نداء المؤتمر إلى كافة الدول والمنظمات الأممية ونوهت بقرار مجلس الأمن الذي يتطلب تسليط الضوء عليه لتحقيق الأمن والسلام للمرأة.
ولفتت في هذا السياق إلى ضرورة التعرف على ما طبقته الدول العربية والتقارير الأممية التي أصدرتها الدول العربية وكيفية تفعيل القرار بشكل أكبر لتكون المرأة العربية صانعة سلام.
وفي بداية الجلسة تحدثت الأمين العام للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة عضو المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية مها علي عما تتعرض له المرأة الفلسطينية من معاناة وعلاقة ذلك بمدى تنفيذ القرار الأممي على أرض الواقع.
وأشارت علي إلى حرص بلادها على الاهتمام بالمرأة ومشاركتها في مختلف المجالات وأنها وضعت خطة وطنية للعمل من خلالها في العديد من المحاور منها التركيز على مشاركة المرأة في القطاع الأمني والعسكري والوظائف غير التقليدية علاوة على المشاركة الفاعلة في قطاع الأمن العام.
وقالت إن الخطة ومؤشرات الأداء تمت صياغتها ووضعها بعد ورش عمل مع عدة جهات لتعكس جميع المحاور وتم إقرارها من مجلس الوزراء الأردني وتأتي تنفيذا لقرار مجلس الأمن 1325 لنبذ العنف ضد المرأة ونالت إشادة من الأمين العام للأمم المتحدة.
وأكدت أهمية التركيز على خدمات الرعاية والحماية من العنف على أن تكون متاحة لجميع النساء في الأردن دون تمييز منوهة ببعض المؤشرات الايجابية بعد تفعيل الخطة ومنها ارتفاع نسبة مشاركة النساء في مختلف الوظائف وتحديدا في الأمن العام وبعثات حفظ السلام.
من جانبها تحدثت المدير العام لدائرة تمكين المرأة العراقية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء العراقي وعضو المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية الدكتورة يسرى محسن عن الإجراءات التي اتخذتها بلادها لتعزيز مشاركة المرأة.
وذكرت أن بلادها عملت أيضا على تعزيز دور المجتمع المدني من خلال وضع خطة تنفيذية تضم العديد من الأهداف وتركز أساسا على حماية المرأة وأنها حققت بالفعل نتائج إيجابية ملموسة منها دعم المرأة سياسيا في الانتخابات فاقت نسبة مشاركتها المأمول.
بدورها دعت عضو المجلس التنفيذي لمنظمة المرأة العربية وفاء الضيقة من لبنان في مستهل كلمتها إلى ضرورة وقف إطلاق النار في غزة وحماية الشعب الفلسطيني مما يتعرض له من إبادة جماعية جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي.
وتحدثت الضيقة عن تجربة لبنان في تطبيق قرار مجلس الأمن ورات أن مفاهيم هذا القرار لم تستطع تحقيق أهدافها في الحماية نظرا إلى ما تعانيه الدول من ويلات الحروب وتحديدا لبنان الذي يتعرض بشكل متواصل للعنف والاعتداءات.
وأشارت إلى وجود خطة وطنية لتنفيذ القرار لكن الانتهاكات التي يشهدها لبنان حتى يوم أمس والتوترات العامة والأزمات عكست هشاشة الاستقرار والسلام وضعف تلبية احتياجات المرأة الأساسية والعديد من أركان الحماية الخاصة بالعنف ضد المرأة.
من ناحيتها قالت رئيسة اللجنة الوطنية للمرأة في اليمن وعضو المجلس التنفيذي للمنظمة الدكتورة شفيقة عبده إن اللجنة عملت على تنفيذ بنود القرار فور صدوره ووضعت العديد من القضايا الخاصة بالمرأة لكن مع اندلاع الحرب تغيرت الكثير من الأمور وتوقف العمل نهائيا بعد الانقلاب عن الشرعية اليمنية حتى العام 2018.
وأضافت عبده أن وزارة الشؤون الاجتماعية اليمنية عملت على تطبيق الخطة وجار حاليا عمليات تجديد للخطة علاوة على انضمام لجنة المرأة للخطة ضمن الفرق الوطنية والهيئة الاستشارية مشيرة إلى تراجع وتعثر تنفيذ الخطة في كل محافظات اليمن وسط الأزمة الراهنة هناك.
من جهتها استعرضت المستشارة في موريتانيا ليلى جدين تجربة بلادها والعراقيل التي تحول دون مشاركة المرأة بكل طاقاتها في مختلف التخصصات هناك علاوة على انخفاض نسبة القيادات النسائية.
وأشارت جدين إلى القوانين التي أصدرتها الدولة للحد من العنف ضد المرأة وإنشاء منصات متعددة القطاعات لدعم ضحايا العنف من النساء والأطفال.
وكانت الكلمة الأخيرة لرئيسة صندوق النفقة الفلسطيني فاطمة المؤقت التي أفادت بأنه تم تطوير بعض التشريعات ووضع بعض القوانين لتحسين وضع المرأة في فلسطين ومنها قانون انشاء صندوق النفقة ولدينا تجارب رائدة لكننا أمام مسؤولية عن مدى جدوى هذا القرار وسط عدم قدرة مجلس الأمن على وقف العدوان على فلسطين.
وأكدت المؤقت ضرورة وضع آليات لوقف بطش الاحتلال الذي انتهك كل الحقوق والكرامة الإنسانية مشيرة إلى أن هناك مسؤولية على جميع الدول لتفعيل وضمان تنفيذ القرار 1325 وتفعيل إجراءات محكمة العدل الدولية والانضمام لدعوى جنوب افريقيا المقدمة أمام المحكمة الجنائية الدولية.
وكان نائب وزير الخارجية الشيخ جراح جابر الأحمد الصباح افتتح المؤتمر في وقت سابق أمس نيابة عن وزير الخارجية عبدالله اليحيا وينظمه الاتحاد الكويتي للجمعيات النسائية بالتعاون مع منظمة المرأة العربية التابعة لجامعة الدول العربية ويستمر يومين.
المصدر: صحيفة النافذة