بعد الزيارة التاريخية لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد إلى سلطنة عمان في السادس من فبراير الماضي تأتي زيارة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – سلطان عمان إلى دولة الكويت غداً الإثنين تأكيداً لحرص قيادتي البلدين الشقيقين على تعزيز علاقاتهما التاريخية وترسيخ أواصرها.
ودشّنت زيارة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد إلى مسقط مرحلة جديدة من العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين حيث عقد محادثات مع صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – سلطان عمان سادها جو ودي يعكس روح الأخوة والرغبة المشتركة في المزيد من التعاون والتنسيق على كل الصعد.
واستعرضت تلك المحادثات مسيرة العلاقات الأخوية الوثيقة التي تربط البلدين ومختلف جوانب التعاون الثنائي القائم بما يدعم ويعزز تلك العلاقات ويحقق مزيداً من تطلعاتهما المشتركة نحو الازدهار والتطور والرخاء إضافة إلى السعي نحو مزيد من الشراكة لتوسعة أطر العمل لدعم وتعزيز مسيرة الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي.
وحفلت زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد باحتفاء رسمي وشعبي جسده استقبال صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – سلطان عمان الذي قلد سموه وسام (آل سعيد) الذي يعد من أرفع الأوسمة العمانية تقديرا واعتزازا بعمق أواصر الأخوة والصداقة المتينة التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين.
كما قلد حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – سلطان عمان (قلادة مبارك الكبير) تقديراً لجلالته وما يبذله من إنجازات وجهود مميزة لسلطنة عمان وشعبها الشقيق وتقديرا لدوره في تعزيز أواصر الأخوة والتفاهم بين دول مجلس التعاون وحرصا على تقوية روابط الإخاء بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وتخلل تلك الزيارة افتتاح مشروع مصفاة الدقم ومجمع الصناعات البتروكيماوية الذي يجسد التطور الكبير في الشراكة الاقتصادية بين البلدين ويعتبر أكبر مشروع استثماري مشترك بينهما مدمج بين مجموعة أوكيو العمانية وشركة البترول الكويتية العالمية فيما بلغت كلفة إنشائه نحو تسعة مليارات دولار أمريكي.
ويرتبط تاريخ العلاقات الكويتية – العمانية بتاريخ وجود الشعبين الشقيقين قبل قرون عديدة كل في أرضه ودياره ولاسيما ما يتصل بالعلاقات التجارية البحرية التي جمعت بين تجار البلدين طوال القرون الماضية.
وإضافة إلى تلك العلاقات التاريخية يرتبط البلدان بعلاقات سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية وعلمية تشهد تطوراً مستمراً بفضل توجيهات القيادتين الحكيمتين في البلدين الشقيقين وحرصهما على تعزيزها في شتى المجالات.
وتجلت مواقف سلطنة عمان المبدئية والمشرفة تجاه قضايا الكويت بأعلى صورها إبان محنتها عام 1990 خلال غزو النظام العراقي حينما وقفت السلطنة مع الحق الكويتي وساهمت في حرب تحرير الكويت في فبراير 1991 واحتضنت عددا كبيرا من مواطنيها أثناء فترة الاحتلال وقدمت لهم كل التسهيلات.
وعلى الصعيد السياسي شهدت العقود الثلاثة الماضية تطوراً مطرداً في العلاقات الثنائية وتعزيزا للصلات التاريخية القديمة وتعاونا مشتركا في القضايا الإقليمية والعالمية وتوجت ذلك كله الزيارات المتبادلة التي كان تقوم بها قيادات البلدين الشقيقين.
ففي 18 سبتمبر عام 1991 زار أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد سلطنة عمان والتقى خلالها المغفور له بإذن الله تعالى السلطان قابوس بن سعيد حيث قدم شكر الكويت للسلطنة على مواقفها المؤيدة للحق الكويتي خلال محنة الغزو العراقي.
وفي 23 ديسمبر عام 1991 زار السلطان قابوس بن سعيد الكويت للمشاركة في القمة الخليجية الـ12 لدول مجلس التعاون الخليجي والتقى خلالها الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح.
وفي 20 مايو عام 2002 زار السلطان قابوس بن سعيد الكويت والتقى الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد للاطمئنان عليه وعلى صحته بعد أن من الله تعالى عليه بالشفاء وعودته سالماً معافى إلى البلاد.
وعقد السلطان قابوس خلال الزيارة محادثات رسمية مع الأمير الراحل تناولت العلاقات الأخوية بين البلدين وسُبل تطويرها في جميع المجالات إضافة إلى التنسيق المشترك حيال مختلف القضايا والأمور التي تهم البلدين والأمتين العربية والإسلامية.
وفي السابع من يونيو عام 2005 زار السلطان قابوس الكويت حيث التقى حينذاك سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ سعد العبدالله وبحث معه عددا من المستجدات في المنطقة وسبل تعزيز العلاقات الثنائية إضافة الى تبادل وجهات النظر حول القضايا محل الاهتمام المشترك.
وفي 28 ديسمبر 2009 قلّد أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد السلطان قابوس (قلادة مبارك الكبير) خلال زيارته إلى الكويت فيما قلّد السلطان قابوس الأمير الراحل (وسام عمان المدني) من الدرجة الأولى.
وفي تلك الزيارة بحث الزعيمان العلاقات الأخوية وأوجه التعاون القائم بين البلدين لما فيه خير وصالح الشعبين الشقيقين إضافة إلى تبادل وجهات النظر حول الأمور التي تهم الجانبين.
وفي 17 يونيو عام 2010 زار السلطان قابوس رحمه الله الكويت والتقى الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد للتشاور والتنسيق حيال مختلف القضايا والأمور التي تهم البلدين الشقيقين والأمتين العربية والإسلامية.
وفي 16 أبريل عام 2012 بحث السلطان قابوس مع الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد خلال زيارة للكويت استمرت أربعة أيام تعزيز العلاقات الأخوية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين والأمور التي تسهم في خير وصالح شعبي البلدين الشقيقين ودول مجلس التعاون الخليجي.
وزار الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد سلطنة عمان في 20 فبراير عام 2017 حيث بحث مع السلطان قابوس العلاقات التي تربط السلطنة والكويت والتعاون المثمر بينهما في مختلف المجالات التي تخدم المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
وزار الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد سلطنة عمان في 12 يناير عام 2020 لتقديم واجب العزاء في وفاة السلطان قابوس بن سعيد رحمه الله فيما زار حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – سلطان عمان البلاد في الأول من أكتوبر عام 2020 لتقديم واجب العزاء في وفاة الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد، كما زارها في 18 يونيو عام 2023 لتقديم واجب العزاء في وفاة الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد.
وفي إطار التشاور والتنسيق المشترك بين البلدين حيال مجمل القضايا محل الاهتمام المشترك وتعزيز التعاون الثنائي شكل البلدان في عام 2001 لجنة مشتركة تلتقي بصورة دورية.
وتعمل اللجنة المشتركة باستمرار على تعزيز العلاقات الثنائية في المجالات التجارية والصناعية والثقافية والعلمية والسياحية والبحث العلمي والتعاون الفني والإعلامي إضافة إلى مجال النفط والغاز والتنمية الاجتماعية والقوى العاملة والخدمة المدنية والتنمية الإدارية والحكومة الإلكترونية وحماية البيئة البحرية ومكافحة التلوث وحماية الموارد الساحلية.
ولم تتوقف الزيارات بين البلدين لمسؤولين من السلطتين التنفيذية والتشريعية طوال العقود الماضية فيما شهد البلدان في الآونة الأخيرة زيارات متبادلة لمسؤولين من الجانبين بهدف تعزيز أواصر التعاون وتنسيق الجهود المشتركة.
ففي 11 مارس عام 2023 ترأس وزير الخارجية السابق الشيخ سالم عبدالله الصباح وفد دولة الكويت في أعمال اللجنة الكويتية – العمانية المشتركة بدورتها التاسعة التي عقدت في سلطنة عمان وبحث خلال الزيارة مع وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي التطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وفي 16 نوفمبر عام 2023 زار وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي الكويت حيث عقد محادثات رسمية مع وزير الخارجية السابق الشيخ سالم عبدالله الصباح ووقعا مذكرتي تفاهم وبرنامجين تنفيذيين في مجال التعليم العالي وتعزيز حماية المنافسة والتعاون الفني في مجال حماية البيئة 2024 – 2026 وفي مجال تنمية الصادرات الصناعية 2024 -2025.
وفي 21 نوفمبر عام 2023 زار نائب رئيس الوزراء وزير الدفاع الكويتي السابق الشيخ أحمد الفهد سلطنة عمان وبحث مع نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع شهاب بن طارق بن تيمور عدداً من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.
المصدر: صحيفة النافذة