تعد مصفاة الزور ضمن أكبر عشر مصافي تكرير عالمية، وهي إحدى أهم المبادرات الرئيسية في استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية 2040، والتي تهدف إلى التوسع في الطاقة التكريرية للدولة، وتبلغ طاقتها التكريرية 615 ألف برميل يومياً من خام التصدير الكويتي الخفيف (KEC) وتمثل 43.5% من إجمالي الطاقة التكريرية لدولة الكويت، وهي تتكون من 3 مصافي مصغرة مستقلة صُممت بمواصفات فنية عالية.
وتحتوي المصفاة على أكبر مجمّع لوحدة إزالة الكبريت من الزيت المخلف من وحدة التقطير الجوي في العالم لإزالة الكبريت؛ استرداد عالية الكفاءة (أكثر من 99.9% من الكفاءة) مصممة لتشغيل آمن ومستقر، كما صُممت كمنشأة لا تنتج أي مخلفات سائلة غير صديقة للبيئة.
وتم إنشاء المصفاة على مساحة إجمالية تقدّر بـ 16 كيلو متر مربع، وبعدد 66 خزاناً، كما تقدّر نسبة العمالة النسائية في الشركة 14 %.
وتتمتع مصفاة الزور بقدرة تخزينية عالية (خزانات) لمنتج زيت الوقود منخفض الكبريت تبلغ 5.5 مليون برميل، مع وجود نظام استرداد غازات الشعلة لتقليل حرق الغازات، ووجود شعلات أرضية متعددة النقاط مصممة للتشغيل بدون دخان ومنخفضة الضوضاء، فضلاً عن قدرة المصفاة على تكرير خليط من أنواع النفط الكويتي: كنفط الكويت للتصدير ونفط الكويت المتوسط ونفط الكويت الثقيل ونفط الأيوسين.
وتنتج مصفاة الزور، النافثا 86 ألف برميل باليوم، وقود محركات الطائرات 99 ألف برميل باليوم، الديزل منخفض الكبريت 147 الف برميل باليوم، زيت الوقود منخفض الكبريت 225 الف برميل باليوم، والكبريت الصلب 2500 طن باليوم.
وبالنسبة إلى نسبة الكبريت في منتجات مصفاة الزور، ففي وقود محركات الطائرات – 10 أجزاء في المليون، وفي الديزل منخفض الكبريت – 7 أجزاء في المليون، أما في زيت الوقود منخفض الكبريت – 0.5 في المئة.
وتعتمد مصفاة الزور على مجموعة من التقنيات والابتكارات لتحسين الكفاءة، وتقليل الانبعاثات، وتحسين جودة المنتجات. منها: وحدات التقطير الجوي لمعالجة أنواع متعددة من النفط الخام بكفاءة عالية، وبالتالي إنتاج مجموعة متنوعة من المنتجات البترولية مثل الغاز البترولي المسال والنافثا والكيروسين والديزل وزيت الوقود، مما يزيد من مرونة الإنتاج.
كما تعتمد على وحدات إزالة الكبريت من المخلفات الجوية، لإنتاج زيت وقود منخفض الكبريت لتوليد الطاقة، ووحدات المعالجة الهيدروجينية حيث انتاج ديزل نظيف بتركيز منخفض من الكبريت (7 جزء في المليون)، النافثا منخفضة الكبريت والنيتروجين، وهي مناسبة كلقيم لوحدة إنتاج الهيدروجين، والكيروسين بجودة عالية.
بالإضافة إلى أنها تعتمد على وحدات إنتاج واستعادة الهيدروجين لتوفير الهيدروجين الضروري لعمليات المعالجة الهيدروجينية، مما يساهم في تحسين كفاءة العمليات وإنتاج وقود نظيف، فضلاً عن نظام معالجة المياه العادمة وإعادة تدويرها لتحقيق التفريغ الصفري، مما يؤدي إلى تقليل استهلاك المياه، تقليل التكاليف التشغيلية، وتعزيز الاستدامة البيئية من خلال إعادة استخدام المياه المعالجة في العمليات الصناعية.
نجحت المصفاة إلى اليوم في تصدير منتجاتها الصديقة للبيئة إلى أكثر من 30 وجهة إقليمية وعالمية، حيث إن الدول المستوردة لتلك المنتجات في السوق الآسيوي (اليابان – الإمارات – قطر – سلطنة عمان – سنغافورة – الصين – باكستان – كوريا الجنوبية – ماليزيا – الأردن – السعودية – الهند – فيتنام – تايلاند – اندونيسيا)، أما في السوق الافريقي (مصر – جيبوتي – تنزانيا – موزمبيق – ناميبيا – جنوب أفريقيا – نيجيريا – كينيا)، وفي السوق الأوربي (هولندا – فرنسا – المملكة المتحدة – أسبانيا – اليونان)، كما تصدّر منتجاتها أيضاً إلى أميركا الشمالية والجنوبية (أمريكا – البرازيل – الأرجنتين).
ولمصفاة أهداف بيئية، منها: تحسين نوعية الهواء من خلال تقليل انبعاثات أكاسيد الكبريت المنبعثة من محطات توليد الطاقة الكهربائية حيث انخفاض معدل الانبعاثات بنسبه 75 في المئة عن الوضع السابق، بما يتوافق مع الأهداف البيئية في دولة الكويت. ومعالجة المياه العادمة وإعادة استخدامها وتصريفها. بالإضافة إلى تنفيذ استراتيجية قوية للتعامل مع النفايات الصلبة والتحكم فيها. والتحكم بالضجيج وانحساره. فضلاً عن المراقبة والرصد للهواء والماء والمياه الجوفية.
كما أن هناك أهدافاً استراتيجية، هي: توفير مصدر آمن وثابت بشكل مستمر لتغطية احتياجات وزارة الكهرباء والماء في الكويت والبالغة 225 ألف برميل في اليوم من منتج زيت الوقود ذي المحتوى الكبريتي المنخفض (أقل من 0.5 في المئة). وتكرير النفط الخام الكويتي الثقيل بهدف زيادة العوائد الاقتصادية وإنتاج المواد البترولية عالية الجودة. بالإضافة إلى إمداد الاسواق العالمية بمنتجات بترولية عالية الجودة مما يعزز قدرة الكويت على التنافسية.
ومن ضمن الأهداف الاستراتيجية أن المصفاة مصممة لضمان عدم تصريف المياه المستهلكة الناتجة عن عمليات التكرير أو ما يعرف بخاصية نزع المياه، والتي تؤهل تطويرها إلى مصفاة تحويلية كاملة. فضلاً عن المساهمة الإيجابية والفعّالة في خطة التنمية من خلال تفعيل دور القطاع الخاص في الأعمال المساندة في مرحلتي تنفيذ وتشغيل المصفاة. وأيضاً تهدف إلى خلق فرص عمل جديدة للعمالة الوطنية. وإضافة عوامل جذب استثمارية للمناطق المجاورة للمصفاة للنهوض بها اقتصادياً.
المصدر: صحيفة النافذة