صرحت دكتور جانيت دياز، رئيس الفريق الطبي المكلف بالتوصل إلى علاج لكوفيد ورئيس شعبة الرعاية الصحية بمنظمة الصحة العالمية، بأن المتعافين من حالات كوفيد-19 الذين مازالوا يعانون من بعض الأعراض، ربما يكون لديهم ما يعرف بحالة “ما بعد كوفيد”، أو ما يشار إليه أيضا باسم “كوفيد طويل المدى”.
وفي الحلقة رقم 47 من برنامج “العلوم في خمس”، الذي تبثه منظمة الصحة العالمية على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي، وتقدمه فيسميتا جوبتا سميث، تناولت دكتور دياز الأعراض التي يجب أن يتم الانتباه إليها والتي يمكن أن تشير إلى أن الشخص مريض بهذه الحالة.
وقالت دكتور دياز إن بعض الأعراض الأكثر شيوعًا لحالة “ما بعد كوفيد-19″، تشمل ضيق التنفس والخلل الإدراكي، والذي يطلق عليه مصطلح “ضبابية الدماغ” والشعور بالإعياء والتعب.
من 3 إلى 9 أشهر
وأوضحت دكتور دياز أن الأعراض الثلاثة هي الأكثر شيوعًا، من بين أكثر من 200 عرض تم الإبلاغ عنها بالفعل والتي يعاني منها المتعافون من حالات الإصابة بعدوى فيروس سارس-كوف-2، مشيرة إلى أن القائمة طويلة للغاية، لذا فإن الأعراض الأخرى التي يمكن أن يعاني منها المرضى أو الأشخاص المتعافين يمكن أن تشمل ألم الصدر وصعوبة الكلام وما يمكن أن يوصف بالتوتر أو الاكتئاب وآلام العضلات والحمى وفقدان حاسة الشم و/أو التذوق.
وأضافت دكتور دياز أنه لم يتم التوصل إلى معلومات محددة حول المدة التي يمكن أن تستغرقها هذه الحالة، إذ يمكن أن تستمر ما بين 3 إلى 6 أشهر وربما تصل إلى تسعة أشهر. لكن لا يزال هناك المزيد من الدراسات التي يجب إجراؤها لمتابعة المرضى، الذين أصيبوا بحالة “ما بعد كوفيد-19” أو “كوفيد طويل المدى”، لتحديد بداية معاناتهم من الأعراض والمدة التي سبقت زوالها بشكل نهائي.
العلاجات المتاحة
ونصحت دكتور دياز أي مريض أو شخص يصاب بحالة “ما بعد كوفيد-19” أن يذهب لطلب الرعاية الطبية، حيث يجب أن تكون مسارات الرعاية متعددة التخصصات بطبيعتها، مما يعني أنها يمكن أن تشمل الكشف الطبي بمعرفة ممارس عام أو أطباء اختصاصيين في أمراض الصدر أو في إعادة التأهيل إلى جانب العاملين في مجال الرعاية الاجتماعية واختصاصيي الصحة النفسانية. ولكن لا يوجد علاج دوائي محدد لهذه الحالات حتى الآن، لأنه لم يتم بعد فهم السبب في حدوث حالات “مابعد كوفيد”، أو آلية تطور المرض، ومن المأمول أن يتم التوصل إلى علاج محدد في المستقبل.
تعبيرية
اللقاح و”كوفيد طويل المدى”
قالت دكتور دياز إنه لا يزال هناك الكثير الذي يسعى العلماء لمعرفته بشأن آثار التطعيم وحالة “ما بعد كوفيد-19″، ونصحت بأن الضمانة الأكبر تتمثل في الوقاية من العدوى بفيروس سارس-كوف-2 لتجنب الإصابة بمرض “كوفيد-19” ولمنع تطور حالة “ما بعد كوفيد-19” من الأساس.
وبالتالي، فإن تلقي اللقاحات التي ثبت أنها تقلل الحاجة إلى دخول المستشفى لتلقي العلاج والتي تقلل من احتمال الوفاة بسبب مرض كوفيد-19 تعد أحد الوسائل للوقاية والحماية من العدوى إلى جانب الالتزام بكافة تدابير الصحة العامة والإجراءات الاحترازية التي تشمل ارتداء الكمامات الواقية في الأماكن المناسبة والتباعد الجسدي وغسل اليدين بالماء والصابون أو تطهيرهما بالكحول في حالة عدم توافر ماء وصابون، والتواجد فقط بداخل الأماكن المغلقة جيدة التهوية.
المصدر: العربية.نت