
اقتربت عملية اجلاء مفاجئة، قامت بها طائرة شحن عسكرية أميركية، تستخدمها الولايات المتحدة وحلفاؤها منذ 30 سنة تقريبا، ومخصصة أصلا لنقل 150 راكبا جلوسا مع معداتهم، من ضرب رقم قياسي لأكبر عدد من الأشخاص تم نقلهم مرة واحدة بأي نوع من الطائرات في التاريخ.
مساء الأحد الماضي، تمكنت الطائرة المعروفة باسم C-17 Globemaster من نقل 640 أفغانيا مرة واحدة، ممن يظهر بعضهم في صورة تنشرها “العربية.نت” نقلا عن موقع اخباري أميركي، ذكر أنه كان ينقصها 31 راكبا فقط لتضرب الرقم القياسي العالمي، الا أن هدفها لم يكن تحطيم أرقام قياسية، بل انقاذ أكبر عدد من الأفغان من براثن طالبان ومقاتليها المقبلين بتطرفهم للسيطرة مساء ذلك اليوم على العاصمة ومطارها.
ولم تكن الطائرة جاثمة على مدرج في المطار، بانتظار أن تجلي أو تنقل أحدا، الا أن آلاف الأفغان ظهروا فجأة، وبدأوا يحاولون الفرار من البلاد، بعد علمهم باقتراب طالبان من السيطرة على العاصمة، وامكانية أن تمتد سيطرتها الى حيث تحتل مطار المدينة، وحين لاحظ عدد منهم وجود الطائرة على المدرج، ومنحدرها شبه مفتوح، هرعوا اليها بأعداد كبيرة كملاذ أخير في متناول اليد، بحسب الفيديو المعروض أعلاه، وهو قصير، صوّره أحدهم وهو يدخل مع المتدافعين الى الطائرة.
“فضاقت بهم كعلبة سردين”
وبدقائق معدودات أحاطوا بها من كل جانب “وبدلا من إخراجهم من حولها وابعادهم عنها، قرر طاقمها المغادرة بها من كابل” مع علم أفراده بأن عشرات ممن كانوا يائسين بقربها “تمكنوا من دخولها والجلوس على أرضية كامل مساحتها، فضاقت بهم كعلبة سردين، لأنهم كانوا 640 مدنيا من كافة الأعمار” على حد ما قرأت “العربية.نت” مما ذكره مصدر عسكري أميركي لموقع Defense One الناشط منذ 7 سنوات في الولايات المتحدة بتغطية الشؤون العسكرية وتوابعها، وبحسب ما يظهر من صورتهم المعروضة حتى الثانية 18 في الفيديو أدناه.
نقل الموقع عن المصدر أيضا، أن C-17 كما يختصرون اسمها، حققت تلك الليلة ثاني رقم قياسي بعدد من نقلتهم مرة واحدة، وهبطت بهم في “قاعدة العديد الجوية” بقطر، في عملية يسميها العسكريون “التحميل على الأرض” حيث يتدلى الركاب من أحزمة الشحن الممتدة من جدار إلى آخر داخل هيكل الطائرة، ويبقون فيها بلا حراك تقريبا، الى أن تصل.
أما الرقم القياسي الأول، فلا يزال للآن 670 شخصا، قامت طائرة من الطراز نفسه، باجلائهم فرارا في 2013 من اعصار اشتهر باسم Haiyan وعاقب الفلبين برياح سرعتها 315 كيلومترا بالساعة، ثم أنتهى بكارثة: أكثر من 11.200 قتيل، مع جروح وتشوهات نالت من 100 ألف، اضافة لخراب ودمار بمليارات الدولارات.
المصدر: العربية.نت